إن الأنثروبولوجيا باعتباره علم يهتم بالإنسان، من الطبيعي أن يبحث في جميع مجالات المعرفة الإنسانية لتفسير الأهداف والقواعد الأساسية للحياة. وتعتبر العلوم التربوية من العلوم الأساسية في البحث الأنثروبولوجي مع العلم أن التربية تشمل الكثير من القيم الأنثروبولوجية ولكي تكتمل هذه الصورة يجب أن نتسائل ما يلي:
- كيف اهتمت الأنثروبولوجيا بعلوم التربية؟
- من هم أهم أقطاب الأنثربولوجيا التربوية؟
- ما هي اهتمامات هذا المجال؟
- كيف يمكن أن نبرهن على أن العلوم التربوية تحتوي على قيم أنثروبولوجية؟
ما هو علم التربية وماذا يدرس؟
تعريف لغوي واشتقاقي: كلمة تربية مشتقّة من اللاتينية (educacio) تعني عملية بناء العقل، أي البناء المعرفي للعقل.
تعريف اصطلاحي: هي عملية أو صيرورة من خلالها تتم تنمية وتطوير الملكات العقلية والذهنية للإنسان، ويكون ذلك من خلال: التكرار، التدرج والتمارين.
تعريفات علوم التربية: هي علوم تهتم بتنمية قدرات وملكات المتعلمين وخاصة الأطفال، وهي نشاط يمارس على الإنسان لتطوير إمكانياته وقدراته سواء كانت ذهنية أو جسدية. سوف نتناول الآن بالوصف والدراسة الأنثروبولوجيا التربوية وموضوعاتها الأساسية وتاريخها.
الأنثروبولوجيا التربوية:
عمل أميل دوركايم في محاولة تأسيس أنثروبولوجيا مشتقة من علم الاجتماع، اهتمت بالتربية من خلال البحث في الأنظمة التربوية التي تسمح لمجتمع ما في التكيّف بسرعة خاصة في تأهيل المهارات حسب الاحتياجات والتخصصات للاقتصاد في بلد ما.
وتظهر الأنثروبولوجية في علم التربية ويبرز دورها الأساسي في المجتمعات الصناعية وإيجاد علاقة بين التعليم والمجتمع، أما في بريطانيا وأمريكا كان الاهتمام منصب حول ثقافة المتعلمين والعلاقة بين المعلم والمتعلم، وفيما بعد تطورت الأنثروبولوجيا لتبحث في محتويات البرامج التعليمية والبحث في الأسباب التي تجعل هذة البرامج معتمدة وبينت الفرق بين التعليم العام والتعليم الخاص والعلاقة بين المدرسة والمجتمع.
ومن هنا يجب ذكر بعض الشخصيات التي لها دور مهم في هذا المجال:
من أشهرها (مرغريت ميد) التي تعتبر من أشهر الأنثروبولوجيين وأثرت أبحاثها بشكل كبير على المجتمعات، وتعد مرغريت هي الأولى التي قامت بأبحاث تُعتبر الأولى من نوعها، تتمثل بالعلاقة بين الجنسين أي بين الذكر والأنثى في مختلف الثقافات.
وقد دعت في أبحاثها وأعمالها إلى تطبيق المعرفة الأنثروبولوجية لحل المشاكل اليومية مثل: الطلاق، الانتحار، الفشل الدراسي. دعت أيضاً الى الاهتمام بالطبيعة كعنصر هام في العملية التربوية لدى المتعلمين مثل: البيئة، النظافة، التشجير، محاربة التلوث، الاهتمام بالحدائق والمساحات الخضراء.
وسنجد عالمة في الأنثروبولوجيا وهي (بنيدكت روث) درست مختلف سلوكات الثقافات، من أبسطها إلى أعقدها وطبيعتها في المجال التربوي واستعانت بالدراسات النفسية، كما استخدمت كثير من المفاهيم الموجودة في علم النفس والفلسفة وعلم الأساطير.
كما قامت بدراسة العناصر البنائية التي تركب المجتمع وثقافتة، درست أيضاً مواقف وسلوكات أفراد هذه الثقافات من خلال العادات والتقاليد والأخلاق، وهذا يبين مدى انسجام الأفراد معها.
ّ