إنّ حضارة روما العظيمة القديمة هي بلا شك واحدة من أقوى الحضارات التي أتت قبلها وبعدها، كانت هناك أشياء قليلة لم يتقنها الرومان، اليوم ننظر إلى الوراء ونتعجّب من كيفيّة إبداعهم في المجالات المختلفة من الهندسة إلى الحرب.
نشأت الرّومان كحضارة زراعيّة صغيرة في القرن العاشر قبل الميلاد، والتي يفترض أنّ من قام بتأسيسها التوأم الأسطوري ريموس ورومولوس، وبحلول الوقت الذي سقطت فيه الإمبراطوريّة، كان الرومان قد تجاوزوا روما نفسها، حيث سيطروا على منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومنطقة البلقان، وكذلك جنوب وغرب أوروبا.
على الرغم من أنّ الإمبراطورية الرومانيّة كانت قوية، انهارت في نهاية المطاف بسبب النزاعات الداخليّة والهجمات من قبل الغرباء، ونتيجة لذلك في نهاية القرن الخامس الميلادي تقريبًا تمّ تقسيم الإمبراطوريّة الغربيّة إلى ممالك مُستقلّة، بما في ذلك إفريقيا وبريطانيا وإسبانيا وروما – عمود تراجان روما – عمود تراجان كان الجانب الشرقي من الإمبراطوريّة يُدار من القسطنطينية وكان يضُم عدة أجزاء من مصر وسوريا وآسيا والبلقان واليونان.
ظلت هذه المناطق آمنة من الأزمة الأوليّة، على الرغم من أنها فقدت مصر وسوريا في وقت لاحق، إلّا أنّ الإمبراطوريّة الشرقية كانت لا تزال قائمة لمئات السنين بعد سقوط الغرب حتى استولت الإمبراطوريّة العثمانيّة على آخر مناطقها، وغالبًا ما يُشار إلى هذا الجزء من تاريخ روما باسم الإمبراطوريّة البيزنطيّة.
مدينة روما
كانت روما أكبر مركز مدينة في العالم، ويبلغ عدد سكانها مليون نسمة، على الرغم من أنّ العديد من العلماء يُقدر عدد السكان ربما يصل إلى 14 مليون نسمة، وبسبب العدد المُتزايد من الناس حظرت الحكومة في نهاية الأمر استخدام العربات خلال اليوم لتقليل الازدحام.
وفقًا لدراسات العلماء فقد عاش حوالي 20٪ من سكان روما في المناطق الحضريّة ويعيش الكثيرون أيضًا في المستوطنات العسكريّة، كانت المعايير الصناعيّة في روما عالية ، وكانت معظم هذه المستوطنات تضم معابد ومُنتديات وغيرها من المباني الفخمة.
حكم روما في البداية الملوك إلى جانب ثلاث هيئات إداريّة أُخرى حتى ثار الناس وأصبحت روما جمهورية، استمرت الجمهورية حتى وفاة يوليوس قيصر الذي تمّ تسميته ديكتاتور مدى الحياة لكنه لم يكن الإمبراطور مثل خليفته أغسطس.