ما هو علم المستحاثات (الأحافير)؟

اقرأ في هذا المقال


علم المستحاثات (الأحافير):

إن الباليونتولوجيا وهو علم جليل الفائدة بحد ذاتها يقدم للجيولوجيين كذلك خدمات كثيرة، وبالواقع تساعد دراسة المستحاثات “الأحافير” على تكميل دراسة الكائنات الحية؛ نظراً لأنها تسد فراغات التصنيف، فالمستحاثات تساعد على تحديد عمر الطبقات التي تشتمل عليها (تعتبر دالات الجيولوجيا)، كما تعطي معلومات عن شرائط التوضع (السُّحن) وعن المناخات، كما أنها تقدم بالأخير إثباتات كبيرة عن تطور هذه الكائنات حسب البيئات والأزمنة.
إن علم الباليونتولوجيا الذي قام على يد كوفييه (cuvier) هو العلم الذي ينصرف لدراسة الكائنات التي عاشت على الأرض قبل العصر الحالي والتي تعرفنا عليها من بقاياها أو المستحاثات التي خلفتها في الصخور الرسوبية، إذاً فهو علم الحيوان وعلم النبات الخاص بالأزمنة الغابرة مما أدى إلى تقسيم طبيعي وتمييز بين علم المستحاثات الحيواني وبين علم المستحاثات النباتي.
ولما كان علم الباليونتولوجيا علماً فتياً فهو لم يأخذ شكله كعلم متآخذ إلاّ في مطلع القرن الماضي؛ وذلك بفعل الجهد الجبار والمبدع الذي قام به كوفييه مؤسس علم التشريح المقارن، مما يفسر سبب تفوق علم المستحاثات الحيواني على علم المستحاثات النباتي، والعلم الأخير وهو أيضاً علم نشأ في فرنسا، لم يتأسس إلاّ على أثر الأبحاث الرائعة التي قام بها آدولف بروينار عن النباتات المستحاثة، تلك الأبحاث التي استمرت من عام 1822 إلى عام 1828.
ولم يكن الناس ينظرون إلى المستحاثات خلال زمن طويل، وحتى القرن السابع عشر بالإضافة إلى المستنيرين جداً منهم إلاّ بحسبانها إحدى غرائب الطبيعة، ولا تقدم بنظرهم إلاّ أوجه تشابه عرضية مع الكائنات الحقيقية، لكن كان لدى بعض الرجال منذ أقدم العصور أفكاراً أكثر سلامة عنها ومن بين هؤلاء يجدر بنا أن نذكر (فيثاغورث، آرسطو، كزينوفون، سترابون وهيرودوت) وهم من علماء العصور القديمة.
حيث بدأ العلماء من القرن السابع عشر بدراسة طبيعة المستحاثات العضوية وأخذو يهتمون بها ولكن بصفتها طرائف بسيطة، لأن ذاك العصر كان عصر مكاتب التاريخ الطبيعي، ولكن مع ذلك كان هنا وهناك بعض المدققين الذين أخذوا ينصرفون إلى تصنيف ووصف هذه الأشياء ومهدو بذلك لوصول أكثر علماء الطبيعة شعبية في فرنسا ألا وهو بوفون التي كانت موهبته بوفون أنه استطاع أن يعرض أخيراً بلغة واضحة ورائعة نظرية علمية عن الأرض وعن عصور الطبيعة.


شارك المقالة: