اقرأ في هذا المقال
- مدينة ايزو واكاماتسو اليابانية
- تاريخ مدينة ايزو واكاماتسو
- مدينة ايزو واكاماتسو خلال الحرب العالمية الأولى والثانية
تقع مدينة ايزو واكاماتسو في الجهة الشمالية من اليابان، بينما ولدت ونمت نتيجة ثورات الغواصات في البحر أقصى الجنوب، حتى أصبحت أخيراً شكلها الحالي لشبه الجزيرة بعد انفصالها مع اليابانيين، حيث تعرضت الجزيرة للكثير من الزلازل والفيضانات، أدى إلى عملية انقسامها.
مدينة ايزو واكاماتسو اليابانية
يمكنك رؤيته لفترة وجيزة لروية الأنفاق عندما تتجه نحو كيوتو، سوف نذكر في هذا المقال عن مدينة ايزو واكاماتسو ونذكر الجبال والغابات شديدة الانحدار التي ترتفع من البحر على الجانب الأيسر من القطار وتبدو ساحرة وغامضة إلى حد ما، بالنسبة لمعظم زوار اليابان، هذا هو كل ما يرونه في شبه جزيرة إيزو واكاماتسو وهم يواصلون طريقهم إلى العاصمة القديمة، وبالتالي يفقدون منطقة ذات جمال طبيعي غير عادي وتاريخ غني.
تقع مدينة واكاماتسو على بعد ساعتين فقط بالقطار من مدينة طوكيو ويوكوهاما المزدحمة، ومع ذلك لا تزال إيزو واكاماتسو سرية إلى حد ما وغير معروفة خارج اليابان على الرغم من أنّها أكثر من مجرد مباراة للريفيرا الفرنسية، لونغ آيلاند هامبتنز، تقع شبه الجزيرة بالقرب من المحيط الهادئ من سفح جبل فوجي، وبصرف النظر عن الوادي المركزي الضيق، تتكون شبه الجزيرة بالكامل من الجبال والنباتات الشبيهة بالغابات، جنباً إلى جنب مع هاكوني في الشمال وجزر إيزو قبالة الشاطئ الشرقي، كانت المنطقة حديقة وطنية غير محددة إلى حد ما منذ عام 1936 ميلادي.
تاريخ مدينة ايزو واكاماتسو
كانت شبه جزيرة إيزو واكاماتسو مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ، تم التنقيب عن بقايا مستوطنات جومون منذ عام 16000 قبل الميلاد)في مواقع مختلفة، لا سيما على طول ضفاف الأنهار وشمال ميناء هيدا على الساحل الغربي، هناك مجموعة من القرن السادس ميلادي تطل تلال الدفن على خليج ساجامي، نظراً لارتفاع الجبال بشدة من البحر هنا؛ ممّا لا يوفر أي فرصة تقريبًا للزراعة أو أي شيء مثل اقتصاد كبير بما يكفي لدعم الزعماء المحليين، يمكن للمرء فقط أنّ يتخيل أنّ الموقع قد تم اختياره من قبل أولئك الذين في السلطة على الجانب الآخر الأكثر ثراءً من خليج سوروجا لإطلالته الرائعة على جبل فوجي.
لكن خلال معظم الفترة التاريخية كانت مدينة إيزو واكاماتسو معزولة، تم بناء أول خط سكة حديد من ميشيما إلى منتجع الينابيع الساخنة شيوزي في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي، وتم الانتهاء من إنشاء خط آخر إلى منتجع إيتو في عام 1936 ميلادي، وتم افتتاح الامتداد إلى شيمودا مؤخرًا في عام 1961 ميلادي، تم تاسيس الطرق أيضاً منذ الحرب وحتى العصر الحديث، وبغض النظر عن رحلات القوارب الساحلية أمضى معظم سكان مدينة إيزو واكاماتسو الأصليين حياتهم بالقرب من المكان الذي ولدوا فيه.
على الرغم من عزلتها النسبية شهدت شبه جزيرة إيزو واكاماتسو حديث غير عادي في تاريخ اليابان، حيث شارك سكانها القدامى في الحروب الأولى وذلك خلال أوائل القرن السابع عشر ميلادي وذلك عندما عثر على البحار الإنجليزي الشاب ويل آدامز في عام 1564 ميلادي غرقاً قبالة سواحل كيوشو، في البداية تم سجنه مع الناجين الآخرين لفت القدر انتباه توكوغاوا إياسو الذي كان قريباً شوغون أمير الحرب القوي في اليابان.
