روى المحدثون دليل على فضيلة للأشتر وهي شهادة النبي بأنّه مؤمن؛ الحديث هو: “لمّا حضرت أبا ذر الوفاة أدركه مالك الأشتر وصحبه، فقال لهم أبو ذر أبشروا فإنّي سمعت رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلم يقول لنفر أنا فيهم: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين)، وليس من أولئك النفر إلا وقد هلك في قرية وجماعة، والله ما كذبت ولا كذبت.”
الوالي مالك الأشتر النخعي:
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث ابن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، هو من أبرز قادة جيش عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه، ومن أولياء العراق وأبطالها الشجعان، يعتبر الأشتر من أهم القادة لجيش عمر بن الخطاب في معركة الجمل وصفين، استعمله عمر بن الخطاب والياً على مصر التي توفي وهو في طريقه إليها.
سُمّي بالأشتر بسبب أنّ إحدى عينيه شُترت في معركة اليرموك عام 15 هجري خلال الحرب بين المسلمين والروم، كان مالك الأشتر من الزعماء في قومه ومن أهم الأعيان في الجاهلية، كان خطيب قوي شاعر فصيح ومن الفرسان الشجعان، كان يمتاز باللين والعنف فيغضب في موقف السطوة، ويرفق في موقف الرفق.
قام سعيد بن العاص بالذهاب إلى المدينة المنورة، كما قامت جماعة من الكوفة ومعهم الأشتر النخعي بالاتجاه إلى الكوفة بعدف إزالة سعيد عن الكوفة، إلّا أنّ عثمان بن عفان رفض ذلك وأمر سعيد بأن يعود إلى إمارته، إلّا أنّ الأشتر ذهب إلى الكوفة قبله وتحدّث مع أهلَ الكوفة بما حدث، فقام 10000 شخص بمبابعته، فقام الأشتر بتحدي الإدارة في الكوفة وقام بتعيين القرآء من أجل إمامة الجماعة والآخر من أجل بيت المال.
أرسل الأشتر رسالة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وقال: “أنا والله ما منعنا عاملك الدخول لنفسد عليك عملك، ولكن لسوء سيرته فينا وشدّة عذابه، فابعث إلى عملك مَنْ أحببت”، فكتب إليهم: “انظروا من كان عاملكم أيام عمر بن الخطاب فولّوه، فنظروا فإذا هو أبو موسى الأشعري فولوه”.