تعتبر مملكة إيطاليا من أقدم الممالك في القارة الأوروبية، وقد تم تأسيسها في عام 1861 ميلادي وذلك عندما قام رئيس وزراء مملكة سردينيا بالإعلان عن عملية توحيد جنوب وشمال إيطاليا والإعلان عن تأسيس مملكة إيطاليا موحدة، وبقيت مملكة إيطاليا مقامة حتى عام 1946 ميلادي وذلك عندما طالب الإيطاليون بإصدار دستور جمهوري، وقد كان يطلق عليها في ذلك الوقت اسم إيطاليا الفاشية.
مملكة إيطاليا:
في عام 1848 ميلادي سعى كلاً من القوميين والملكيين في إيطاليا إلى تأسيس مملكة إيطالية تضم جميع الأراضي التي واقعة تحت الحكم الإيطالي، فقد قامت إيطاليا في تلك الفترة في تحدي الإمبراطورية النمساوية خلال حرب الاستقلال الإيطالية الأولى، كما قامت إيطاليا في تلك الفترة إلى كسب الدعم من بريطانيا وفرنسا للوقوف إلى جانبها ضد الإمبراطورية النمساوية والتي قامت تلك الدول في مساعدتها في عملية توحيد إيطاليا.
حيث قام حينها ملك مملكة سردينيا الملك “كارفور” بإعلان عمليات التمرد لكي يتم حينها توحيد إيطاليا، فقام حينها البرلمان الإيطالي بإعلان مملكة إيطاليا مملكة متحدة، بعد أن تم إعلان مملكة إيطاليا قامت عدة حصلت عدة ثورات بين الحزب الجمهوري والحزب الملكي، والتي أدت تلك الخلافات إلى حدوث حرب أهلية في إيطاليا.
خلال تلك الفترة حدثت الحرب النمساوية البروسية والتي قامت مملكة إيطاليا حينها بالوقوف إلى جانب بروسيا في حربها ضد الإمبراطورية النمساوية، على الرغم من إيطاليا لم يكن لديها حينها القوة الكافية للوقوف ضد النمسا، إلا أنها كانت تعتمد على القوة العسكرية البروسية والتي قد كانت قد حققت انتصارات كبيرة ضد النمسا.
وقد كانت إيطاليا تسعى من خلال مشاركتها في تلك الحرب الحصول على مدينة البندقية والتي كانت تحت الحكم النمساوي، وقد شاركت إيطاليا بعد ذلك روسيا في حربها ضد فرنسا والتي حققت بروسيا حينها انتصاراً عظيماً والذي ساعد ذلك الانتصار على مساعدة إيطاليا في ضم مدينة روما، بعد ذلك الانتصار تمكنت إيطاليا من توحيد جميع أراضيها واتخذت من مدينة روما عاصمة لها.
وكما كانت إيطاليا حينها تعاني من سوء الأوضاع الاقتصادية فيها، حيث لم يكن لدى إيطاليا أية وسائل النقل وكما كانت تعاني أيضاً من ارتفاع نسبة الأمية والفقر بين شعبها، فقد لجأت إيطاليا حينها إلى طلب الدعم المادي من الدول الأوروبية، وقد كانت إيطاليا حينها تعاني من عدة خلافات بين الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا والحكومة الإيطالية؛ وذلك بسبب نظام الحكم العلماني الذي كانت تتبعه إيطاليا.
اتبعت إيطاليا بعد ذلك نظام الحكم الليبرالي، فقد لجأت حينها إلى العمل إلى إرضاء الحزب المعارض في إيطاليا، حيث قامت بتأميم سكة الحديد، وقد كانت تتميز فترة الحكم الليبرالي حينها في إيطاليا في الفساد والرشاوي، خلال تلك الفترة سعت إيطاليا إلى تطوير علاقاتها مع الدولة الخارجية والعمل على توسيع أراضيها حيث أنها كانت تسعى حينها إلى أن تصبح دولة عظمى، فقامت إيطاليا بعد ذلك بالانضمام إلى التحالف الثلاثي والذي كان يضم حينها كلاً من ألمانيا والنمسا والمجر وإيطاليا، على الرغم من إيطاليا كانت تعاني من ارتفاع النفقات العسكرية؛ وذلك بسبب مشاركتها في العديد من الحروب.
قامت مملكة إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية بالتحالف مع ألمانيا النازية، إلا أنّ ذلك التحالف لم يكن يرضي الشع الإيطالي، حيث أنهم حينها بالتظاهر وطالبوا بإلغاء مملكة إيطاليا وإسقاط الحكم الملكي وطالبوا بإعلان إيطالية كجمهورية، وقد كانت مملكة إيطاليا تضم الكثير من الأراضي الشاسعة حول العالم، حيث ضمت مملكة إيطاليا حينها كلاً من كرواتيا وليبيا والصومال وأثيوبيا كوسوفو وألبانيا وسلوفينيا، كما قامت مملكة إيطاليا حينها باعتماد النظام الملكي في الحكم، حيث كان الملك هو الذي يقوم بإصدار جميع القرارات، كما كان الملك هو من يقوم بتعيين الحكومة أيضاً.
كما كانت تضم مملكة إيطاليا أيضاً مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وقد كان مجلس النواب في مملكة إيطاليا حينها له الدور الكبير في دعم الحكومة الإيطالية، وقد كان يتم انتخاب مجلس النواب من قِبل الشعب الإيطالي والذي كان البرلمان الإيطالي حينها مقسماً إلى ثلاثة أقسام، بدأت مملكة إيطاليا بعد ذلك تتبع نظام الحكم الدكتاتوري الفاشي في حكمها، كان المجتمع الإيطالي خلال فترة حكم مملكة إيطاليا يتكون من عدة طبقات اجتماعية، كما كان فيها نسبة قليلة من الأثرياء الذين يملكون الأراضي وقد كان الفلاحون الإيطاليون بالعمل في تلك الأراضي.