يعتبر مخيم اللاجئين موقعاً منفرداً فيما يرتبط بحماية حقوق الفرد، ففي كثير من الأوقات تكون المخيمات مزيجاً من المجموعات المختلفة السياسية والدينية والاجتماعية، وقد يجمع مخيم واحد الكثير من الطوائف بما يسمى المجتمعات اللاجئة، ولكل منها الإدارة الخاصة بها المرتبطة بإدارة المخيم، ويتخذ أشخاص هذه المجموعات انتماء تاريخي.
السمات المميزة لرصد وحماية حقوق الإنسان في المخيمات
يمكن للمخيم في الحقيقة أن يستحيل إلى كوّن صغير يجمع مجتمعات واقعية، ولكن يتبع ذلك ما تحمله من ضغوطات تنجم عن التفريق والابتعاد بين أفراد المخيم، وهكذا يمكن لمجموعة من المسببات أن تجهّز جو شديد من الغموض للعاملين في مجال حقوق الأفراد.
وتختلف مخيمات اللاجئين اختلافاً كبيراً من مخيم إلى آخر، فعلى سبيل المثال بعض المخيمات التي يسكنها مئات الآلاف قد تشبه المحافظات الكبرى بينما تشبه مخيمات أخرى المحافظات الصغرى، كما أن بعض المخيمات تعبر عن وضع طارئ راهن، بينما يدل بعضها إلى انتهاء وضع طارئ وإلى توفر تحفيز للوضع الذي يقابل اللاجئين داخل المخيم.
وهناك بعض المخيمات تعبر عن بداية التوصل إلى نتيجة عن طريق إرجاع اللاجئين إلى بلدهم الأساسي أو عن طريق الإقامة الدائمة في مكان ما محلي، فعلى سبيل المثال أن اللاجئين قد يتنقلون من مخيمهم الأساسي إلى مخيم أصغر احتواء الأفراد الراجعين إلى وطنهم بالقرب من مكانهم الأساسي، وذلك كجزء من عملية تدريجية لرجوعهم.
وتتيح بعض المخيمات للاجئين العبور إلى المخيم والمغادرة في أي وقت دون إجراء شكلي، وهناك مخيمات أخرى غير مفتوحة، وقد تقطن بعض المخيمات في أماكن أخذ فيها اللاجئين السابقين على إقامة جديدة يعيشون فيها، ولكن ما زالت لديهم علاقة قرابة أو صلة بأشخاص من المخيم، ولذلك يصعب التفريق جداً بين اللاجئين داخل المخيم من جانب والأفراد المقيمين من جانب آخر، مما يؤدي إلى مشاكل غامضة ترتبط بحقوق الإنسان، وتقطن مخيمات أخرى في أماكن معزولة، وتتعرض المخيمات في العديد من الأوقات الصعبة من ظروف الطقس الشديد، ولهذا فقد تنعكس سلباً مجريات الزيارة وفقاً للظروف في المخيم في أيام السنة.