تطرح الأدبيات السيميائية مفاهيم مثل السيميائية التواصلية في الحياة اليومية وألعاب سيميائية التنسيق وألعاب المطابقة السيميائية.
السيميائية التواصلية في الحياة اليومية
تتناول هذه الدراسة التحولات في الحياة الثقافية في القرن الحادي والعشرين بسبب ثقافة هيمنة الصورة التي نتجت عن التغيير الجذري والتقدم الهائل في الإعلام والاتصال وتطوير نظم المعلومات في العالم، وكل هذا أدى إلى تغييرات في البنية الفكرية والميل المتزايد للانجراف في جميع المجالات وظهور المجتمع وثقافة تحكمها ثقافة الصدمة، والقضية الأساسية المتعلقة بالصورة هي قضية معرفية، حيث لا يمكن التمييز بين الصورة المرئية والمنتج الدلالي، والبشر يعيشون في عالم محاط بالصور المرئية المذهلة.
كما أنهم مثقلون بالصور من جميع الأنواع في الحياة اليومية، وربما يرون الصور أكثر مما يقرؤن الكلمات، وهذه الدراسة حول السيميائية التواصلية في الحياة اليومية توفر إطارًا تحليليًا لفهم كيفية إنتاج الصور للمعاني باستخدام نهج السيميائية، فالسيميائية هي أهم نهج يمكن استخدامه لتحليل جميع أنواع الصور، ويعالج التحليل السيميائي الصور كعلامات توصل المعنى، وكان هناك عدد من الأسئلة التي دفعت علماء الاجتماع لإنجاز هذا البحث ومنها:
1- ما هي عناصر ثقافة الصورة؟
2- ما هو تأثيرها على الإدراك العقلي وإنتاج المعنى الدلالي؟
3- ما هو انعكاسه على طبيعة التواصل الاجتماعي بشكل عام؟
لقد استكشفت دور الصورة في المجتمع المعاصر من خلال الجمع بين مناهج من السيميائية والدراسات الثقافية، فالسيميائية هي شكل من أشكال اللغويات التطبيقية المعنية بدراسة جميع العلامات والرموز التي تسمح بالتواصل بين الناس، سواء كان ذلك يتضمن لغة منطوقة أو مكتوبة.
واللغة الطبيعية ممثلة في أصوات الطبيعة أو الأشياء التي لدى البشر في حياتهم اليومية من الموضة للدعاية، ويركز موضوع هذه الدراسة حول السيميائية التواصلية في الحياة اليومية أكثر على السيميائية لأن ذلك يحقق في كيفية أصبحت الصور والتمثيلات الرسومية مركزية لصنع المعنى داخل الشبكات الاجتماعية والتواصلية للثقافة المعاصرة.
والنقد الثقافي للصورة هو النهج الذي يتضمن تحليل القيمة المعرفية والمحتوى الثقافي، ويتيح نموذجًا عميقًا للتحقيق يمكن أن تخترق ما تحت سطح شبكات الاتصالات، واعتبر تشارلز ساندرز بيرس أن الرموز تتطلب رمزًا مشتركًا بين أعضاء ملف تواصل اجتماعي.
كما أشار إلى أن السيميائية مهمة جدًا لفهم المخفي من الآثار المترتبة على كل شيء لأن الكون قد لا يكون أكثر من نظام من العلامات والأيقونات، وفي الواقع تعامل آرثر آسا بيرغر مع العلاقة بين السيميائية والنقد الثقافي في فهم العلامات من أولئك المشاركين مباشرة في التفاعل.
وتذكر هذه النتائج بمهام الاتصال المرجعية باستخدام اللغة الطبيعية حيث يعتمد تبسيط الأوصاف على التغذية الراجعة، حيث السامعين أكثر فقراً في تحديد مراجع الأوصاف من المشاركين الأصليين، ونتيجتان أخريان من هذه الدراسات والتي ناقشها علماء السيميائية بمزيد من التفصيل في دراسات الرموز الناشئة عن التفاعل الاجتماعي وانتشار أنظمة الاتصال الجديدة داخل وعبر أجيال المستخدمين، وهما:
1- مع التفاعل المتكرر للأشكال أي الرسوم بشكل منهجي لتصبح أكثر تجريدية ورمزية.
2- أن شبكات اللاعبين تطور مجموعاتهم التقليدية من الأشكال التي تعكس التاريخ المشترك للتفاعل داخل المجتمع، وعلى الرغم من الاختلافات الطفيفة في الأساليب وتركيز البحث، فإن الدراسات التي يتم إجراؤها باستخدام الألعاب المرجعية السيميائية تشترك جميعها في ميزة مهمة.
في حين أن مجموعة النماذج التي يستخدمها الأشخاص للتواصل مفتوحة أي يمكنهم رسم ما يحلو لهم من مجموعة المراجع للتواصل في اللعبة على سبيل المثال، المفاهيم أو المقطوعات الموسيقية، وعادةً ما يتم إغلاقها وتحديدها مسبقًا من قبل المجرب، وهذا الاختيار مناسب تمامًا لدراسة ظهور وتطور العلامات، ولكن هو ليس الخيار المنهجي الوحيد الممكن في السيميائية التواصلية في الحياة اليومية.
