الوالي محمد بن طغج الإخشيد

اقرأ في هذا المقال


محمد بن طغج الإخشيد العباسي، هو قائد ووالي مصر وبلاد الشام من عام 935 ميلادي حتى وفاته عام 946 ميلادي، يعد محمد بن طغج المؤسس للإخشيديين السنية وسلالتهم التي حكمت المنطقة حتى الفتح الفاطمي، أصله تركي وكان عامل في كلا الخلافة العباسية والحكم الطولوني لمصر وسوريا، ولد محمد بن طغج في بغداد إلا أنه نشأ في سوريا واكتسب خبراته العسكرية والإدارية في عهد والده.

الوالي محمد بن طغج الإخشيد:

كانت حياة محمد بن طغج المهنية المبكرة مضطرب، فقد سجنه العباسيون مع والده عام 905 ميلادي وأُفرج عنهم عام 906 ميلادي، شارك محمد في مقتل الوزير العباس بن الحسن الجرجرائي عام 908 ميلادي وهرب من العراق حتى يكون في خدمة والي مصر تكين الخزاري، أخيراً حصل على رعاية بعض أقطاب العباسيين المؤثرين ويرأسهم القائد العام القوي مؤنس المظفر.

قادت هذه العلاقات محمد بن طغج إلى تعيينه والي على فلسطين أولاً وبعد ذلك على دمشق، بعد فترة وجيزة تم تعيينه والياً لمصر ولكن أُلغي هذا الأمر بعد أن توفي مؤنس واضطر ابن طغج للقتال حتى للحفاظ على حكمه لدمشق، في سنة 935 ميلادي تمت إعادته إلى مصر، حيث قام بهزيمة الغزو الفاطمي واستقر في البلاد المضطربة.

انخرط محمد بن طغج في صراعات مع جنود أقوياء من أجل السيطرة على سوريا، التي لولاها لكانت مصر عرضة للغزو من الشرق، لكن على عكس بعض القادة المصريين الآخرين ولا سيما الطولونيون، كان على استعداد أن يقضي وقته في أن يساوم منافسيه، على الرّغم من أنّه كان في البداية يسيطر على سوريا بأكملها، إلا أنّه أُجبر على التنازل عن النصف الشمالي لابن رائق.

بحسب قاموس السيرة الذاتية الذي جمعه ابن خلكان، وُلد محمد بن طوغ في بغداد على الشارع المؤدي إلى باب الكوفة، كانت عائلته من وادي فرغانا في بلاد ما وراء النهر وزعمت أنّها سلالة ملكية، اسم نسبه خاقان وهو إحدى الألقاب الملكية التركية، غادر جد محمد حتى يساهم في الخدمة العسكرية في البلاط العباسي في سامراء كما فعل أبو طولون مؤسس الدولة.

سيطرة محمد بن طغج على مصر:

توفي تكين عام 933 ميلادي وكان ولده وخليفته المعين قد فشل في تأسيس السلطة في مصر، سُمّي ابن طغج والي جديد في أغسطس ولكن أُلغي التعيين بعد أشهر قبل أن يصل إلى مصر، حيث عُين أحمد بن كيغلغ بدلاً منه، يتزامن توقيت استدعاء ابن طغج مع اعتقال مؤنس على يد الخليفة القادر، مما يشير إلى أن ترشيح ابن طغج كان في جميع الاحتمالات أيضاً بسبب مؤنس.

حقيقة أنّ القادر أرسل شخص اسمه بشرى ليحل محل ابن طغج في دمشق بعد سقوط مؤنس يعزز هذا الرأي، استطاع بشري أن يتولى ولاية حلب التي عُيّن فيها أيضاً، لكن ابن طغج قاوم من يحل محله وانتصر عليه وأسره، ثم كان أحمد بن كيغلغ متّهم بإجبار ابن طغج على أن يستسلم، لكنّ كلاهما تجنبا المواجهة بشكل مباشر، بدلاً من ذلك قاما بالالتقاء وتوصلا إلى اتفاق وهو أن يكون عناك دعم متبادل للحفاظ على الوضع الراهن.

تمّ إثبات أنّ أحمد بن كيغلغ غير قادر على أن يعيد النظام إلى المحافظة المضطربة بصورة متزايدة، مع قدوم عام 935 ميلادي كانت القوات في حالة شغب بسبب عدم دفع الأجور واستؤنفت الغارات البدوية، في الوقت نفسه ابن تكين محمد والمدير المالي أبو بكر محمد بن علي الحضاري وريث سلالة من البيروقراطيين، الذين تولوا إدارة الشؤون المالية للمحافظة منذ عهد ابن طولون وجمعوا ثروة هائلة، فوّضوا أحمد بن كيغلغ وطمع بمنصبه.

اندلع الاقتتال الداخلي بين القوات الشرقية وأغلبهم من الجنود الأتراك الذين دعموا محمد بن تكين، والغربيين على الأرجح من البربر و الأفارقة السود الذين دعموا أحمد بن كيغلغ، بدعم من الوزير السابق والمفتش العام للمحافظات الغربية الفضل بن جعفر بن الفرات، الذي كان ابنه متزوج من إحدى بنات ابن طغج، تمّ تسمية ابن طغج مرة أخرى باسم محافظ مصر.

لم يخاطر ابن طغج فقام بغزو البلاد عن طريق البر والبحر، على الرغم من أنّ أحمد بن كيغلغ كان قادر على أن يؤخّر تقدم الجيش، لكن أسطول ابن طغج بقي في تينيس ودلتا النيل وانتقل إلى العاصمة الفسطاط.


شارك المقالة: