يعتبر ملكاً لإسبانيا بعد أن حكم مملكة نابولي تحت اسم تشارلز السابع ومملكة صقلية تحت اسم تشارلز الخامس، حيث جاء ليحكم المملكة الإسبانية عام 1759 بعد موت أخيه غير الشقيق فرناندو السادس الذي لم يترك وريثاً بسبب دعمه للاستبداد المستنير، فقد كان كارلوس الابن الخامس لفيليب الخامس ملك إسبانيا والابن الأكبر لزوجة فيليب الثانية إليزابيث فارنيزي.
لمحة عن كارلوس الثالث ملك إسبانيا
لقد أصبح كارلوس البالغ من العمر 15 سنة دوق تحت مسمى كارلوس الأول بعد موت عمه أنطونيو فارنيزي، حيث في سنة 1738 تزوج من الأميرة ماريا أماليا ابنة أوغسطس الثالث ملك بولندا وهي امرأة متعلمة، حيث كان للزوجين 13 طفلاً 8 منهم بلغوا سن الرشد وعاش كارلوس وماريا أماليا في نابولي منذ 19 سنة.
بصفته ملك إسبانيا أجرى كارلوس الثالث إصلاحات واسعة النطاق مثل: تعزيز العلوم والبحوث الجامعية وتسهيل التجارة وتحديث الزراعة، حيث حاول كارلوس أيضاً تقليل نفوذ الكنيسة وتقوية الجيش والبحرية الإسبانية، أيضاً يعد عهده امتداداً لعهد أخيه في متابعة إصلاح الاقتصاد وتوفير أسباب الحياة الكريمة وتحسين أوضاع الطبقات الفقيرة واتخذت إجراءات تحد من امتيازات النبلاء ورجال الكنيسة.
لقد أثبتت تجربته السابقة كملك لنابولي وصقلية أهميتها لكن لم يكن لكارلوس سيطرة كاملة على الشؤون المالية لإسبانيا وكان عليه في بعض الأحيان الاقتراض لتغطية نفقات الإمبراطورية، على الرغم من ذلك أثبتت معظم إصلاحاته نجاحها وما زال إرثه مستمراً حتى يومنا هذا.
لقد كان حكم كارلوس بمثابة فترة وصلت فيها الإصلاحات في إسبانيا إلى ذروتها وأصبحت تعرف باسم إصلاحات بوربون، حيث خلال تلك الفترة لقد طورت إسبانيا اقتصادها بشكل كبير وقامت بإدخال تعديلات حديثة على نظامها الإداري.
وصف المؤرخ ستانلي ج. باين كارلوس الثالث بأنه كان أنجح حاكم أوروبي بين أقرانه وأظهر قيادة حازمة ومتينة وذكية، حيث قام باختيار وزراء مؤهلين وحظيت حياته الشخصية باحترام ومحبة الناس.
خلال الثورة الأمريكية ساعد كارلوس المستعمرات الأمريكية مالياً ودبلوماسياً وفي سنة 1780 هزمت قواته القوات البريطانية في الجنوب، نتيجة لذلك استعادت إسبانيا رسمياً فلوريدا من بريطانيا سنة 1783 عندما استولوا عليها سنة 1763.