يعتبر تاريخ إسبانيا في العصور الوسطى هو تاريخ مجموعة من الطوائف التي كانت موجودة في شبه الجزيرة الإيبيرية، ويعود تاريخ القرون الوسطى في إسبانيا من القرن الخامس وحتى القرن الخامس عشر ميلادي.
تاريخ إسبانيا في العصور الوسطى:
تعتبر بداية العصور الوسطى في إسبانيا، هي عندما قام الجرمانيون في عام 409 ميلادي بغزو الجزيرة الإيبيرية، أما نهاية العصور الوسطى في إسبانيا فتقول الدراسات أنه كان في عام 1492 ميلادي وذلك عند سقوط مدينة غرناطة، ففي عام 507 ميلادي تخلت المملكة الجرمانية عن بلاد الغال، ووجَّهت أنظارها إلى المقاطعات الرومانية القديمة الموجودة في إسبانيا، فعملت جاهدة من أجل دمج المجتمع الموجود في إسبانيا، والذي يتكوَّن من شعب القوط الغربيين والشعب الإسباني الأصل، إلا أنها فشلت في ذلك وتم إنشاء مجلس بعد ذلك لدمج الثقافات في إسبانيا.
وقد زادت أحمال الكنيسة في إسبانيا في العصور الوسطى، فقد كانت هناك نقاط ضعف كثيرة في الدولة؛ ممّا سهل عملية نجاح الفتوحات الإسلامية في إسبانيا في عام 711 ميلادي، وقد استمر حكم الإسلام في إسبانيا فترة طويلة وقد أطلق على تلك الفترة اسم “الأندلس”، والتي أصبحت ذات قوة عسكرية وسياسية في إسبانيا.
وقد قامت إسبانيا بعد ذلك بمحاولة توحيد المدن الإسبانية، وقد سُمّيت تلك الفترة باسم “حروب الاسترداد”، وقد تم خلال تلك الفترة إنشاء جماعات منفصلة ذات طوائف مختلفة من مسيحية ويهودية، وكما تم بناء قوات عسكرية من قلاع وحصون وأسوار، وقد قامت إسبانيا بذلك من أجل بناء تاريخها وحماية دولتها من تعرضها لأية هجمات، وبقيت سيطرة المسلمين مستمرة في إسبانيا حتى القرن الحادي عشر ميلادي، ومن ثم بدأ التقدم المسيحي الكبير في المنطقة مقابلة انقسام بين ملوك الأندلس.
وشهدت العصور الوسطى في إسبانيا الكثير من الغزوات المسيحية التي عملت على تقليص الأراضي الإسلامية، وقد استمرت تلك الحروب لمدة قرنين ومن ثم توقفت، وظهر بعدها مؤسسات النظام القديم في إسبانيا، والتي كان دورها وقف الحروب الأهلية في إسبانيا والعمل على نهضة الدولة اقتصادياً وعسكرياً. وقد تم بعد ذلك إنشاء “اتحاد الكاثوليك” والذي ساعد إسبانيا على الخروج من العصور الوسطى إلى العصر الحديث، ومن ثم دخلت إسبانيا بعدها في عصر الاستكشاف.