المتغير هو صفة أو قيمة تتغير من حالة إلى أخرى، وهناك أنواع من المتغيرات منها المتغيِّر التابع والمتغيِّر المُستَقل والمتغيِّر الوسيط.
المتغير التابع في الحياة الاجتماعية
أو المتغير المُعتَمِد ويسمَّى بهذا الاسم لأنَّه يعتَمد في حدوثه على حدوث متغيِّر آخر أولاً، فهو يتبع حدوث هذا المتغير وهو بهذا المعنى الظاهرة التي يعمل الباحث على تحليلها وتفسيرها فمثلاً إذا أراد أحد الباحثين دراسة ظاهرة جنوح الأحداث فإنَّ ظاهرة جنوح الأحداث هي الظَّاهرة التي يريد الباحث تفسيرها، وهي بالتالي المتغيِّر المُعتَمِد أو التَّابع.
المتغير المستقل في الحياة الاجتماعية
وهو المتغيِّر الذي يُسبِّب أو يُنتِج المتغيِّر التابع، فمثلاً إذا وجدنا أنَّ السَّبب الرئيسي لجنوح الأحداث هو طبيعة العلاقات الأسريَّة من حيث وجود المشاحنات المستمرّة والتوترات داخل الأسرة أو عدمه فإنَّ طبيعة العلاقات الأسريَّة إذن هي المتغيِّر المستقل أو هي السَّبب الأساسي في حدوث جنوح الأحداث.
المتغير الوسيط في الحياة الاجتماعية
وهو متغير يتوسَّط بين المتغيِّر المستقل والمتغيِّر التابع كما أنَّه يعمل على التأثير على طبيعة العلاقة بينهما واستخدام المتغير الوسيط في التفسيرات السوسيولوجية يُضيف الكثير من العمق على مثل هذه التفسيرات ويساعدنا على مواجهة التعقيد والتداخل الموجودين في الظواهر الاجتماعيَّة، وقدّ يكون المتغيِّر الوسيط الفقر أو البطالة أو حجم الأسرة.
وتؤثِّر مثل هذه المتغيرات على العلاقة بين نمط العلاقات الأسريَّة وجنوح الأحداث التي غالباً ما تتأثَّر بمتغيرات وسيطة مثل حجم الأسرة أو البطالة، وتهمل العديد من الدراسات الاجتماعية هذا المتغير الوسيط في الدراسات الميدانية وبخاصة الإحصائية منها سواءً في مرحلة تصميم البحث ووضع الفرضيات أو في مرحلة تفسير النتائج ممَّا يؤدِّي إلى الوصول إلى علاقات سببيَّة زائفة أو إلى عدم القدرة على تفسير العلاقات السببيَّة تفسيراً سوسيولوجياً مُتَعمِّقاً يوضِح الإطار البنائي والثقافي للعلاقة بين المتغيِّرات.
تجربة الباحث جوستاف بابانك عن أنواع المتغيرات الحياتية
قام جوستاف بابانك وهو أحد الباحثين المُهتَمين بشؤون البلدان النامية بتوثيق العلاقة بين المساعدات الخارجية بوصفها متغيراً مستقلاً والتنمية الاقتصادية في البلدان النامية بوصفها متغيراً تابعاً أو مُعتَمِداً ونموذجه التحليلي يوحي بوجود علاقة مباشرة بين المساعدات الخارجية والتنمية الاقتصادية، فالمساعدات الخارجية التي تشمل المال والتكنولوجيا والخبرات الفنيَّة تؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي في البلدان النامية التي تتلقَّى هذه المساعدات لكن واقع الحال في العديد من البلدان النامية من الصَّعب فهمه، ومن الصَّعب فهم العلاقة التي وثِقَت في العديد من الدِّراسات دون استخدام متغيِّر ثالث وهو التخطيط الحكومي ، فالتخطيط الحكومي بوصفه متغيِّراً وسيطاً يتوسَّط بين المساعدات الخارجية (المتغير المستقل) والتنمية الاقتصادية ( المتغير التابع) يؤدِّي إلى التأثير في طبيعة العلاقة بينهما كما أنَّه يزيد في عمق التفسير لعمليَّة التنمية الاقتصادية في البلدان النامية.
أنواع المتغيرات الحياتية: فهم أساسي لفهم التغير في العالم الحي
تلعب المتغيرات الحياتية دورًا حاسمًا في فهم العالم الحي وكيفية تفاعل مختلف الكائنات الحية مع بيئتها. إن فهم أنواع المتغيرات الحياتية يسهم في تسليط الضوء على التنوع والديناميات في الأنظمة البيولوجية. إليك نظرة عامة على بعض أهم أنواع المتغيرات الحياتية:
1. المتغيرات الوراثية:
تتعلق بالسمات الوراثية التي ينتقلها الكائن الحي من جيل إلى جيل. تشمل الجينات والتغيرات في التركيب الجيني التي تؤثر على الصفات الموروثة.
2. المتغيرات البيئية:
تتعلق بكل ما يحيط بالكائن الحي من عوامل خارجية، مثل الطقس، والتضاريس، والموارد الغذائية. تؤثر المتغيرات البيئية على التكيف والسلوك والتوزيع الجغرافي للكائنات الحية.
3. المتغيرات السلوكية:
تشمل السلوكيات والتفاعلات التي يقوم بها الكائن الحي في بيئته. يتأثر السلوك بالحاجات البيولوجية، والتفاعلات مع أفراد نفس النوع، والتكيف مع التحديات البيئية.
4. المتغيرات الفسيولوجية:
تشمل العمليات الحيوية داخل الكائن الحي، مثل الهضم، والتنفس، والتمثيل الغذائي. تتأثر هذه المتغيرات بالعديد من العوامل بما في ذلك التغيرات في البيئة والتوتر والتغذية.
5. المتغيرات الجماعية:
ترتبط بالتفاعلات والتنظيمات داخل مجتمعات الكائنات الحية. تشمل الهياكل الاجتماعية والديناميات السكانية والتفاعلات البيئية البينية.
6. المتغيرات الجزيئية والخلوية:
ترتبط بالتغيرات في مستوى الجزيئات والخلايا داخل الكائن الحي. تشمل العمليات الخلوية والتفاعلات الجزيئية التي تحدث على مستوى الأنسجة والأعضاء.
7. المتغيرات الزمنية:
تتعلق بالتغيرات التي تحدث على مر الزمن، سواء في سياق التطور الطبيعي أو التغيرات البيئية الطويلة الأمد.
8. المتغيرات الجيولوجية:
تتعلق بالعوامل الجيولوجية التي تؤثر على التضاريس والبيئة، وقد تلعب دورًا في تشكيل التنوع البيولوجي والتطور.
تظهر هذه الأنواع المختلفة من المتغيرات الحياتية أهمية الاستفادة من منهج متعدد التخصصات لفهم العلاقات المعقدة داخل النظم الحية. يسهم فهم هذه المتغيرات في الكشف عن أسرار التطور والتكيف والتفاعل في عالم الحياة.