قال الواقدي ومحمد بن سعد: “أدرك النبي ولم يحفظ عنه شيئاً، وكان عمره ثمان سنين حين توفي النبي”، قال ابن وهب: “سمعت مالك بن أنس يقول: قال مروان يوما: قرأت كتاب الله منذ أربعين سنة ثم أصبحتُ فيما أنا فيه، من إهراق الدماء وهذا الشأن.
الوالي مروان بن الحكم:
هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، هو رابع الخلفاء الأمويون والذي أسَّس الدولة الأموية التي تليها بالرغم من فترة حكمه القصيرة.
يكنّى مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو عبد الملك وقيل أبو القاسم وأبو الحكم، والدته آمنة بنت علقمة الكنانية، أنجبت آمنة مروان بن الحكم سنة 2 هجري ومات عام 65 هجري في دمشق، تميّز مروان بن الحكم بفقاهته وروايته للحديث، قام البخاري والعديد من أصحاب السنن الأربعة بالرواية عنه، كان مروان يكتب لعثمان بن عفانخلال خلافته، أيضاً استعمله معاوية بن أبي سفيان على المدينة المنورة.
بعد أن توفي معاوية بن يزيد اختلّ أمر بني أمية، فدولتهم كادت أن تتدمر لولا تداركهم للأمر، فقام عبد الله بن الزبير بإعلان نفسه خليفة في مكة المكرمة، بدأت البيعة تأتي لعبد الله من الأقاليم وبلاد الشام مركز الأمويين، فانقسم الناس فيها لقسمين، قسم يميل لابن الزبير وقسم بقي على ولائه للأمويين.
كان مروان بن الحكم في المدينة عندما توفي يزيد بن معاوية، فقام عبد الله بن الزبير بإخراجهم منها، فقاموا بالذهاب إلى الشام ووجدوا الانقسامات موجودة، فقام مروان بالرجوع إلى الحجاز من أجل مبايعة ابن الزبير، إلا أنّ قادة بني أمية البارزين حاصرو ابن الزبير في مكة فهرب إلى الشام، فلو تأخر وصولهما لكان مروان قد ذهب لمبايعة ابن الزبير.
بدأ مروان يتطلّع للخلافة إلّا أنّ هناك العديد من الصعوبات التي واجهته، فالقيسيين قاموا بمبايعة ابن الزبير، واليمانية أنقسموا لقسمين، قسم مال لمبايعة خالد بن يزيد بن معاوية، وقسم آخر مال لمبابعة مروان بن الحكم، بعد سماع الآراء المناقشات تغلّب القسم المؤيد لمروان وكانت الحُجة أنّ خالد بن يزيد صغير.