اقرأ في هذا المقال
- عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب كمشكلة اجتماعية
- أضرار مشكلة عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب
هناك مشكلة اجتماعية واجهها معظم الناس في فترة معينة في حياتهم، وهذه المشكلة هي عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب أو التعرض للرفض أو الاستبعاد.
عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب كمشكلة اجتماعية
وجد علماء الاجتماع أن القبول الاجتماعي له جانب الحلو والمر، ولإثبات أن عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب مشكلة اجتماعية كالرفض والإقصاء والقبول أمور أساسية في حياة فلا يجب أن يتم النظر إلى أبعد من غرفة المعيشة، كما يقول عالم الاجتماع وعالم النفس ناثان ديوال: “إذا قام المرء بتشغيل جهاز التلفزيون، وشاهد أي برنامج تلفزيوني واقعي فمعظمها تدور حول الرفض والقبول”، ويقول ديوال إن السبب هو أن القبول في العلاقات من الأصدقاء حتى من الغرباء أمر أساسي تمامًا للبشر.
في دراسة بحثية جديدة استعرض عالم الاجتماع براد جيه بوشمان الأبحاث النفسية الحديثة حول القبول الاجتماعي والرفض، ويقول: “على الرغم من أن علماء النفس كانوا مهتمين بالعلاقات الوثيقة وما يحدث عندما تنحرف هذه العلاقات لفترة طويلة جدًا، إلا أن علماء النفس كانوا يقومون بهذا العمل على الاستبعاد والرفض لمدة 15 العام فقط، كما قد أبرزت النتائج مدى أهمية القبول المركزي في الحياة”.
ويعتقد براد جيه بوشمان أن الانتماء إلى مجموعة ربما كان مفيدًا لأسلاف البشر، وساعد العيش في مجموعة البشر الأوائل على النجاة من البيئات القاسية، لهذا السبب لا يزال كون الفرد جزءًا من مجموعة يساعد الناس على الشعور بالأمان والحماية حتى عندما جعلت الجدران والملابس من السهل على رجل واحد أن يكون جزيرة كاملة.
أضرار مشكلة عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب
للقبول الاجتماعي توأم شرير هو الرفض، والرفض مضر بالصحة، ويقول علماء الاجتماع يميل الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة والوحدة والاستبعاد إلى ضعف الصحة البدنية، وإنهم لا ينامون جيدًا وأجهزتهم المناعية تتلاشى، بل ويموتون في وقت أقرب من الأشخاص الذين يحيط بهم من يهتمون بهم.
ويرتبط عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب أيضًا بسوء الصحة العقلية ويمكن أن يتحد الإقصاء ومشاكل الصحة العقلية معًا في حلقة مدمرة، ويرى علماء الاجتماع أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يواجهون عدم القبول والإقصاء في كثير من الأحيان بسبب أعراض اضطرابهم والرفض يجعلهم أكثر اكتئابًا.
ويتنقل الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي في عالمهم وهم قلقون باستمرار من التعرض للرفض الاجتماعي، ويمكن للشعور بعد القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب أن يساهم أيضًا في الانتحار.
وعدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب ليس مجرد مشكلة للشخص الذي يعاني منه أيضًا حيث يقول علماء الاجتماع إنه يمكن أن يعطل المجتمع ككل، وغالبًا ما ينتقد الأشخاص الذين تم استبعادهم الآخرين.
وفي التجارب يقدمون للناس قدرًا من التقييمات المدمرة، كما يمكن لعدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب والرفض أن يساهم في العنف، حيث وجد تحليل اجتماعي أن جميع من تم رفضهم اجتماعياً قاموا بتصرفات تدل على العنف.
كيفية التعامل مع مشكلة عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب
ومن المهم معرفة كيفية التعامل مع عدم القبول الاجتماعي أو الرفض، إذ يجب أن يتم افتراض أن كل شخص سيختبر الرفض على أساس شبه منتظم طوال حياته، إذ يقول علماء الاجتماع إنه من المستحيل أن يمر المرء بحياته بأكملها ويكون الجميع لطفاء معه طوال الوقت.
وعندما يتم عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب أو الرفض أو الاستبعاد فإن أفضل طريقة للتعامل معها هي البحث عن مصادر أخرى للصداقة أو القبول، ويقول علماء الاجتماع أن في كثير من الأحيان يحتفظ الناس بهذه الأشياء لأنفسهم لأنهم محرجون أو لا يعتقدون أنها صفقة كبيرة، لكن أجسادهم تستجيب للرفض مثلما تستجيب للألم الجسدي، ويجب أن يؤخذ الألم على محمل الجد، ولا بأس في طلب اويقولون عندما يشعر الناس بالوحدة أو عندما يشعر الناس بأنهم مستبعدون أو مرفوضون فهذه أشياء يمكنهم التحدث عنها.
وهذه مشكلة مجتمعية يجب التعامل معها، حيث وجد علماء الاجتماع أن محاولة إخفاء المشاعر اللاواعية تخون، والنتيجة بالنسبة لهم الجدار، أي إغلاق الأشخاص الذين لا يوثق بهم بدون سبب وجيه، خوفًا من نوع من الأذى أو الإساءة.
وسواء تم الرفض أو القبول ذلك يعتمد على نوع الشخص الذي يتم التعامل معه ولا يقول شيئًا على الإطلاق، لذا يجب على الجميع أن يقفوا في وجه الرفض كلما واجههم، وأتأكد من أن دائري الداخلهم لديه مساحة لقبول الناس فقط.
ويرى بعض العلماء أن عدم القدرة على تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب والهوس بها هو في الواقع أحد الأعراض الرئيسية للاضطراب، فلا أحد يتجنب الرفض ومحاولة القيام بذلك ستحد من حياة الشخص بطرق رئيسية، وتكمن المشكلة في التأقلم العاطفي والتهدئة الذاتية والشعور بالذات الذي يسمح للأشخاص الذين يعانون من النمط العصبي أن يكونوا مرنين عاطفياً وأن يستعيدوا عافيتهم، بينما لا يستطيع الأشخاص المضطربون.