ما هي قصة اختراع آلات التشغيل الآلية؟
تاريخ آلات التشغيل الآلية وجهود المخترعين في ابتكارها:
يطلق على الآلات التي تعمل ذاتيًا من تلقاء نفسها “الآلات الآلية”، وبالإنجليزية (AUTOMATON) في الواقع تم استعمالها منذ العصور والحضارات القديمة، هي عبارة عن أجهزة كهروميكانيكية وهي مشتقة من الكلمة اليونانية (αὐτόματα)، والتي تعني التصرف بشكل تلقائي وتشير إلى جهاز ميكانيكي متحرك، يتم برمجة تلك الآلات على القيام بأمور معينة، بشكل عام تم تصميم آلات التشغيل الآلية لتقوم بأداء الأعمال بأسرع وقت وجهد، على مر العصور كان مفهوم الآلات الآلية يعتبر أمر خيالي.
لكن أثبت العلماء بأنه يمكن تصميم آلات تقوم بإنجاز الأعمال لوحدها من غير أي تدخل بشري وبكفاءة عالية، ساهم بعض أعظم المخترعين في التاريخ، مثل ليوناردو دافنشي في تصميم مثل تلك الآلات، وفقًا لمخططات ورسومات دفتر الملاحظات الذي تم استرداده في عام 1950م، كان دافنشي قد صمم بالفعل أول آلة ميكانيكية وهو فارس ميكانيكي مُسلح يوجد داخل درعه آلة معقدة من العجلات والتروس والكابلات والبكرات.
ليس من المؤكد أنّ ليوناردو قد قام بصناعته، لكن من المعروف بأنّ وكالة ناسا قامت بإنشاء نفس تلك الآلة بعد أن عثرت على مخططات ورسومات دافنشي، قام مارك روشيم وهو مهندس في وكالة الفضاء الأمريكية، بتكرار عمل تلك الآلة الآلية في عام 2002م على أساس تلك المخططات وتحقق من كمال تصميمها، وقد قام بتصنيعها وقد نجح بالفعل، في 12 يوليو 1515م، قدم جوليانو دي ميديشي إلى فرانسيس الأول، ملك فرنسا، أسدًا ميكانيكيًا بشكل بدائي يقوم بالتحرك من تلقاء نفسه.
يعود تاريخ الآلات الآلية في الصين إلى القرن الثالث ق.م، وذلك خلال عهد أسرة هان، عندما تم إنشاء آلة ميكانيكية تقوم بإصدار موسيقى تعمل بشكل تلقائي، في القرنين السادس والسابع الميلادي، ظهر مفهوم الإنسان الآلي لكن بشكل بسيط، في فترة تانغ، من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي، استمرت الآلات الآلية في الانتشار في العديد من الدول، في العالم الإسلامي كان هناك عدد من المخترعين الذين صنعوا آلات الآلية بمختلف أشكالها.
أهم الأحداث في تاريخ ابتكار الآلات الآلية:
منذ حوالي القرن التاسع، ظهرت أقدم الأمثلة على استعمال الإنسان الآلي لكن بشكل تجريبي فقط في القرنين الثاني عشر والثالث عشر. في عام 1206م، وصف العالم العربي الجزري بعضًا من أبرز آلاته آلة تعمل بقوة الماء، كما تم استعمال أسطوانات دوارة تعمل بأوتاد، والتي تقوم بتحريك رافعات ضخمة واعتبرت واحدة من أولى الآلات القابلة للبرمجة في التاريخ. في الواقع يعود تطوير صناعة الإنسان الآلي إلى الأوروبيين الغربيين في العصور الوسطى.
ويعود الفضل لتطوير اختراعه من قبل روجر بيكون وألبرتوس ماغنوس، كما تم صنع أجهزة آلية ميكانيكية من قبل المهندس المعماري فيلارد دي هونيكورت، في أوائل القرن السادس عشر، كان هناك اهتمام متزايد بتصنيع الآلات الآلية، خصيصًا في أوروبا من خلال التجارة وأيضًا من الحضارة اليونانية القديمة حيث تم العثور على كتابات تعود للقرن الأول الميلادي حول الأجهزة الميكانيكية الآلية بواسطة مالك الحزين الإسكندرية، في الواقع كان العديد من أشهر مخترعي الآلات الآلية أيضًا صانعي ساعات مشهورين.
قام السويسري بيير جاك دروز ببناء ثلاث سيارات آلية بين عامي 1768 و 1774م، في عام 1773م، قام المخترع وصانع الساعات جون جوزيف ميرلين ببناء بجعة آلية بالحجم الطبيعي تعمل من تلقاء نفسها، من بين الأجهزة الميكانيكية الأكثر تفصيلاً التي انتشرت في القرن الثامن عشر كانت اللوحات الميكانيكية، والتي بقيت شائعة خلال القرن التاسع عشر، مثل لوحة مصممة لـ (Mme de Pompadour) في باريس هي مثال رئيسي على هذا النوع من الآلات.
في عام 1738م، ظهرت أشهر ثلاثة ابتكارات لآلات آلية للمخترع الفرنسي جاك دي فوكانسون، مما جعله أحد أعظم صانعي الآلات الآلية بمختلف أنواعها في كل العصور. كان من ضمن ابتكاراته بطة نحاسية مكونة من أكثر من 400 جزء متحرك سمحت لها بالدفع والرفرفة بجناحيها والشرب وأكل الحبوب وهضمها، لسوء الحظ يقال أنها اختفت تلك الأجهزة الميكانيكية الثلاثة المتعلقة به أو أنها دمرت بعد بيعها، كان (Henri Maillardet) ميكانيكيًا سويسريًا من القرن الثامن عشر عمل في لندن في إنتاج الساعات والآليات الأخرى.
قضى (Maillardet) فترة من الوقت في متاجر بيير جاكيه دروز، وكان يعمل في مجال إنتاج آلات يمكنها الكتابة والرسم، يُعتقد أنه بنى آلات آلية بإمكانها الكتابة بنظام معقد للغاية لا يمكن فهمها، تم عرض آلة (Maillardet) في جميع أنحاء إنجلترا في المعارض التجارية، اليوم ومع انتشار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقوم المخترعون بإنشاء العديد من الآلات التشغيل الآلية بمختلف أنواعها لتقوم بتأدية كافة المهام بأقل وقت وجهد ممكن.