ما هي حركة الخوارج؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي حركة الخوارج؟

الخوارج هي عبارة عن اسم أطلقته فئة (أهل الإيمان) ظهرت في أواخر  السنوات من خلافة عثمان بن عفّان، خرجت على الإمام علي بن أبي طالب في آخر معركة صفين (37 هجري)، حيث لم ترض بالتحكيم رافعة شعار لا حكم إلا الله ولحقوا بحروراء، وهي قرية من قرى الكوفة، وأصبحت لهم نظرية في الخلافة حيث أنهم جوزوا أن يكون الخليفة من غير قريش مهما كان أصله أو جنسه.

خوارج الجزيرة الفراتية:

لقد عارض الخوارج الخلافة العباسية للأسباب نفسها التي عارضوا بها ‏الخلافة الأموية، فقد عدوا العباسيين مغتصبين للسلطة، فقامت في الجزيرة عدة حركات للخوارج وهي:

‏حركة بكر الشيباني (133 هجري):

‏أشعل الخوارج ثورتهم في الجزيرة بقيادة بكر بن حميد الشيباني، فأرسل الوالي أبو جعفر إليهم قوة عسكرية بقيادة محقن بن غزوان إلا أنه انهزم، فأرسل بدله مقاتل العكي على رأس قوة عسكرية، فاستطاع من إلحاق الهزيمة بالخوارج في دارا، لكن بكر اعتصم بجبل دارا، فلحقه العكي واستطاع قتله، ثم هدمت مدن الجزيرة سوى حران.

حركة الملبد الشيباني (137 هجري):

أيد حركة الملبد مجموعة من ربيعة والمتذمرين من المناطق المجاورة، واستطاع أن يلحق هزائم متكررة بالجيش العباسي، ودخل الموصل وطرد عاملها، ثم اتجه جنوباً باتجاه تكريت واستطاع إلحاق الهزيمة بالقوة العباسية المرابطة فيها، وبعد ذلك استطاع إلحاق هزائم متكررة بعدة قواد عباسيين إلى أن اضطر والي الجزيرة حميد الطائي من مواجهة حركة الملبد بنفسه، إلا أنه هُزِمَ أيضاً وحوصر الوالي مع قواته مما اضطره إلى دفع مائه ألف درهم للملبد مُقابل أن يرفع عنه الحصار.

فقبلها ثم رحل بقواته، ولمّا شعر الخليفة المنصور بخطورة حركة الملبد، اهتم بها اهتماماً كبيراً فأرسل قوة عسكرية جديدة قوامها ثمانية آلاف مقاتل بقيادة خازم التميمي ونظلة النهشلي وزهير العامري، وبحركة عسكرية استطاع خازم التميمي من إلحاق أول هزيمة بالملبد، بعد سلسلة من المناوشات قرب الموصل ثم قتل الملبد في المعركة.

حركة حسان الهمداني (148 هجري):‏

أعلن حسان حركته في قرية من قرى الموصل، فتصدت له حامية الموصل التي لم تستطع الثبات أمامه، فتراجعت إلى جسر الموصل فدخل الخوارج سوق الجسر، فأحرقوه ونهبوه، ثم اتجه حسان إلى الرقة، ويبدو أنه سافر إلى السند عن طريق البحر، لعله يجد التأييد هناك لكنه لم يحصل عليه، لذلك اتصل بخوارج عمان، إلا أنهم لم يؤيدوه، فقرر العودة إلى الموصل ثانية، فتصدت له حامية الموصل من جديد، لكنها انهزمت ثانية، وأسر حسان القيسية ولم يعدم الأسير الهمدائني، فحدث انشقاق في صفوف الخوارج فتخلى عنه أكثر أتباعه فاضمحلت حركته.

حركة عبد السلام بن هاشم اليشكري (160 هجري):‏

أعلن عبد السلام حركته في باجرما في الموصل، وكثر أتباعه وقوي أمره بحيث استطاع إلحاق الهزيمة بمجموعة من القواد العسكريين، ودخل عبد السلام بمراسلات مع الخليفة المهدي، وقد تحرك عبد السلام نحو نصيبين ولوجود قوة عسكرية كبيرة لذلك لم يستطع دخول نصيبين فتحرك بجيشه نحو رأس العين، لكن قبيلة تميم تصدت له مما اضطره إلى التحرك نحو أمد فاصطدم بقوة عباسية، لكنها لم تصمد أمامه، وقتل القائد العباسي في المعركة.

وقد اختلفت الروايات في كيفية إنهاء حركة عبد السلام اليشكري، فخليفة بن خياط يذكر أن الخليفة المهدي أرسل القائد داود بن إسماعيل في ألف من مقاتلي الجزيرة، وفيهم بعض الأتراك فأحاطوا بهم ورماهم الأتراك فقتلوهم، على حين يذكر الطبري في حوادث عام (162 هجري)،‏ أنَّ الخليفة المهدي وجه القائد شبيب بن واج بألف فارس، ودفع لكل فارس ألف درهم زيادة في العطاء فقتله شبيب في قنسرين.

خوارج أرمينية وأذربيجان:

كان مسافر بن كثير القصاب السيباني مسيطراً على أرمينية وأذربيهان وممثلاٌ للضحاك بن قيس الشيباني، زعيم الخوارج في أواخر عهد الأمويين، وفي بداية عهد أبي العباس عين محمد بن صول والياً على الإقليمين، ومعه قوة عسكرية، واستطاع أيضاً من تجنيد أعداد كبيرة من الأذربيجانيين، مما اضطر مسافر إلى التحصن بقلعة الكلاب، فحاصره الوالي، حتى استطاع قتله وقُتِلَ الكثير من أتباعه، وهرب الباقون إلى جبال سجستان.


شارك المقالة: