مملكة بافاريا:
تم تأسيس مملكة بافاريا في عام 1805 ميلادي بعد سقوط إمارة بافاريا، وتم تعيين الملك “ماكسيميليان الرابع” ليصبح أول ملك فيها، وعند تأسيسها تم عقد معاهدة باريس ليتم تنازلها عن جزء من أراضيها إلى الإمبراطورية النمساوية، وفي عام 1871 ميلادي تم تأسيس الإمبراطورية الألمانية لتصبح بافاريا ولاية من ولاياتها، وبعد انتهاء الثورة الألمانية تم تأسيس الجمهورية البافارية.
تاريخ مملكة بافاريا:
في عام 1777 ميلادي وقعت بافاريا تحت حكم عائلة “فيتلسباخ” لتبدأ الصراعات على الحكم، فقامت فرنسا بغزوها وتمكنت من السيطرة عليها، ومن ثم قامت النمسا بغزوها والاستيلاء عليها؛ ممّا أدى إلى تجدد الصراع بين النمسا وفرنسا، بدأت بافاريا تعاني من سوء الأوضاع الاقتصادية ولم يعد لديها الأموال لتقديمه إلى شعبها؛ ممّا أدى إلى غضب الشعوب ولم تتمكن من الصمود كثيراً أمام النمسا، الأمر الذي دفعها إلى التحالف مع فرنسا وتحقيق مطالبها في القضاء عليها.
في عام 1805 ميلادي تم عقد صلح برسبورغ والذي تم من خلاله رفع بافاريا إلى مملكة، وتم إجراء انتخابات وانفصالها عن الإمبراطورية الرومانية، وكما تم عقد اتفاق على دعمها من قبل فرنسا النابليونية، وخاضت بعد ذلك حروباً مع النمسا؛ ممّا جعلها تفقدها جزءاً من أراضيها لصالح النمسا وإيطاليا.
عندما قامت فرنسا بغزو روسيا تم قتل أعداد كبيرة من الجيش البافاري؛ ممّا دفعها إلى التحالف ضد فرنسا النابليونية وخوض حرباً ضدها، وتم نجاح التحالف وهزيمتها، بعد أن تم هزيمة فرنسا النابليونية تمكنت بافاريا من استعادة بعض أراضيها لتصبح أكبر الولايات في ألمانيا، في عام 1818 ميلادي قامت بافاريا بإصدار دستور جديد وأسست برلماناً وكان معظم أعضائه من النبلاء والارستقراطيين والتجار والمزارعين.
حرب الخلافة البافارية:
حرب الخلافة البافارية: هي مجموعة من الصراعات قامت بين بروسيا وساكسونيا ضد ملكية عائلة “آل هابسبورغ”، وكان سبب الصراع تولي الحكم في الإمبراطورية الرومانية، وكانت عائلة “آل هابسبورغ” تسعى في السيطرة على بافاريا، لكنها لم تتمكن من مواجهة التحالف الساكسوني والبروسي، لم تطل مدة الصراعات لفترة طويلة ومات الكثير من الجنود؛ بسبب تعرضهم للأمراض ونقص الطعام.
بداية حرب الخلافة البافارية:
قام الإمبراطور “كارل السادس” عندما كان إمبراطوراً للإمبراطورية الرومانية المقدسة بإصدار قرار بتولي بناته الحكم من بعده في حكم هابسبورغ، وقام بإقناع دول أوروبا بطلبه وأقنعهم بضرورة تغيير نظام الحكم المتبع في أوروبا ويجب مشاركة الإناث فيه، ليقمن بناته بحكم كرواتيا، المجر، النمسا، بوهيميا، وتمكنت عائلة “هابسبورغ” بذلك من حكم الإمبراطورية الرومانية لفترة طويلة، وقامت بالتنازل عن جزء من المقاطعات لصالح فرنسا مقابل الحصول على دوقية توسكانا الإيطالية.
قامت الملك “كارل السادس” بإصدار قرار بقيا بافريا وساكسونيا خارج السيطرة وإجراء الانتخابات فيها لاختيار الحاكم، وعند وفاته تولت ابنته “ماريا تيريزا” الحكم من بعده وواجهت صعوبات كثيرة في بداية توليها الحكم، وحاولت استعادة الحكم على كرواتيا والمجر وبوهيميا، وكان زوجها يخوض صراعاً لتولي الحكم في الإمبراطورية الرومانية.
قام حاكم بافاريا بالمطالبة الحصول على جزء من الأراضي الألمانية واعتبرها تبعة لبافاريا، كما طالب بعدم شرعية الملكة “ماريا تيريزا” بتولي الحكم” وأنّ بنات عمها أحق بالحكم وطعن بالاتفاقية التي عقدها الملك “كارل السادس” قبل وفاته، لتقوم كلاً من فرنسا، بولندا، ساكسونيا، إسبانيا بالموافقة على طلبه؛ ممّا دفع حاكم بافاريا إلى لقيام بتجهيز جنوده وخوض حرباً لاستعادة حكم الإمبراطورية الرومانية.
سعت بروسيا إلى زيادة فرض سيطرتها ومحاولة ضم المزيد من الأراضي لتصبح أكثر هيمنة في أوروبا، فحاولت السيطرة على المناطق الناطقة باللغة الألمانية، فقررت غزو بافاريا، وعندما وصل الخبر إلى الملكة “ماريا تيريزا” حاولت عدم خوض الحرب وسعت إلى حل الأمر بشكل سلمي، وقامت بالاقتراح بإجراء الانتخابات، قامت روسيا بالوقوف إلى جانب بروسيا وأرسلت لها الجنود للمشاركة في الحرب؛ ممّا أدى إلى قيام حرب الخلافة البافارية.
قامت فرنسا بالوقوف إلى جانبه، لتبدأ حرب الخلافة النمساوية وتمكن من السيطرة على فيينا وبراغ، وفي ضل الصراعات القائمة في النمسا، قامت بروسيا باستغلال الوضع وحاولت السيطرة على بافاريا وسيليزيا البولندية، ليقوم حاكم بافاريا بالدخول بصراع مع فرنسا ويبيع أحد المقاطعات البافارية إلى بروسيا، قامت بعد ذلك الصراعات بين الملكة “ماريا تيريزا” حرباًَ ضد بروسيا ومحاولتها استعادة بوهيميا والمجر، ومع استمرار الصراعات تم طرد النمساويين من بافاريا.