الملك الفرعوني سنفرو
كان الملك سنفرو يعرف في التاريخ المصري القديم بحكمته وحكمه بالخير، كما أنه واحد من أقوى الملوك في مصر القديمة، وهو الذي قام بتأسيس الأسرة الفرعونية الرابعة، وقد دخل في عصر الإنجازات العظيمة وحقبة من القوة والغموض، كما أنه عُرف بنشاطه الكبير فقد قام بإرسال البعثات الحربية والتجارية إلى الأراضي المجاورة، وكان قد أشرف على إقامة العديد من المباني الرائعة داخل حدود مصر وترك وراءه أربعة أهرامات.
وفي العصور المتأخرة تذكره المصريون بكونه نموذجاً مثالياً وممتازاً وذلك عند ذكر اسمه (بتاح سنفرو) وبتاح تعني الشخص الذي يصنع الأشياء الجميلة، وقد وصل إلى مرتبة عالية من الشرف بعد أن توفي بخمسة آلاف عام وعقيدته استمرت عبر آلاف السنين.
كانت أم سنفرو الملكة مرس عنخ وهي زوجة الملك حوني آخر ملوك الأسرة الفرعونية الثالثة ولكن عندما استلم سنفرو الحكم بدأت معه أسرة جديدة، وكان سنفرو قد اعتلى العرش بعد أن توفي أبيه في عام 2649 ق.م وعندما قام بارتداء التاج المزدوج رمز الوحدة كانت مصر قوية وموحدّة فعلياً وذات حدود آمنه ومؤمنّة وموارد ثرية.
شكلت الصحراء حاجزاً مربعاً في الشرق والغرب والبحر المتوسط يحمي الحدود الشمالية، أما بالنسبة إلى الجنوب كانت الجنادل تقع حائلاً بمجرى النيل وهذا ما جعل الإبحار فيه أمر عسير، وهذا ما كان يحمي الأراضي المصرية من الأخطار والغزوات.
كان دور الملك هو المحور في المجتمع المصري بشكل كلي؛ إذ كان العالم كله في وجهة نظر المصريون يقوم على أساس فكرة (ماعت) وهي فكرة فلسفية تصور على شكل ريشة أو معبودة تحمل ريشة على رأسها والتي تأتي بمعنيين هما الحقيقة والعدالة، ولكن المعنى الأوسع لها هو نظام الكون أي أن كلّ شيء يجب أن يسير على نحو مثالي ومتكامل.
كانت خصوبة الأرض ثابتة من خلال فيضان النيل السنوي فيتم تجهيز الأراضي وتحصد المحاصيل وتُرعى الحيوانات ومن ثم يتم ذبحها، أما بالنسبة إلى المخلوقات المتوحشة التي كانت تعيش في الأطراف مثل الحيوانات الصحراوية والأسماك والطيور الجارحة لها رقابة رسمية ومكثفة من قِبل بيت الحاكم.
تحدثنا في هذا المقال عن الملك سنفرو أول حكام الأسرة الفرعونية الرابعة وسياسته الرائعة التي جعلت من أراضي مصر مكاناً محبوباً وآمناً.