يعد عبيد الله من الشخصيات المذمومة عند الشيعة، لا توجد معلومات عن النشاطات السياسية الخاصة به في أوائل شبابه، إلّا أنّه يبدو أنّه لم يكن بعيد عن أحوال الدولة عند والده زياد بن أبيه والي العراق، لما اقترب زياد للموت قام باستخلاف سمرة بن جندب لولاية البصرة والكوفة، إلّا أنّ معاوية بن أبي سفيان ولّى عبيد الله.
الوالي عبيد الله بن زياد:
عبيد الله بن زياد بن أبيه من بني أمية وأمير خراسان والعراق، عندما كان والياً على البصرة استعمله يزيد على الكوفة والي كذلك حتى يتحدّى نهضة الحسين، ذلك بعد أن توترت الأحوال في الكوفة عام 60 هجري، كما قام بالتخلّص من ثورة التوابين عام 65 هجري، قُتل عبيد الله على يد إبراهيم بن الأشتر في معركة خازر بعد ثورة المختار.
لم تطل ولاية عبيد الله بن زياد مدة طويلة، ففي 56 هجري قام معاوية بن أبي سفيان بوضعه والياً على البصرة وأزال عبدالله بن عمرو بن غيلان، فقد تحدّى عبيد الله بن زياد خلال عهده للبصرة تزايد أمر الخوارج، فقام بقمعهم وقتل الكثير منهم واستمرّ ابن في حكم البصرة بعد وفاة معاوية في 60 هجري.
بعد أن توفي يزيد بن معاوية قام عبد الله بن الزبير بمبايعة نفسه خلبفاً في الحجاز عام 64 هجري، فانجبر ابن زياد أن يغادر العراق ويذهب إلى الشام، كان هناك اختلاف بين المؤخرون حول هذه الحادثة، فيرى البعض أنّ عبيد الله بن زياد طلب لأهل البصرة أن يبايعوه بالإمارة، فبايعوه ووجه إلى أهل الكوفة من يسألهم البيعة له، فرفضوا وخلعه أهل البصرة من الإمارة.
أمّا البعض الآخر رووا أنّ عبيد الله بن زياد قام بتوزيع مال كثير قبل أن يخطب بالناس، بعد الخطبة طلب منه الناس أن يستمر في الحكم، إلا أنّه لم تمض فترة قصيرة حتى انفض الناس من حوله وطالبوا بالبيعة لعبدالله بن الزبير، فقام عبيد الله بن زياد بقطع أرزاقهم وحمل ما بقي في بيت المال.
التقى إبراهيم بن مالك الأشتر الذي كان يريد مواجهة عبيد الله بن زياد قبل أن يصل العراق عند ساحل نهر خازر، فالتقوا وحدثت حرب بين العراقيين والشاميين وقتل عبيد الله بن زياد مع أصحابه.