بشكل عام قد تكون الطاقة النووية واحدة من أكثر مصادر الطاقة إثارة للجدل بالنسبة لدينا، فبالنسبة لبعض الناس فإن المخاطر المحتملة المرتبطة بالطاقة النووية كبيرة للغاية، وبالنسبة للآخرين فقد يبدو أن الطاقة النووية هي الحل لمستقبل خالٍ من الكربون، وعلى الرغم من النقاش الساخن هذا لا تزال الطاقة النووية تشكل تقريباً 20٪ من إجمالي توليد الطاقة في بعض دول العالم مثل: الولايات المتحدة.
ما هي الطاقة النووية؟
هي عبارة عن الطاقة التي يتم إنتاجها عادةً عن طريق انقسام الذرات لتحرير الطاقة الموجودة في لب أو نواة تلك الذرات، حيث قد تستغل هذه الطاقة في محطات توليد الكهرباء النووية، فعدما يسخن الماء ينتج بخار الماء الذي يستخدم بعد ذلك لتحريك التوربينات لإنتاج الكهرباء.
ما هي مزايا الطاقة النووية؟
تُنتج الطاقة النووية عن طريق الاندماج أو الانشطار النووي الناتج عن تعديل المواد على نطاق ذري، حيث تُقصف المعادن الثقيلة بالخلايا العصبية لإحداث عمليات الانشطار أو الاندماج التي تولد طاقة حرارية، وتعمل الطاقة الحرارية على توليد الكهرباء، وكمصدر للطاقة توفر الطاقة النووية بعض من المزايا وهم كما يلي:
- طاقة منخفضة التكلفة: على الرغم من أن تكلفة بناء محطات الطاقة النووية تكون عالية في البداية إلا أن إنتاج الطاقة منها يكون رخيص نسبياً، وأيضاً لا تواجه الطاقة النووية نفس النوع من تقلبات الأسعار التي تعاني منها مصادر طاقة الوقود الأحفوري التقليدية مثل: الفحم والغاز الطبيعي والنفط، ولهذا السبب يمكن التنبؤ بسعر الطاقة النووية في المستقبل، ومن المرجح أن يظل هذا السعر منخفضاً أو قد ينخفض أكثر مع تقدم التقنيات.
- موثوقة: واحدة من أكبر مزايا الطاقة النووية هي أنها مصدر موثوق لتوليد الطاقة، وهي على عكس الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تحتاج إلى أن تكون الشمس مشرقة أو تهب الرياح، حيث يمكن توليد الطاقة النووية في أي وقت على مدار اليوم، وهذا يعني أن محطة الطاقة النووية يمكن أن تنتج الطاقة دون توقف، ولن تضطر إلى مواجهة أي تأخير في إنتاج الطاقة.
- انبعاثات الكربون الصفرية: لا تنتج مفاعلات الطاقة النووية أي انبعاثات كربونية، وتعد هذه ميزة كبيرة مقارنة بالمصادر التقليدية للطاقة مثل الوقود الأحفوري من الفحم والنفط الذي قد يطلق أطناناً من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، حيث يعد ثاني أكسيد الكربون أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ، لذلك كلما قل انبعاثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري من مصدر الطاقة كان ذلك أفضل، وفي الواقع وفقاً لمعهد الطاقة النووية (NEI) يمنع إنتاج الكهرباء النووية 528 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون من الانطلاق في الغلاف الجوي سنوياً.
- مستقبل واعد لإمدادات الطاقة: الاندماج النووي هو الكأس المقدسة لتسخير الطاقة، وإذا تمكنا من تعلم التحكم في الاندماج الذري فيمكننا عملياً الحصول على طاقة غير محدودة، وفي الوقت الحالي تحتوي هذه الطريقة على بعض التحديات الخطيرة التي يجب حلها إذا أردنا البدء في استخدامها على نطاق أوسع، ومع ذلك من المهم أن نضع في اعتبارنا الإمكانات التي نتمتع بها عند التفكير في توليد الطاقة في المستقبل.
- كثافة طاقة عالية: وفقاً للعديد من الأبحاث أن كمية الطاقة المنبعثة في تفاعل الانشطار النووي تكون أكبر بحوالي عشرة ملايين مرة من الكمية المنبعثة عند حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط)، لذلك فإن كمية الوقود النووي المطلوبة في محطة الطاقة النووية أصغر بكثير مقارنةً بأنواع أخرى من محطات الطاقة، وهذا يساعد في انخفاض تكلفة الطاقة النووية، كما أنه يساعد محطات الطاقة النووية في أن تنتج آلاف ميغاواط / ساعة من الطاقة.
- درجة عالية من الأمان: مع استمرار تقدم التكنولوجيا أصبحت الطاقة النووية خياراً آمناً ومستقراً بشكل متزايد لإنتاج الطاقة، وكما يقال فإن الطاقة النووية من حيث سجل الأمان العام أفضل من الطاقة الأخرى.
- الطاقة النووية صديقة للبيئة: بالمقارنة مع أنواع الطاقة الأخرى قد تبرز الطاقة النووية كمصدر طاقة صديق للبيئة، حيث تولد الطاقة النووية طاقة نظيفة عن طريق قصف اليورانيوم بالنيوترونات بدلاً من عملية حرق الوقود الأحفوري، كما لا تنتج المفاعلات النووية انبعاثات تنتج بشكل غير مباشر ولها تأثيرات ضئيلة على البيئة، وبالإضافة إلى ذلك تحتوي معظم النفايات النووية على مستوى منخفض نسبياً من النشاط الإشعاعي.
- الصناعات تستفيد من الطاقة النووية: تمس الطاقة النووية العديد من الصناعات بما في ذلك: القطاع الطبي الذي يستخدم الإشعاع لتشخيص وعلاج أمراض مثل السرطان، والغذاء والزراعة التي قد تستخدم الإشعاع لتعديل المحاصيل وراثيا، ومجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية التي تغذيها الطاقة النووية، والمنتج الاستهلاكي الذي يعتمد على النظائر المشعة من الطاقة النووية.
