يعتبر ملك قشتالة وليون المعروف باسم الحكيم والابن الأكبر لفرناندو الثالث وحفيد الإمبراطور فيليب سوابي، وكان معروفاً في المدونات الإسلامية باسم أزفونش، حيث قام بممارسة سياسة الانفتاح على الأدب والفكر الشرقي ورغم عداءه السياسي للمسلمين بلغ الاهتمام بالثقافة الأندلسية والإسلامية ذروته في عهده.
لمحة عن ألفونسو العاشر ملك إسبانيا
لكونه حفيد فيليب سوابي حاول أن يصبح إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وبذل العديد من المساعي والجهود المضنية لتحقيق مثل هذه الطموحات، حيث في سنة 1257 نال ما أراد فاختاره عدد من الأمراء الألمان المنتخبين ملكاً لألمانيا لكن هذه الانتخابات لم تكن مقدرة له أن يرى النور لأن البابا لم يوافق على ذلك.
تمكن من استعادة قادس وقرطاجنة من أيدي المسلمين وحاول فرض ضرائب جديدة لتغطية نفقاته، مما أدى إلى استياء وتذمر السكان، حيث في سنة 1275 توفي وريثه الشرعي فرناندو دي لا كاردا وتطلبت قوانين لاس سيت باراتيداس أن يكون الوريث الأكبر، لكن ألفونسو حاول أن يجعل ابن فرناندو الوريث الشرعي عوضاً من أباه المتوفى الموضوع الذي أثار استياء ابنه الآخر سانشو الرابع ملك قشتالة الذي امتنع التقدم لهذا الاختيار.
في سنة 1282 تمرد سانشو على والده ولجأ إلى السلاح مما أشعل نيران الحرب الأهلية ووقف دفاعاً عن النبلاء في وجه الملك لكن وفاة والد ألفونسو في إشبيلية وضع حداً لهذه الحرب وحسم الوضع لصالح سانشو، حيث في المرحلة الأخيرة من حياته واجه ألفونسو العاشر محن ونكسات مختلفة: موت الوريث، تمرد النبلاء، محاولة فاشلة لغزو الجزيرة الخضراء والغزو المريني.
مسيرة ألفونسو العاشر العلمية
غالباً ما أشرف الملك نفسه على العمل الذي كان يتم في مدرسته في توليدو، وكان يأمر بترجمة ما يعتقد أنه نقله من الكتب الأندلسية على وجه الخصوص، حيث رتبها بنفسه لا سيما ما قاله عنها بنظريات جديدة عدلت عقيدة بطليموس في علم الفلك والجغرافيا.
كما أمر بصناعة آلات وأجهزة لم تكن معروفة حتى ذلك الحين وأشرف بنفسه على توجيه أعمال الترجمة والتحرير والتلخيص التي كان يقوم بها مساعدوه، حيث أنشأ في مرسية معهداً للدراسات ولم يكن هذا المعهد ناجحاً جداً ونقله إلى إشبيلية وأنشأ مدرسة عامة للغة اللاتينية والعربية، حيث كان هناك أساتذة مسلمون لتعليم الطب والعلوم.