الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنينوس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر إمبراطور بيزنطي والابن ال 4 للإمبراطور يوحنا الثاني ووالدته إمبراطورة المجر إيرين ابنة لاديسلاوس الأول ملك المجر وزوجته بيرثا وماريا، حيث كان أخ أليكسيوس كومنينوس ووالد ألكسيوس الثاني كومنينوس.

لمحة عن الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنينوس

لقد قام على استرجاع الإمبراطورية البيزنطية إلى عهدها السابق كقوة عظمى في البحر الأبيض المتوسط وإنشاء تحالفات مع البابا وقهر إيطاليا، حيث نجح في التعامل مع خطر مرور الحملة الصليبية الثانية من أراضيه.

كما أصبح حامي الإمارات الصليبية وخاصة إمارة أنطاكية في مواجهة خطر نور الدين زنكي وأبرم اتفاقيات الهدنة مع نور الدين وقام بالمشاركة في محاولة غزو مصر بالصليبيين وحصار دمياط، حيث نجح في إعادة هيكلة منطقة بحر البلطيق ووضع مملكة المجر تحت السيطرة البيزنطية وفي نهاية عهده تعرض لهزيمة كبيرة على يد السلاجقة المسلمين.

اعتلاء الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنينوس العرش

لقد مات يوحنا الثاني في سنة 1143 في قيليقية بينما كان يستعد لمهاجمة أنطاكية بعد أن جرح نفسه عن طريق الخطأ بسهم سام أثناء رحلة صيد، حيث بعد ذلك خلفه ابنه مانويل كومنينوس.

لقد تميزت بداية حكم مانويل بالتحالف مع الأمراء الدنماركيين وتفانيه في محاربة السلاجقة وقد ضمن له هذا التحالف الحصول على بعض التسهيلات في وادي الفرات، أيضاً العمل على مواصلة سياسة والده في ضرب السلاجقة وتقليل نفوذهم في آسيا الصغرى.

من أجل استيعاب الغارات السلجوقية فقد وضع مانويل خطاً ثابتاً للحدود وبنى عليه سلسلة من الأبراج وثيقة الصلة كما قامت ببناء تحصينات على الطرق التي استخدمها الجيش السلجوقي خلال غاراته، مما قلل من نشاط السلاجقة حتى اقتصر على الصوفيين (الغارات الصيفية) التي كانت تجتاح الممتلكات الرومانية وتجنب الحصون الكبيرة والجيوش الإمبراطورية.

الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنينوس وحصار قونية

لقد اخترق السلاجقة المراعي البيزنطية في منطقة مالاجنا الواقعة على الطريق بين نيقية ودوريليم فقام إيمانويل بحملته الأولى نهاية سنة 1145 من أجل لطردهم؛ لأن تلك الأراضي شكلت المراعي الرئيسية لخيول الجيوش البيزنطية والاستيلاء عليها سيحرم الإمبراطورية من مورد استراتيجي مهم.

بالرغم من ذلك لم تتجاوز حملة إيمانويل هذه الأراضي المذكورة وعاد سريعاً إلى القسطنطينية إما بسبب اعتلال صحته؛ أو بسبب تدهور الحالة الصحية لأخته ماريا التي كانت مريضة في ذلك الوقت.

كان للانسحاب السريع لإيمانويل من المنطقة العديد من النتائج التي كانت لصالح المسلمين بشكل عام والسلاجقة بشكل خاص، بما في ذلك أنهم شعروا أن الإمبراطور لم يكن مستعداً لخوض حرب طويلة لفترة طويلة معهم.

ربما ظنوا أن هذا الانسحاب كان بسبب بعض الاضطرابات داخل العاصمة فاستغلوا هذا الفراغ العسكري وبدأوا في غزو أراضي الإمبراطورية، حيث من العوامل التي شجعتهم أيضاً تنامي نفوذ إخوانهم المسلمين في بلاد الشام على حساب الصليبيين بعد أن استعادوا مدينة الرها.

وهكذا تقدم السلطان مسعود بقواته على 3 محاور استهدف القسم الأول من جيشه المنطقة الشمالية الغربية لآسيا الصغرى وتقدموا حتى وصلوا إلى مدينة بيثكاس، حيث استهدف القسم الثاني المنطقة الغربية وفتح بعض حصونها فيما استهدف القسم الثالث الساحل الغربي وهاجم مدينة أفسس.

مما لا شك فيه أن تحركات السلاجقة واندلاعها في الأراضي البيزنطية أثارت مخاوف الإمبراطور من أن يخسر الرومان ما عملوا على مدار 50 سنة من أجل تحقيقه، مما دفعه إلى شن حملات مضادة.

لقد ذهب إيمانوئيل من عاصمته سنة 1146 في حملة على الأناضول ولم يكن مستعداً لتوزيع قواته لمهاجمة السلاجقة، حيث فضل تجميعهم في المنطقة الواقعة غربي نهر سقارة ومطاردة القوات السلجوقية في هذه المنطقة.

لقد فكر الإمبراطور في مهاجمة العاصمة قونية حتى يضطر السلاجقة إلى سحب قواتهم المنتشرة في الأراضي البيزنطية للدفاع عن عاصمتهم، حيث بعد عدة مناوشات ومعارك مع السلاجقة تمكن إيمانويل من الوصول إلى قونية ونجح في تطويقها ودمر جيشه القرى والمزارع والضواحي المحيطة بها لكنه لم يكن قادراً على اقتحام المدينة نفسها.

لقد امتد الحصار وفجأة ودون سابق إنذار كسر البيزنطيون حصارهم وعادوا إلى القسطنطينية على الرغم من موقفهم القوي ولا يعرف بالضبط السبب الذي دفعه لسحب جيشه، لكن من المحتمل أن يكون ذلك مرتبطاً بما علمه من وصول حملة صليبية جديدة إلى الشرق العربي رداً على سقوط الرها من قبل المسلمين ويقال إنه تلقى رسالة من لويس السابع ملك فرنسا تبلغه بوصوله.


شارك المقالة: