فوسجين – COCl2

اقرأ في هذا المقال


في الكيمياء يعد الفوسجين عبارة عن كلوريد أسل ويمتلك الصيغة الكيميائية التالية (COCl2) كما ويتم الحصول عليه من خلال استبدال كل من هيدروجين الفورمالديهايد بالكلور، ويظهر الفوسجين على شكل غاز عديم اللون أو سائل متطاير منخفض الغليان ( 8.3 درجة مئوية، 48 درجة فهرنهايت) برائحة القش أو الذرة الخضراء، وهو مركب شديد السمية، علما أن الخصائص التحذيرية للغاز المستنشق طفيفة، وقد تحدث الوفاة في غضون 36 ساعة، كما وقد يؤدي التعرض المطول للحاويات للحرارة الشديدة إلى تمزقها الشديد وصعقها الصاروخي.

ما هو الفوسجين

  • إن الفوسجين غاز غير قابل للاشتعال عديم اللون، وهو عبارة عن مادة كيميائية مُصنَّعة ولكن هناك كميات صغيرة تحدث بشكل طبيعي نتيجة تحلل المركبات المكلورة، ويستخدم الفوسجين في تصنيع مواد كيميائية أخرى مثل الأصباغ والأيزوسيانات والبولي كربونات وكلوريدات الأحماض، كما وأنه يستخدم في صناعة المبيدات والمستحضرات الصيدلانية، ويمكن أيضًا استخدام الفوسجين لفصل الخامات، علما أن الفوسجين غاز في درجة حرارة الغرفة، ولكن يتم تخزينه أحيانًا كسائل تحت ضغط أو تبريد.
  • الفوسجين عبارة عن مادة كيميائية صناعية رئيسية تستخدم في صناعة البلاستيك ومبيدات الآفات، وفي درجة حرارة الغرفة (70 درجة فهرنهايت) يعتبر الفوسجين غازًا سامًا، أما مع التبريد والضغط فإنه يمكن تحويل غاز الفوسجين إلى سائل بحيث يمكن شحنه وتخزينه، وعندما يتم إطلاق الفوسجين السائل فإنه يتحول بسرعة إلى غاز يبقى قريبًا من الأرض وينتشر بسرعة.
  • قد يظهر غاز الفوسجين عديم اللون أو كسحابة بيضاء إلى صفراء شاحبة، وفي التراكيز المنخفضة فإنه يمتلك رائحة طيبة من القش أو الذرة الخضراء الجديدة في المدينة، ولكن قد لا يلاحظ جميع الأشخاص المعرضين لرائحتها، أما في حالة التراكيز العالية فقد تكون الرائحة قوية وغير سارة، علما أن الفوسجين نفسه غير قابل للاشتعال (لا يشتعل ويحترق بسهولة)، كما ويُعرف الفوسجين أيضًا بتسميته العسكرية “CG”.

أين يوجد الفوسجين وكيف يتم استخدامه

  • لقد تم استخدام الفوسجين على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى كعامل خنق (رئوي)، ومن بين المواد الكيميائية المستخدمة في الحرب كان الفوسجين مسؤولاً عن الغالبية العظمى من الوفيات، علما أنه لا يوجد الفوسجين بشكل طبيعي في البيئة.
  • يستخدم الفوسجين في الصناعة من أجل إنتاج العديد من المواد الكيميائية الأخرى مثل مبيدات الآفات، ويمكن أن يتم تكوين الفوسجين عندما تتعرض مركبات الهيدروكربون المكلورة لدرجات حرارة عالية، علما أن مركبات الهيدروكربون المكلورة هي عبارة عن مواد تستخدم أحيانًا أو يتم إنشاؤها في الصناعة التي تحتوي على عناصر الكلور والهيدروجين والكربون.
  • من المعروف أن أبخرة المذيبات المكلورة المعرضة لدرجات حرارة عالية تنتج الفوسجين، والمذيبات المكلورة عبارة عن مواد كيميائية تحتوي على الكلور تستخدم عادةً في العمليات الصناعية لإذابة أو تنظيف المواد الأخرى، مثل نزع الطلاء وتنظيف المعادن والتنظيف الجاف، وبما أن غاز الفوسجين أثقل من الهواء فمن المرجح أن يوجد في المناطق المنخفضة.