لم يكن إياسو مفتوناً فقط بتدريب آدامز المبكر في بناء السفن والملاحة وعلم الفلك، ولكن أيضاً في آرائه حول التنافس الكاثوليكي البروتستانتي حول العالم وتنافس الدول الأوروبية على المزايا التجارية، بعد ذلك قام القساوسة البرتغاليون والإسبان المقيمون في اليابان في ذلك الوقت بحماية أراضيهم وبذلوا قصارى جهدهم للتأثير على السلطة الرسمية، ممّا يشير إلى أنّ آدامز كان جاسوساً يجب إعدامه، على الرغم من ذلك، عين إياسو آدامز بذكاء لبناء أسطول من السفن الحديثة على ضفاف نهر ماتسو في مدينة إيتو الحالية وكرمه برتبة ساموراي ومنحه ممتلكات.
كانت مدينة ايزو واكاماتسو مكاناً يقيم فيها الكثير من التجار الإنجليز والبرتغال والإسبان، ويقال أنّهم في ذلك الوقت هم من جعلوا مدينة ايزو واكاماتسو ذات أهمية كبيرة في المنقة، على الرغم من أنّه لك تكن معروفة، وبقي فيها التجار لفترة كبيرة وتزوجوا من سكان المدينة، كان الحدث الثاني مسؤولاً عن أكبر تغيير في تاريخ اليابان والذي جعلها تنفتح على التجارة الدولية بعد حوالي 220 عامًا من العزلة، وظهورها السريع كدولة صناعية حديثة، كان العميد البحري الأمريكي ماثيو بيري قد زار اليابان في عام 1853 ميلادي لإثبات تفوق التكنولوجيا الغربية ومطالبة اليابان بوقف سياسة العزلة والسماح للأجانب بالدخول.
تشتهر مدينة ايزو واكاماتسو بوجود المعابد والتي كانت محاطة المعبد الآن بأشجار برازيلية المعروفة باسم الياسمين الأمريكي في اليابان وكانت مزروعة بكثافة في حديقته وساحته الأمامية، تمت تغطيتها بأزهار معطرة بشكل كبير وغير عادية إلى حد ما تكون أرجوانية عند الفتح الأول، ثم تتحول إلى اللون الأبيض بعد بضع ساعات، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك ببناء قنصلية لها في مدينة ايزو واكاماتسو وكانت تنوي السيرة على المدينة؛ وذلك كونها منطقة تجارية نشطة، حيث رأت أنّ بعض الدول الأوروبية لهم قواعد تجارية لها مثل إنجلترا وإسبانيا والبرتغال، فأراردت الحكومة الأمريكية وضع قواعد تجارية لها في المدينة.
كان الروس أيضاً يتنافسون على الوصول التجاري وتم إيواء ممثليهم في مدينة ايزو واكاماتسو بعد أنّ نقل الأمريكيون قنصليتهم إلى طوكيو، نائب الأدميرال يوفيمي فاسيلفيتش بوتياتين كان رئيس البعثة وتوصل إلى اتفاقية تجارية تسمح لمواطني بلده بالعمل في موانئ ناغازاكي وهاكوداته وشيمودا والتي تم توقيعها في معبد تشوراكوجي في عام 1855 ميلادي، وأثناء مفاوضاته دمر أسطوله جراء كارثة تسونامي، تاركاً إياه هو وموظفيه عالقين في اليابان بينما تم بناء سفن جديدة في هيدا على الجانب الآخر من شبه الجزيرة، توفي ثلاثة أعضاء أثناء وجودهم في البعثة ويمكن رؤية قبورهم أيضاً في واد ضيق مظلل على يمين المعبد.
مدينة ايزو واكاماتسو خلال الحرب العالمية الأولى والثانية
عند قيام الحرب العالمية الأولى حاولت القوات العسكرية الأمريكية والروسية السيرة على مدينة ايزو واكاماتسو وكونها كانت من اهم المدن التجارية في اليابان في ذلك الوقت، كما أنّها كانت تمد القوات العسكرية اليابانية بالأموال، واستمرت الصراعات في المدينة بين قوات الحلفاء والقوات العسكرية اليابانية حتى انتهت الحرب العالمية الأولى، وعلى الرغم من انتهاء الحرب، إلا أنّ القوات العسكرية الأمريكية بقيت متواجدة في المدينة، وسرعان ما بدأت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية وبقيت المدينة تحت سيطرت القوات العسكرية الامريكية.
لم تتمكن اليابان من الاستمرار في الحرب، وقامت بإعلان الاستسلام وطلبت اليابان من الولايات المتحدة الأمريكية إخراج قواتها العسكرية من مدينة ايزو واكاماتسو، إلا أنّ الحكومة الأمريكية لم تخرج قواتها العسكرية بسرعة وحاولت بناء قواعد تجارية فيها، إلا أنّ اليابان رفضت ذلك.
كما لاحظنا في المقال السابق تم الحديث عن مدينة ايزو واكاماتسو والتي تعد من المدن التي لها أهمية تجارية كبيرة، على الرغم من عدم انتشار شعبيتها بشكل كبير في الفترة الأولى، إلا أنّها أصبحت من أهم المدن فيما بعد.