ما هي الدولة الغزنوية؟

اقرأ في هذا المقال


تم تأسيس الدولة الغزنوية في عام 961 ميلادي وحكمت خلال قيامها الأراضي الشمالية من خراسان والهند وبلاد ما وراء النهرين وعند إقامة الغزنويون فيها قاموا بتسمية مدينتهم باسم غزنة واستمر قيامها حتى عام 1187 ميلادي.

الدولة الغزنوية

قبل تأسيس الدولة الغزنوية كان الأتراك يقيمون في أفغانستان وقد كان لهم دور كبير في تأسيس الدولة الغزنوية وكان في تلك الفترة ينسب اسم مؤسس الدولة إلى الشخص الذي يقوم بتأسيسها وكان أول حاكم فيها ويقال أنّ أبو الغازي بهدر هو من قام بتأسيسها.

عند بداية القرن الثاني قبل الميلاد تم تأسيس عدة دول في أفغانستان ولا تزال عملية تأسيس الدول في الأراضي الأفغانستانية مستمر إلى وقتنا الحالي، في عام 963 ميلادي تم تأسيس الدولة الغزنوية وكانت تلك الفترة هي فترة حكم دولة السامانيين وخلال تلك الفترة انتقل الكثير من الأتراك إلى بلاد ما وراء النهرين؛ وذلك من أجل نشر الديانة الإسلامية.

بدأت الدولة السامانية بعد ذلك تتعرض للضعف والانهيار، الأمر الذي دفع الحكام الأتراك إلى تأسيس دولة لهم في الأراضي الأفغانستانية، ومن بين تلك السلالات سلالة السمجوريين وسلالة بيطور وسلالة إسفجابي، وكانت تلك السلالات تلك على الدول التي تقوم بتأسيسها اسم سلالتها وقامت سلالة الغزنويين بتأسيس دولة لها أيضاً.

كان القائد “ألب تيكين” من بين القادة المميزين في سلالة الغزنويين وعند ولاته تم إرساله للعمل كعبد لدى سلالة السامانيين وتم إدخاله إلى الحرس الملكي الخاص وعندما رأى السامانيين الصفات المميزة التي تميز بها أطلقوا سراحه وتم تعينه قائداً للقوات العسكرية ومن ثم تم تعيينه رئيس أعمال القصر.

استمر “ألب تيكين” بالصعود والوصول إلى مراكز في الدولة، حتى تم تعيينه قائداً عسكرياً للجيش في خرسان وقد أدى ذلك إلى توليه معظم الأمور في القصر؛ ممّا أدى إلى غضب العالمين في القصر وأرادوا إخراجه منه وكادوا له العديد من المكايد.

كان له دور في اختيار الحكام، قام الجيش الساساني بتعيين “منصور بن نوح” حاكماً في الدولة الساسانية، إلا أنّ “ألب تيكين” لم يكن يثق بخيار الجيش الساساني وأراد خلع “منصور بن نوح” من الحكم وتوجه بعد ذلك إلى مدينة بلخ وسيطر عليها، الأمر الذي أغضب “منصور بن نوح” وقام بإرسال جيشه لمواجهة جيش “ألب تيكين”، إلا أنّ جيش “ألب تيكين” كان أقوى وتمكن من هزيمة جيش “منصور بن نوح” ومن ثم توجه إلى مدينة غزنة وأقام فيها لأشهر ومن ثم سيطر عليها.

في عام 963 ميلادي بدأ “أل تيكين” بتجهيز قواته العسكرية لغزو الهند، إلا أنّه توفى في تلك الفترة وتولى ابنه “أبو إسحاق إبراهيم” الحكم من بعده والذي خلال بداية حكمه خرجت مدينة غزنة عن حكمه وطلب المساعدة من أمير السامانيين والذي ساعده في استعادة مدينة غزنة مرة أخرى تحت حكمه.

في عام 966 ميلادي تولى “بيلجا تكين” الحكم والذي أعلن ارتباطه مع الدولة السامانية وفي عام 975 ميلادي تولى “بوري تكين” الحكم والذي كان في السابق عبد، الأمر الذي جعل الناس يرفضون حكمه، وقد أدى ذلك إلى توليه الحكم لفترة قصيرة، في عام 997 ميلادي وتولى سبكتكين الحكم من بعده والذي أعلن أنه تابع للدولة السامانية، إلا أنّه في الواقع كان يخطط لتأسيس دولة الغزنويين بشكل مستقل.

استمرت السيطرة التركية وبدأت عمليات التوسع حتى وصل الأتراك إلى مدن أفغانستان وقد أدى ذلك إلى توسعة أراضي الدولة الغزنوية حتى وصلت إلى حدود الهند وكان يتم نشر الدين الإسلامي فيها، إلا أنّ شاة الهند منع نشر الإسلام في الأراضي الهندية، بدأت التمردات ضد الدولة السامانية، الأمر الذي دفع أمير الساميين طلب المساعدة من سبكتكين ضد المتمردين.