كيف يتعرض الناس للفوسجين وكيف يعمل

  • تعتمد المخاطر بتعرض الأشخاص لمادة الفوسجين على مدى قربهم من مكان إطلاقه، أي أن هناك أكثر من احتمال لذلك فإذا تم إطلاق غاز الفوسجين في الهواء فقد يتعرض الناس من خلال ملامسة الجلد أو ملامسة العين، وقد تتعرض أيضًا عن طريق استنشاق الهواء الذي يحتوي على الفوسجين، أما إذا تم إطلاق سائل الفوسجين في الماء فقد يتعرض الناس للمس أو شرب الماء الذي يحتوي على الفوسجين، أما في حالة ملامسة سائل الفوسجين للطعام فقد يتعرض الأشخاص له عن طريق تناول الطعام الملوث.
  • يعتمد مقدار التسمم الناجم عن مادة الفوسجين على كمية الفوسجين التي قد تعرض لها الشخص وطريقة التعرض لها، بالإضافة إلى طول الفترة الزمنية التي يتعرض لها الشخص لهذه المادة، ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار بأن غاز وسائل الفوسجين يعتبران من المواد المهيجة التي يمكن أن تلحق الضرر بالجلد والعينين والأنف والحلق والرئتين.
  • أما بالنسبة للعلامات والأعراض الفورية للتعرض للفوسجين فهي أنه أثناء التعرض لتراكيز خطيرة من الفوسجين أو بعده مباشرة قد تظهر العلامات والأعراض التالية: يسعل الشخص الذي تعرض لهذه المادة ويصبح لديه حرقان في الحلق والعينين، كما وأنه يمتلك عيون دامعة بالإضافة إلى رؤية مشوشة وصعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس واستفراغ و غثيان، علما أنه يمكن أن تؤدي ملامسة الجلد إلى آفات مشابهة لتلك الناتجة عن قضمة الصقيع أو الحروق.
  • بعد التعرض لتراكيز عالية من الفوسجين قد يصاب الشخص بسائل في الرئتين (الوذمة الرئوية) في غضون ساعتين إلى 6 ساعات، كما أنه التعرض للفوسجين قد يؤدي إلى حدوث تأثيرات تظهر لاحقا، أي أنها قد لا تظهر لمدة تصل إلى 48 ساعة بعد التعرض، حتى لو شعر الشخص بالتحسن أو بدا جيدًا بعد إزالته من التعرض، لذلك يجب مراقبة الأشخاص الذين تعرضوا للفوسجين لمدة 48 ساعة بعد ذلك.
  • تشمل التأثيرات المتأخرة التي يمكن أن تظهر لمدة تصل إلى 48 ساعة ما يلي: صعوبة في التنفس وسعال سائل أبيض إلى وردي اللون (علامة على الوذمة الرئوية)، بالإضافة إلى ضغط دم منخفض وسكتة قلبية، علما أنه لا يعني إظهار هذه العلامات أو الأعراض بالضرورة أن الشخص قد تعرض للفوسجين، كما ويتعافى معظم الأشخاص بعد التعرض للفوسجين تمامًا، ومع ذلك فقد تم الإبلاغ عن التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة نتيجة التعرض للفوسجين.

كيف يمكن للناس حماية أنفسهم وماذا يجب أن يفعلوا إذا تعرضوا للفوسجين؟؟

  • اترك المنطقة التي تم إطلاق الفوسجين فيها وانتقل إلى الهواء الطلق، ويعد الانتقال السريع إلى منطقة يتوفر فيها الهواء النقي فعالًا للغاية في تقليل احتمالية الوفاة من التعرض للفوسجين.
  • إذا كان إطلاق الفوسجين في الخارج، فابتعد عن المنطقة التي تم فيها إطلاق الفوسجين، اذهب إلى أعلى مستوى ممكن لأن الفوسجين أثقل من الهواء وسيغوص في المناطق المنخفضة، أما إذا كان إطلاق الفوسجين في الداخل، فاخرج من المبنى.
  • إذا كنت تعتقد أنك تعرضت للخطر فاخلع ملابسك واغسل جسمك بالكامل بالماء والصابون واحصل على رعاية طبية في أسرع وقت ممكن.
  • خلع الملابس التي تحتوي على فسجين سائل بسرعة، كما يجب قطع أي ملابس يجب شدها من فوق الجسم بدلاً من سحبها من فوق الرأس، وإذا أمكن أغلق الملابس في كيس بلاستيكي، وإذا وضعت ملابسك في أكياس بلاستيكية، فأبلغ إدارة الصحة المحلية أو التابعة للولاية أو موظفي الطوارئ عند وصولهم.
  • إذا كانت عيناك تحترقان أو تشوش رؤيتك، اشطف عينيك بالماء العادي لمدة 10 إلى 15 دقيقة، إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة فقم بإزالتها ووضعها في أكياس الملابس الملوثة، لا تضع العدسات اللاصقة في عينيك، وإذا كنت ترتدي نظارة، اغسلها بالماء والصابون، ويمكنك إعادة النظارات بعد غسلها.
  • إذا كنت قد ابتلعت الفوسجين فلا تسبب التقيؤ أو تشرب السوائل، واطلب العناية الطبية على الفور واشرح ما حدث.

كيف يتم معالجة التعرض للفوسجين؟؟

يتكون علاج التعرض للفوسجين من إزالة الفوسجين من الجسم في أسرع وقت ممكن وتقديم رعاية طبية داعمة في المستشفى، علما أنه لا يوجد ترياق للفوسجين، كما ويجب مراقبة الأشخاص المعرضين لمدة تصل إلى 48 ساعة، لأنه قد يستغرق ظهور الأعراض أو تكرارها كل هذا الوقت.


شارك المقالة: