عند بداية القرن الأول قبل الميلاد بدأت مجموعة من الدول القوية والكبيرة الظهور والتطور في جنوب شرق آسيا وقامت بتأسيس إمبراطوريات في المنطقة ومن بيت تلك الإمبراطوريات، الإمبراطورية الإخمينية والإمبراطورية الوسيطة وفي عام 156 ميلادي سيطرت تلك الإمبراطوريات على أجزاء واسعة في آسيا الوسطى، وكانت تريد السيطرة على سهوب الموجودة في آسيا الوسطى.
تاريخ آسيا الوسطى
تم نجاح حرب هان شيونغنو، في ذلك الوقت كانت دول الصين تسعى لتوسيع قوتها وسيطرتها نحو المناطق الغربية، وعلى الرغم من القوة العسكرية التي كانت تتمتع فيها، إلا أنّها لم تتمكن من السيطرة على المنطقة بشكل كامل، كان البدو يواجهون قوة أقوى منهم، وكان بإمكانهم التراجع إلى وسط السهوب وانتظار مغادرة القوات الصينية، ولم يكن في تلك المدن أي خيرات أو ثورات حتى يتمكن الغزاة من سلبها، لم يكن أمام البدو أية خيارات سوى البدو الدفاع عن أنفسهم، كانت الإمبراطوريات البدوية عبارة عن مستوطنات دائمة بأحجام مختلفة، والتي تمثل فروقات متنوعة في الحضارة.
مع نهاية القرن الخامس قبل الميلاد تم تأسيس مستوطنة كامينكا على نهر دنيب، والتي كانت مركزاً للمملكة السكيثية والتي كانت تحت حكم الإمبراطور أتياس والذي خاض حرباً في عام 339 قبل الميلاد ضد الإمبراطور فيليب الثاني المقدوني وتم قتله في تلك الحرب، تم في ذلك الوقت تأسيس بعض الإمبراطوريات مثل الإمبراطورية المقدونية والإمبراطورية الفارسية، وعندما تم بغزو تأسيس المدن تعرت آسيا الوسطى للغزو؛ وذلك من أجل السيطرة على المراكز التجارية فيها.
قاد الإسكندر الأكبر عدد من الفتوحات وقد ساعد ذلك إلى انتشار الحضارة الهلنستية على طول الطريق إلى الإسكندرية والتي تم تأسيسها في عام 329 قبل الميلاد في أراضي طاجيكستان الحديثة، في عام 323 قبل الميلاد توفى الإسكندر الأكبر، وقد أدى ذلك إلى انهيار أراضيه في آسيا الوسطى وذلك بعد قيام الإمبراطورية السلجوقية بخوض حروب الديادوتشي ضده وحققت النصر فيها.
قامت مملكة باكتريا بالانفصال عن آسيا الوسطى وأسست إمبراطورية خاصة بها اسمتها المملكة البكتيرية، والتي تربطها علاقات تجارية مع الصين والهند واستمر قيامها حتى عام 125 قبل الميلاد، كما تم تأسيس المملكة الهندية اليونانية والتي تم تأسيسها على أراضي البنجاب وكانت تسيطر على جزء من أراضي أفغانستان وكانت تسعى إلى نشر البوذية اليونانية، عند بداية القرن الثاني قبل الميلاد وكانت محافظة على التقاليد الهلنستية والبوذية، وزادت أهمية هذه الدول؛ بسبب موقعها المتميز على طريق الحرير الذي يربط دول أوروبا مع الصين.
بدأت سلالة هان الصينية التوسع في منطقة شرق آسيا الوسطى، وقامت بتأسيس أقوى إمبراطورية في المنطقة والتي تم تأسيسها في عام 60 قبل الميلاد، خاضت قوات هان شيونغنو عدد من الحروب؛ وذلك من اجل السيطرة على دول المدن الواحة الموجودة في حوض تاريم، تمكنت قوات الهان من تحقيق النصر في النهاية وقاموا بتأسيس محمية المناطق الغربية في عام 60 قبل الميلاد، تم فيما بعد إنهاء الحكم الصيني في حوض تاريم في بالكوشان والهفتاليت.
سيطرت الإمبراطورية الساسانية على التجارة والتي تعد الإمبراطورية البارثية أحد تلك القوى والتي يعود أصلها إلى آسيا الوسطى وكانت تعتمد التقاليد الثقافية الفارسية اليونانية، كان البدو الرحل مقيمون في آسيا الوسطى واندمجوا خلال إقامتهم مع ثقافة الشعوب المقيمة في المنطقة، في ذلك الوقت كانت آسيا الوسطى منطقة غير منسقة وكانت تعاني من الصراعات الدينية والثقافية، كانت الديانة البوذية هي الديانة الأكبر في المنطقة، وكان تتركز في الشرق وفي بلاد فارس، تم إدخال الديانة المسيحية في المنطقة ولم يكن لها تأثير كبير في المنطقة.
