التمييز في الطبقات الاجتماعية عند بيير بورديو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التمييز في الطبقات الاجتماعية عند بيير بورديو في علم الاجتماع:

ليس من الشائع عرض ترسيمة طبقات اجتماعية خاصة بورديو، غير أن كتاب التمييز يقترح واحدة من ترسيمات الطبقات هذه في الحقيقة بشكل ضمني إلى حد ما.

فالطبقات التي يحلل كتاب التمييز ممارستها، تتحدد في آنٍ معاً بوضعيتها في المجتمع، وبالاستعانة بمبدأ واحد هو تماسك الممارسات أي العادة بالمفهوم الاصطلاحي لبورديو وبتاريخها ارتقاء أم انحدار جماعياً، لم يفسر بورديو بالفعل أنماط الانتقال من الفئات الاجتماعية المهنية إلى الطبقات ولكن بتوليفه بين مصادر إحصائية مختلفة بطريقة ليبرسون، انقاد إلى استخدام تجمعات لفئات اجتماعية مهنية.

يحتوي التمييز بالفعل إلى أذواق الطبقات وأساليب العيش، حيث يحتوي كل منها مجموعة من الفئات الاجتماعية والمهنية، وأن هناك طابع مشترك لهذه الفئات وأيضاً يوجد تعارضات ونزاعات التي تحدد حول هذه القاعدة، أجزاء طبقية، فالمجموع يشكل إذن تماماً ترسيمة طبقة ترتبط على مستويين، بثلاث طبقات كبيرة وهي الطبقة التي تتحكم، والطبقة البورجوازية الصغيرة والطبقة الشعبية القابلة للانقسام إلى طبقات أكثر حصراً.

الطبقة المسيطرة الاجتماعية:

إن الطبقة المسيطرة تتضمن الأساتذة والكوادر الإدارية العليا التي تتزود برأسمال ثقافي وليس برأسمال اقتصادي مكونة ما يمكن أن نسميها بالفئة المتحكمة ثقافياً، بالأعمال الحرة والصناعية التي يمكن يطلق عليها بالفئة التي تتحكم اقتصادياً، إن المستوى الطبقي المتحكم ثقافياً يتجه بشكل منتظم نحو أنواع اللهو الذي يمتاز بأقل تكلفة وبساطة، والمستوى الطبقي المتحكم اقتصادياً يتجه نحو استهلاكات أكثر كلفة.

إن البرجوازية القليلة تتضمن الأساتذة والتقنيين ومستخدمين المكاتب والتجار والتجار الفئة الصغيرة والحرفيين، وداخلها يجب القيام بتمييزات تنشأ في كل حالة خاصة على أصل الحجم الإجمالي لرأس المال وليس لبنيته، وكذلك على مستقبل الفئة أفولاً أم صعوداً، ونشير إلى أن بورديو يتحدث عن بورجوازية صغيرة وليس عن طبقات وسطى وفي الفترة التي صاغ ترسيمته، لم يكن الجدل حول الطبقات الوسطى في المجتمع متطوراً جداً، ولكن كان واضحاً أن وضعية هذه الفئات في نظره تتحدد أولاً بالرجوع إلى الطبقة المسيطرة.

إن فئات البورجوازية الصغيرة الواقعة في وضعية الخاضعين للتحكم، تطمح إلى القيام بالمزاولات الشرعية أي العائدة إلى الجهات العليا التي تمتلك القدرة على جعل ممارساتها القاعدة الشرعية، من خلال المدرسة بصورة خاصة، ولكن رغم تقديرها لهذه الممارسات إلا أن تلك الفئات لا تعرفها جيداً.

إن الطبقات الشعبية تتعين بنوع مخصص بقلة الموارد لديها من جميع الأنواع، وممارساتها تكون حسب مبدأ هو اختيار الضروري، فضعف الإمكانات المالية والثقافية التي هي في حوزة هذه الطبقات تمنعها من أي إسراف، وعادةً الطبقة التي تتناسب معها تقتضي شكلاً من التكيف مع الضرورة، وهكذا يعلن العمال أنهم يحبون الثياب الرخيصة، وهي في كل الأحوال الوحيدة التي يمكنهم الحصول عليها، تقترب هذه الأفكار من الجدل حول ثقافة الفقر.


شارك المقالة: