المماليك والأيوبيون
في عهد السلطان صلاح الدين وخلفائه من الأسرة الأيوبية في مصر، زادت قوة المماليك من أصل تركي تدريجيا، بحلول عام (1200)، تمكن شقيق صلاح الدين، العادل الأول، من السيطرة على الدولة الأيوبية بأكملها من خلال هزيمة إخوته وأبناء إخوته أو قتلهم أو سجنهم.
وفي كل انتصار كان العادل يضم حاشية المماليك التي انتصر عليها مع حاشيته، تكررت هذه العملية مع وفاة السلطان العادل الأول عام (1218)، ووفاة ابنه وخليفته الكامل عام (1238)، نتيجة لذلك وجد الأيوبيون أنفسهم محاصرين بشكل متزايد بسبب القوة المتزايدة لأمراء المماليك الذين تصرفوا بشكل يشبه أتابكة المناطق، وسرعان ما انخرطوا في بلاط السلطنة نفسها.
دعم المماليك للأيوبيين ضد الحملة الصليبية
في عام (1240)، استعد السلطان الصالح (ابن الكامل)، بعد خلع شقيقه العادل الثاني، لاستخدام المماليك من أصل تركي من البحر الأسود على نطاق أوسع ليشكلوا نواة الجيش الأيوبي، بعد أن فشل في استخدام جيش الدولة المكون من المرتزقة في خوارزم، أمام تهديد الصليبيين المسيحيين والمغول.
في يونيو (1249)، هبطت الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع الفرنسي في مصر واستولت على دمياط، بينما كان الصالح يقاتل أبناء عمومته في سوريا، قامت القوات المصرية بالانسحاب عند معرفتهم للأمر، مما دفع السلطان إلى شنق أكثر من خمسين أميرًا هارب.
عندما توفي السلطان المصري الصالح أيوب في المنصورة في نوفمبر (1249)، انتقلت السلطة إلى ابنه المعظم غياث الدين توران شاه (الذي كان في شمال سوريا بأمر من والده) وكوصي في مصر (حتى وصول نجله) بجانب زوجته المفضلة الأرمنية شجرة الدر.
سيطر غياث الدين على السلطنة، وبدعم من المماليك، شن هجومًا مضادًا على الصليبيين، هزمت قوات أمراء البحري المملوكي المكونة من سيف الدين قطز وفجر الدين يوسف وركن الدين بيبرس وغيرهم بدعم من غياث الدين قوات لويس التاسع.
كان الملك الفرنسي ينوي التنحي عن العرش بعد انهاء عملته الصليبية إلا أنه تم أسره (مع رجاله) من قبل المماليك في مارس (1250)، بعد عدة مفاوضات بين الطرفين، وافق لويس التاسع على فدية قدرها (400000) ليفر تورنو، إلا أنه لم نقض الاتفاق ورفض دفع (150.000) منها.