فيصل الأول هو ملك العراق وسوريا، وهو ابن شريف مكة الحسين بن علي الهاشمي ينتمي إلى عائلة العون الهاشمية من مواليد مدينة الطائف، حيث درس الأمير فيصل المرحلة الابتدائية وتعلم اللغة التركية للقراءة والكتابة وترعرع مع البدو في الصحراء والتقشف وصعوبة العيش وتعلم الفروسية والمبارزة بالسيف والبندقية.
لمحة عن فيصل الأول
تزامن حضور الأمير فيصل في دمشق مع صدور أحكام بالإعدام بحق مجموعة من العرب المتورطين في دعوة دول أوروبية لاحتلال بلادهم في بيروت ودمشق بأمر من جمال باشا، حيث استدعاه فيصل ليعف عنهما، لكن جمال باشا لم يستجب لتلك الشفاعة فأمر بإعدامهما سنة 1916 للميلاد، فغضب فيصل كثيراً لكنه قمع ذلك الغضب.
ثم تعامل مع جمال باشا بحذر شديد حتى لا يثير شكوكه في الثورة التي كان أباه ينسق لها بالتعاون مع بريطانيا، حيث رغم توتر العلاقة بين الأمير فيصل وجمال باشا طلب الأمير فيصل منه الإذن بالعودة إلى مكة ووافق جمال باشا على طلبه وعاد إليها قبل شهر من الثورة العربية.
حياة فيصل الأول
أعلن الشريف الحسين بن علي الهاشمي الثورة على الدولة العثمانية في سنة 1916 للميلاد، وذلك بدعم من بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث تمكنت قواته من نسف خط سكة حديد الحجاز بمساندة ضابط مخابرات بريطاني وطرد الجيش العثماني من مكة والمدينة.
كان الجيش العربي الذي تشكل أثناء الثورة العربية الكبرى مكوناً من 3 أقسام أحدها بقيادة الأمير فيصل ويتألف من حوالي 10 الآف مقاتل من قبائل المدينة المنورة، حيث كانت تتمركز في منطقة الخيف بوادي الصفراء بين المدينة المنورة وينبع وقسم يقوده أخاه الأمير عبد الله وقسم يقوده أخاه الآخر الأمير علي.
أعمال فيصل الأول ملك سوريا
أعلن الأمير فيصل تشكيل حكومة عربية في دمشق وكلف بتشكيل أول حكومة عربية لسوريا وكان يسمى الحاكم العسكري، حيث في سنة 1920 للميلاد أعلن المؤتمر السوري العام استقلال سوريا وتتويج الأمير فيصل بن الحسين ملكاً بعد سلسلة من المناقشات المكثفة التي أجراها المؤتمر مع أنصاره.
لكن بموجب اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا تقدمت الجيوش الفرنسية باتجاه دمشق بعد أن نزلت على الساحل اللبناني، حيث أصدرت القوات الفرنسية تحذيرها المعروف بتحذير غورو للأمير فيصل في سنة 1920، حيث تضمن الإنذار عدم مقاومة التقدم الفرنسي وتسليم السكك الحديدية وقبول تداول العملة الفرنسية والسورية وتسريح الجيش العربي، بالإضافة إلى إلغاء التجنيد الإجباري وغير ذلك من الأمور التي من شأنها تدمير استقلال البلاد وثروتها في غضون 4 أيام.
لقد تردد هو ووزارته بين قبول الإنذار أو رفضه ثم وافق معظمهم على القبول وأرسلوا برقية بالموافقة على شروط الإنذار وأمر الأمير فيصل بحل الجيش، بينما كان الجيش العربي المتمركز على الحدود ينسحب ويتفكك بحسب التحذير فقد كان الجيش الفرنسي يتقدم باتجاه دمشق وعلم الأمير فيصل أن القوات الفرنسية تتقدم باتجاه دمشق.
البدء بتنفيذ قرارات فيصل الأول
لقد استدعى ضابط الاتصال الفرنسي للاستفسار عن الأمر ووعده بالسفر فوراً للتحقيق في الأمر، حيث عاد بعد ذلك ليقول إن سبب تقدم القوات الفرنسية هو أن البرقية التي قبلت التحذير الذي أرسله الأمير أمس لم تصل إلى الجنرال غورو في الوقت المحدد، لكنها تأخرت بسبب العصابات التي تقطع خطوط التلغراف.
لقد ألغى الأمير فيصل قرار الحل وأعلن تشكيل جيش مدني يحل محل الجيش دفاعا عن الوطن واندفع شباب وشيوخ دمشق إلى ساحة المعركة في خان ميسلون، حيث يتكون هذا الجيش من 3 آلاف مقاتل متطوع وعلى رأسهم عدد قليل من الضباط والجنود وزير الحرب يوسف العظمة بقوات غير متناسبة مع قوات الجيش الفرنسي المجهزة بالدبابات والطائرات.
لقد قاتل ببسالة وشجاعة لكن المعركة لم تدم طويلاً وقتل يوسف العظمة ودخلت الجيوش الفرنسية دمشق وأصبحت المعركة فيما بعد تعرف باسم معركة ميسلون، حيث بعد أحداثها واحتلال القوات الفرنسية لدمشق غادر الأمير فيصل سوريا وتوجه إلى درعا ثم حيفا ومن هناك إلى كومو في إيطاليا ومن هناك إلى لندن بدعوة خاصة من العائلة المالكة البريطانية.
لقد سافر الملك فيصل الأول إلى سويسرا في سنة 1933 في رحلة علاجية وفحوصات دورية، لكن بعد 7 أيام أُعلن عن موته بسبب نوبة قلبية، حيث تولى بعدها ابنه الأكبر غازي الأول عرش العراق في سبتمبر 1933.