ألعاب سيميائية التنسيق
عدد من العلماء مثل سكووت فيلبس ونوردز يتيل أدخلوا مهامًا تنطوي على تحديات سيميائية أكثر حدة من الألعاب السيميائية المرجعية من خلال مطالبة الأشخاص بتطوير مراجع مشتركة بالإضافة إلى أشكال تواصل مشتركة.
حيث يشيرون إلى هذه المهام على أنها ألعاب سيميائية للتنسيق، بعبارة أخرى في حين أن الألعاب السيميائية المرجعية عادةً ما تعين مجموعة من المراجع المحددة مسبقًا ليتم توصيلها، فإن ألعاب التنسيق السيميائية تتيح للاعبين حرية اكتشاف المراجع التي تدعم النجاح في اللعبة.
ويقوم اللاعبون في لعبة سيميائية التنسيق بتحريك وكيل في مساحة افتراضية بهدف علني يتمثل في تنسيق الحركات مع شريك، وبشكل حاسم يعتمد تحقيق الهدف على التواصل الناجح، ومع ذلك يمكن دعم الاتصال الناجح من خلال مجموعات مختلفة من المراجع وبالتالي تتطلب ألعاب التنسيق السيميائية من اللاعبين أن يتقاربوا في اختيار مشترك للمراجع وكذلك على مجموعة مشتركة من النماذج للإشارة إلى المراجع.
على سبيل المثال في اللعبة التي طورها سكووت فيلبس يمكن تحقيق التنسيق إما من خلال الإشارة إلى العلامات المكانية الملموسة في بيئة اللعبة أو بالإشارة إلى الإحداثيات الجغرافية المجردة.
وفي مثل هذه الظروف فإن التقارب في مجموعة مشتركة من المراجع لا يقل أهمية عن تطوير النماذج لتحديد مراجع محددة داخل المجموعة، وفي الواقع التحدي السيميائي في ألعاب التنسيق السيميائية شديد لدرجة أن أداء المشاركين في بعض الأحيان سيء للغاية أو يفشلون في المهمة، وتوفر الإخفاقات معلومات مفيدة حول المكونات الضرورية لظهور الاتصالات، بالإضافة إلى ذلك تتطلب ألعاب التنسيق السيميائية عادة من اللاعبين التواصل من خلال وسائل غير عادية إلى حد ما.
على سبيل المثال كان المشاركون في اللعبة التي طورها جالا نتوتشي وزملاؤه يتواصلون من خلال وسيط رسومي يكون فيه للإشارات المرئية ثبات قصير مشابه للكلام ويعكس فقط المكون الأفقي لرسومات المشاركين، وفي مثل هذه الظروف تقل إمكانية استخدام التمثيلات التصويرية أو الرموز الرسومية الراسخة إلى حد كبير، وقام باحثون آخرون بإلغاء وجود وسيط مخصص للتواصل تمامًا، ففي ألعاب التنسيق التي طورها هؤلاء الباحثون كان على اللاعبين صياغة أشكال اتصال باستخدام نفس الإجراءات التي شكلت حركات في الألعاب.
بعبارة أخرى كان على المشاركين في هذه الدراسات إيجاد طرق للإشارة إلى أن بعض الحركات التي قام بها وكلاؤهم كانت تهدف إلى التواصل بدلاً من نية نقل الوكيل إلى نقطة معينة في بيئة اللعبة.
ألعاب المطابقة السيميائية
الألعاب التي تمت مناقشتها حتى الآن مفيدة لدراسة ظهور أنظمة الاتصال وتطورها المبكر، ولكن نظرًا لأن اللاعبين ينجحون غالبًا في هذه الألعاب بأنظمة بسيطة نسبيًا، فهي ليست مثالية لدراسة كيفية ظهور وتطور الأشكال المعقدة من الهياكل الشبيهة باللغات.
ولهذا الغرض خفف عدد من الأبحاث التحدي النموذجي للألعاب المرجعية السيميائية، مما يوفر للاعبين مجموعة مغلقة من أشكال الاتصال بالإضافة إلى مجموعة مغلقة من المراجع وذلك بالإشارة إلى هذه المهام على أنها ألعاب مطابقة سيميائية، وعلى وجه الخصوص زودت أزواج من المشاركين بمجموعة من الحروف التي كان عليهم دمجها للتواصل حول مجموعة مغلقة من الأشكال الهندسية.
بينما كان كيربي وروبرتس قد طلب من الأشخاص حفظ مخطط محدد مسبقًا بين الكلمات الاصطناعية ومجموعة مغلقة من المراجع، في حين أنها تختلف من حيث الأشكال اللغوية المستخدمة والعمليات الاجتماعية المدروسة.
وركز على سلاسل الأفراد وعلى مجموعات اللاعبين المتنافسة، فإن هذه الدراسات تشترك جميعها في ميزة مهمة، بفضل استخدام مجموعات مغلقة من نماذج الاتصال، حيث من الممكن إنشاء مقاييس بسيطة لهياكل تشبه اللغة، وعلى وجه الخصوص استخدمت الدراستان السابقتان هذه المقاييس للكشف عن ظهور التكوين، بينما استخدمتها الأخيرة لدراسة ظهور الاختلافات اللغوية الدقيقة التي ميزت المجموعات الاجتماعية المختلفة.