ما هي الحكومة المؤقتة في تاريخ إسبانيا القديم؟

بعد قيام الثورة في إسبانيا قامت المجالس العسكرية بتولّي السلطة في بعض المدن الإسبانية، وكثير من تلك المجالس كان يتم اختيارها عن طريق الاقتراع والتي كان معظم أعضائها من حزب التقدمي وحزب الديمقراطيين، والذين كانت معظم مطالبهم شخصية ولم تكن شعبية، وقد قامت تلك المجالس بالخروج بعِدَّة قرارات، مثل إلغاء عقوبة الإعدام وحرية التعبير وحق الانتخاب وإلغاء التجنيد الإلزامي، كما تم إلغاء ضريبة المستهلك وطالبوا بالحرية الدينية.

الحكومة المؤقتة في إسبانيا:

تم عقد عِدَّة اجتماعات في مدينة برشلونة والأندلس وإشبيلية وقد كان لمدينة الأندلس واشبيلية عدة طلبات منها إلغاء عقوبة الإعدام والتجنيد الإلزامي كما طالبوا بحق الاقتراع لكل مواطن، أما مدينة برشلونة فقد شكَّلت مجلس بعد تأكيدها بانتصار الثورة، وقامت مجالسها العسكرية بمطالبة الجنرال “بريم” ليحكم الدولة، وقد قامت بتدمير الشعارات الملكية وقامت بتحرير السجناء السياسين كما قامت بتنظيم المليشيات المدنية؛ من أجل ضمان استقرار الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في إسبانيا ورجوع الحياة إلى طبيعتها فيها.
وقد قام بعض الجنرالات الإسبان بعد تلك القرارات بالفرار إلى فرنسا، فتم في نفس العام إنشاء مجلسين عسكريين في إسبانيا، وهما مجلس المدينة ومجلس للمقاطعة، فقامت تلك المجالس بقمع الشرطة ومنعت الطوائف الدينية، كما قامت بطرد “اليسوعيون” (وهي أحد أهم الرهبانيات النشطة في الكنيسة الكاثوليكية)، كما قامت بإلغاء القانون العام وقامت بهدم الحصون والكنائس والأديرة الدينية، وقد تم بعد ذلك إنشاء مجلس عسكري في مدينة فالنسيا الإسبانية، أما في مدينة مدريد فقد قام رئيس الوزراء الإسباني “خوسيه غوتيريز” بتفويض أخوه “مانويل” بالسلطة.
وفي عام 1868 ميلادي جاء الجنرال “سيرانو” إلى مدينة مدريد، وقام حينها المجلس العسكري في مدينة مدريد بتشكيل أول حكومة إنتقالية في إسبانيا والتي كانت برئاسة الجنرال “سيرانو”، وفي نفس العام تم تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة حزب الاتحاد الليبرالي، وقد دخل في الحكومة الانتقالية العديد من الأحزاب السياسية الإسبانية، إلا أن حزب الديمقراطيين رفض الدخول في الحكومة؛ وذلك لأنه تم عرض عليهم وزارة واحدة فقط.
إلا أن المجلس العسكرية لم تقبل بتشكيل الحكومة دون استشارتها كما قامت برشلونة بالاحتجاج؛ بسبب جعل حزب الديمقراطيين خارج الحكومة، وقد كانت أول القرارات التي اتخذتها تلك الحكومة هو حل جميع المجالس العسكرية بالرغم أن بعض تلك المجالس بقيت تعمل سراً، كما قامت الحكومة بدمج جميع اعضائها في مجلس المقاطعة الجديدة وكما سمحت لجميع أعضاء المجالس العسكرية بأن يصبحوا أعضاء في مجلس المقاطعة.