مدينة غرناطة
مدينة غرناطة تعد مركز مقاطعة غرناطة، وذلك في إقليم الأندلس المستقل، الموجود في إسبانيا، تقع المدينة بالقرب من أعلى جبال سييرا نيفادا وذلك عند ملتقى (4) أنهار وهي جينيل وموناتشيل ودارو وبييرو.
تُنسب غرناطة إلى مدينة كوماركا فيجا دي جرانادا، وتقع غرناطة على ارتفاع مقداره (738) مترًا بالاقدام (2421) فوق سطح البحر، ومع ذلك فإن غرناطة لا تبعد كثيرًا عن ساحل البحر الأبيض المتوسط .
تاريخ مدينة غرناطة
خلال سبع سنوات كانت معظم شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سيطرة المسلمين، ستبقى أجزاء من هذه الأرض مسلمة لأكثر من (700) عام، بحلول منتصف القرن التاسع عشر، وصل الإسلام إلى ذروته في الأرض المعروفة باسم الأندلس.
يعيش هناك أكثر من خمسة ملايين مسلم، ويشكلون أكثر من (80) في المائة من السكان، حكمت الأرض الخلافة الأموية الموحدة القوية وكانت أكثر المجتمعات تقدمًا في أوروبا، جذبت العاصمة قرطبة أولئك الذين يسعون للحصول على التعليم من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا.
ومع ذلك، فإن هذا العصر الذهبي للسياسة والمجتمع لن يدوم إلى الأبدن في القرن الحادي عشر، تفككت الخلافة وانقسمت إلى دول صغيرة عديدة تسمى الطوائف، لم تكن هذه الطوائف الإسلامية مستقرة وبذلك كانت محط أنظار الممالك المسيحية في الشمال.
على مدى المائتي عام التالية، سقطت الطوائف واحدة تلو الأخرى في أيدي المسيحيين خلال فترة الاسترداد بحلول عام (1240)، بقيت مملكة واحدة في الجنوب وهي غرناطة.
خلال فترة الاسترداد سيطر المسيحيون على الدول الإسلامية واحدة تلو الأخرى ، سقطت المدن الرئيسية في قرطبة وإشبيلية وطليطلة بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، استطاع المرابطون والموحدون إبطاء المد المسيحي، لكن الانقسام بين المسلمين أدى في النهاية إلى استمرار سقوط المدن.
تمكنت دولة إسلامية واحدة – غرناطة – من الهروب من غزو المسيحيين في أوائل القرن الثالث عشر، عندما سقطت قرطبة في عام (1236)، قام حكام إمارة غرناطة بتوقيع اتفاقية خاصة مع مملكة قشتالة، إحدى أقوى الممالك المسيحية، وافقت غرناطة على أن تصبح دولة تابعة لقشتالة.
هذا يعني أنه سُمح لهم بالبقاء مستقلين كإمارة غرناطة، ولكن في مقابل عدم غزوهم من قبل قشتالة، كان عليهم دفع مبلغ سنوي إلى الملكية القشتالية، وكان هذا الوضع سيئًا لمسلمي غرناطة إذ أنهم يدفعون المال لتقوية أعدائهم.
كان موقع مدينة غرناطة أهم أحد الأسباب التي مكنتها من الحفاظ على استقلالها حيث أنها تقع في أعالي جبال سييرا نيفادا في جنوب إسبانيا، وبذلك كونت حصنًا منيعًا يحميها من الجيوش، ولم تكن قوتها العسكرية تشابه قشتالة، إلاّ أن التضاريس الجبلية حمتها.