في القرن السادس ميلادي بدأت عملية التوسع التركي، وكان الأويغور الناطقون بالتركية من أهم المجموعات العرقية الثقافية المتميزة التي كانت تجمع تجارة طريق الحرير في منطقة تورفان والتي كانت تحت حكم سلالة تانغ الصينية الحاكمة، كان الأويغور يقيمون في المنطقة ويعود أصلهم إلى الرعاة الرحل وخلال إقامتهم لأحظو وجود عدد من الأديان ومنهم الديانة المانوية والبوذية والمسيحية، تم العثور على العديد من القطع الأثرية في القرن التاسع عشر ميلادي، وكانت سلالة تانغ الصينية وسلالة سوي تقيم في المنطقة.
بدأت الصين بالتوسع إلى شرق آسيا الوسطى كانت السياسة الخارجية الصينية تسعى السيطرة على المناطق الغربية والشمالية، وكان البدو الرحل الترك هم أهم المجموعات العرقية في آسيا الوسطى، عندما تولت سلالة سوي الصينية الحكم قامت بعدد من الإصلاحات، قامت بعد ذلك الحرب الألية في تركيا وتدخل جيش سلالة سوي لحل تلك الصراعات، خلال حكم سلالة سوي الصينية أصبح الأتراك قوة عسكرية مهمة تستخدمها الصين، في عام 605 قبل الميلاد قام جيش الخيتانيون بغزو شمال شرق الصين.
استمر حكم سلالة تانغ الصينية حتى عام 755 قبل الميلاد، وكانوا خلال فترة حكمهم يخوضون الكثير من الصراعات في عام 626 ميلادي بدأت الحرب الأهلية الصينية بالتراجع وتم هزيمة زعيم الحرب الصينية، بعد الصراعات الداخلية، بدأ تانغ بالتخطيط للهجوم على الأتراك، في عام 630 ميلادي تمكنت جيوش تانغ من السيطرة على مناطق من صحراء أوردوس وجزء من مقاطعة منغوليا الداخلية وجنوب الأراضي المنغولية والتي كانت تحت حكم الأتراك، بعد الانتصار الذي حققه الإمبراطور تايزونغ تم منحه لقب خان العظيم بين شعب الأتراك الذي كانوا يقيمون في المنطقة وتعهدوا الولاء للإمبراطورية الصينية.
في عام 631 ميلادي هاجر عدد كبير من الأتراك إلى الصين للإقامة في تشانغآن، أرسل الإمبراطور تايزونغ مبعوثين إلى القبائل التركية الشرقية محملين بالذهب والحرير؛ وذلك من أجل إقناع الأتراك إطلاق سراح السجناء الصينيين الذين تم أسرهم أثناء الانتقال من سوي إلى تانغ، تمكنت السفارة الصينية من إطلاق سراح عدد كبير منهم وتم إعادتهم إلى الصين، واستقر الأتراك في أراضي أوردوس، قامت حكومة تانغ باتباع لسياسة العسكرية؛ وذلك من أجل أن تتمكن من وضع السهوب الوسطى تحت سيطرتها.
تحالفت سلالة تانغ الصينية عدد من التحالفات مع الدول وقامت بالتحالف مع الأتراك وشعب الأيغور، وقامت في عام 640 ميلادي بغزو آسيا الوسطى وأرادت السيطرة عليها، وكانت تتبع سلالة هان في غزواتها وأطلقت عدد من الحملات والتي كانت تريد من خلالها السيطرة على مملكة كاراساهر، وفي عام 644 ميلادي قامت بغزو مملكة كوتشا، عندما تولى الإمبراطور قاوزونغ الحكم استمرت عمليات التوسع لسلالة تانغ في سيا الوسطىن في عام 654 ميلادي قاد الأتراك غزوات ضد أفغانستان وتركستان.
بدأت الصراعات بعد ذلك بين الإمبراطوري التبتية وإمبراطورية تانغ؛ وذلك من أجل السيطرة على أراضي آسيا الداخلية الوسطى، تمكنت القوات العسكرية الصينية من السيطرة على أراضي لاسا، وكانت الصراعات الصينية التبتية مستمرة بشكل متواصل خلال تلك الفترة.