بالفعل تمكن من تحقيق النصر على المتمردين، الأمر الذي دفع الدولة السامانية إلى منحه لقب قائد الجيش واستمر في حكم الدولة الغزنوية حتى توفى في عام 997 ميلادي.

بعد وفاته تولى ابنه الأصغر “إسماعيل الغزنوي” الحكم من بعده وأعلن عن نفسه حاكماً في الدولة الغزنوية وقال بأنّ تلك هي وصية والده، الأمر الذي أغضب أخاه “محمود الغزنوي” والذي كان يرى نفسه أحق بالحكم كونه أكبر سناً وأكثر قدرة على قيادة البلاد وطلب من “إسماعيل” بأنّ يتنحى عن الحكم وأنّ يحكم مدينتي باخ وخرسان، إلا أنّ “إسماعيل” لم يوافق، الأمر الذي أدى إلى قيام حرب بين الطرفين في عام ونتج عن الحرب انتصار “محمود الغزنوي”.

عندما تولى “محمود الغزنوي” الحكم قام بعقد معاهدة مع الكراخانينيين وكانت تلك المعاهدة من أجل خوض حرب ضد الهند وخاض سبعة عشر حرب ضد الهند، وكانت بداية الحرب في عام 1001 ميلادي واستمرت لمدة ستة وعشرون عاماً، وكان الهدف من تلك الحرب هو نشر الإسلام والعمل على جمع المزيد من الأموال وتقوية وزيادة عدد الجيش الغزنوي.

تمكن “محمود الغزنوي” من قيادة جيشه إلى الهند وتمكن من السيطرة على القلاع الهندية، ومن ثم قاد حملات عسكرية أخرى إلى الهند وتمكن من تحقيق النصر فيها وحصل في تلك الغزوات على الكثير من الأموال، ومن ثم توجه إلى مدينة يهيتا والتي كانت تحت سيطرت “باجي راي” وتمكن “محمود الغزنوي” من تحقيق النصر وسيطر على المنطقة ومن ثم سيطر على البنجاب وملتان.

انشغل “محمود الغزنوي” بحملاته العسكرية مع الكراخانيين وأدى ذلك إلى وقف حملاته العسكرية في الهند؛ ممّا أدى إلى ارتداد الكثير عن الدين الإسلامي؛ ممّ دفع محمود الغزنوي إلى قيادة حملة عسكرية خامسة إلى الهند وأعاد السيطرة على مدينة ملتان، وحاول السيطرة على البنجاب والتي كان الهندوس يسيطرون عليها.

قاد محمود الغزنوي حملته العسكرية السابعة على الهند وقام بتوقيع معاهدة تجارية مع الهنود وفي عام 1010 ميلادي قاد الحملة العسكرية الثامنة وكان ينوي من خلالها السيطرة على المناطق الشمالية وتمكن من هزيمة أمراء الهند وقد أدت الانتصارات التي حققها محمود الغزنوي إلى نشر الدين الإسلامي في شمال الهند.

استمر محمود الغزنوي في حملاته العسكرية حتى وصل إلى مدينة دلهي والتي كانت من أهم المدن لدى الشعب الهندي ومع استمرار العسكرية تمكن من سلب الكثير من الأموال وشارك معه الكثير من جنود تركستان في حملاته العسكرية، أصبح جيش محمود الغزنوي أكثر قوة واستمر بالسير حتى وصل إلى كشمير، إلا أنّه لم يتمكن من دخولها؛ بسبب برودة الطقس.

تولى “محمد الغزنوي” الحكم بعد ذلك وكان يريد اتباع خطوات من سبقوه ودارت صراعات على الحكم بين السلالة الحاكمة وعندما عَملت الدولة السلجوقية عن الصراعات قامت بغزوهم؛ ممّا أدى إلى انهيار الدولة الغزنوية.

تعد الدولة الغزنوية من الدول الإسلامية والتي تم تأسيسها في أراضي أفغانستان وقاد حكامها الكثير من الحروب؛ من أجل السيطرة على مناطق أكبر ونشر الدين الإسلامي في جنوب شرق آسيا ومع انتشار الصراعات الداخلية فيها على الحكم فانهارت الدولة.

المصدر: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: شرق آسيا، الصين، اليابان، كوريا-المؤلف: مقرحي -ميلاد-1997تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: ياغي -إسماعيل أحمد -1994موجز تاريخ جنوب شرق آسيا-المؤلف:هاريسون-بريان-1979مختصر تاريخ الصين: نانسي محمد-المؤلف: مايكل ديلون-2018


شارك المقالة: