ليست هناك أية فكرة واضحة تؤكد أصول حضارات العصر البرونزي في إيطاليا، حيث أن في هذا العصر تسلل إلى إيطاليا العديد من الحضارات، وقدم إليها الكثير من المهاجرين، والذين عملوا على نشر اللغات في إيطاليا، حيث انتشرت اللغة الهندية فيها، حيث تقدمت حضارة العصر البرونزي في جنوب إيطاليا ومدينتي سردينيا وصقلية بشكل ملحوظ.
العصر البرونزي الإيطالي:
في عام 1800 ميلادي هبط في إيطاليا مهاجرين جدد قادمون من الشمال قادمون عن طريق جبال الألب السويسرية، حيث استقروا قرب بحيرة ماجيوري، وبعد ذلك توسعوا في غرباً، وسكنوا حول البحيرات الشمالية، وكان هؤلاء المهاجرين يحملون معهم حضارة تختلف عن باقي الحضارات، وكانت حضارة هؤلاء المهاجرين تشبه حضارة سويسرا القديمة وحضارة حوض دانوب الأعلى، وكانت حضارة هؤلاء السكان لا تدل على استخدامهم لأي نوع من أنواع المعادن، وإنما كان يدل على استخدامهم على الأدوات البرونزية، وكما كانت منازلهم تشبه المنازل البحيرات في سويسرا، حيث كانوا يقومون ببناء منازلهم على شواطئ البحيرات المليئة بالمستنقعات، والتي كانت تغمرها الأمطار خلال فصل الشتاء.
حيث كانوا يبنون بيوتهم على ألواح خشبية سميكة ترتكز على أوتاد طويلة ومغروسة في الماءن وكانت تلك المنازل تسمى “بلافيته” والتي تعني في الإيطالية صف الأوتاد، وكان هولاء المهاجرين يعملون في الصيد والقنص والزراعة، وكانوا يستخدمون زوارق خشبية لعبور البحيرات، وكان من أهم محاصيل تلك القبيلة، هي محاصيل الذرة والقمح، وكانوا يربون الحيوانات مثل الخيول والماعز والثيران، وكما كانوا يقومون بصناعة الأدوات الفخارية بأيديهم، وعملوا أيضاً على حياكة النسيج، وكما كانوا يستخدمون الخنار المصنوعة من البرونز، ومن عاداتهم أنهم كانوا يحرقون موتاهم بدل من دفنهم، ويعملون على وضع الرماد في أواني فخارية ونثرها في البحيرات.
ويتمثل العصر البرونزي في إيطاليا، عندما سكن القرى الإيطالية والتي كانت تسمى “قرى تيرا مارا”، حيث كانت تلك القرى تتمتع بالتربة السوداء الخصبة، والتي تدل على سكن مجموعة من السكان فيها فترة طويلة، وكان سكان قرى تيرا مارا يسكنون في بيوت مستديرة وبيضاوية الشكل، والتي كانت جدرانها عبارة عن طين وجدران مضفورة، ومقوّاة بعمدان خشبية مغروسة في الأرض، وقد كانت تلك القرى متأخرة زمنياً، حيث أن مياه الأمطار كانت تغمرها لفترات طويلة، وكان سكان تلك القرى يحصنون بيوتهم بالخنادق وأسوار من طين و بأسوار من أوتاد، وقد كانوا هؤلاء المهاجرين يعملون في الزراعة والرعي، وحياكة الصوف والنسيج، وكانوا يصنعون أوانيهم من الفخار، وكما صنعوا السيوف والخناجر والسكاكين من معدن البرونز، وكما كانوا يصنعون آلاتهم الموسيقية أيضاً من معدن البرونز، وكانوا يدفنون موتاهم بملابسهم ويضعون معهم الزينة في قبورهم.