تكوين وتطور سلاسل الجبال:
من الممكن متابعة التطور الطبقي والتكتوني لسلسلة جبلية ما في الزمان وابتداءاً من عصر بعيد جداً أحياناً، وهكذا ننتقل من التكتونيك التحليلي إلى التكتونيك المتحرك، وبما أن هذه الدراسة تجعلنا نشاهد ولادة الجبال وآوائل نبضات الحركات المولدة للجبال، فإن هذا التكتونيك سيكون بالأحرى التكوتنيك الجنيني.
التكتونيك الجنيني يلعب الدور الرئيسي في توزع سحن حوض الترسيب في حين أن التكتونيك الإحتدامي سيستخدم بالأحرى وذلك عن طريق دراسة الخطوط الكبرى للإنقطاع التكتوني في تأريخ السلاسل وتحديد طابعها الهندسي ومن الأمثلة التطبيقية هوالتطبيق على السلسلة الألبية.
وبالرغم من أن المقعر الأرضي الرومي (الميزوجي أو التيتيس عند الجيولوجيين) التي ستبنى على حسابه جبال الألب، كان قد تشكل منذ الديفوني بين الترسين القاريين القطبي الشمالي والقطبي الجنوبي (إلتواءات كالديونية والذي سبق له أن عمل كمولد للسلسلة الجبلية خلال الكاريونيفير تسمى إلتواءات هيرسينية)، فلا يمكننا أبداً الكلام عن مقعر أرضي ألبي قبل مطلع العصر الثاني، ولم يبدأ تاريخ المنطقة الألبية بالأحرى بالظهور من الظل إلا ابتداءاً من الفحمي، وكل الرسوبيات السابقة للفحمي كانت فيه شديدة الإستحالة ومتحولة إلى صخور شيستية متبلورة محقونة بصخور غرانيتية من عمرٍ مجهول.
والتي كانت بنيتها مماثلة لبنية صخور كتلة الماسيف سنترال الفرنسية القديمة، فهي تمثل بقايا السلسلة الهيرسينية القديمة التي نتجت من خلال الحت قبل الفحمي والتي لا يُعرف تاريخها إلا بشكلٍ ناقص، أي نلاحظ أنه في آخر الزمن الأول لم تكن سلسلة الألب كما نفهما اليوم موجودة أبداً والمنطقة التي يراها الحت حتى القسم المتبلور كانت حينئذٍ عبارة عن قارة مستوية نوعًا ما ومغطاة بنبات بهيج ومنثورة بمستنقعات ضحلة تكونت فيها الصخورالفحمية المتنوعة، وقد أعقب الدور الفحمي البحيري دور طويل صحراوي وبركاني وهو البيرمي، ثم حدث إستئناف للحركات الهيرسينية التي أدت إلى تجدد شباب المنطقة.
والتي ستصبح منطقة الكتل المتبلورة الخارجية والتي ستنتصب فيها الرسوبيات البرمية الفحمية، وختمت حقبة حتية أزمنة الحقب الأولية (شبه سهل ما قبل الترياسي)، وإذا كانت هناك بعض الأسافين السينكلينالية من الطبقات البيرمو الفحمية لا تزال محفوظة في الكتل المتبلورة الخارجية، فعلى العكس نلاحظ في النطاق الداخلي أن هذه الأراضي التي تبدو شبه ملتوية تظل برمتها تقريباً، كي تتشكل فيه فيما بعد الالتواءات الألبية أي النطاق الفحمي المحوري الكبير.