مملكة بولندا النمساوية: هي بعض الأراضي البولندية التي كانت تابعة في حكمها إلى إمبراطورية هابسبورغ، وذلك نتيجة تقسيم الأراضي البولندية بعد الغزوات التي تعرضت لها، وقد قامت إمبراطورية هابسبورغ بضم مدينتي لودوميريا وغاليسيا، والتي أصبحت المدينتين فيما بعد تابعات للإمبراطورية النمساوية، وقد كانت كلا المدينتين تتمتعان بالحكم الذاتي داخل الإمبراطورية النمساوية، وفي عام 1918 ميلادي تم العمل على تقسيم الأراضي البولندية.
مملكة بولندا النمساوية:
كانت تعتبر مدينة غاليسيا من أكبر المدن البولندية التي ضمتها إمبراطورية هابسبورغ أثناء عملية التقسيم الأول لبولندا، وقد أصبحت المدينة يسكنها النمساويين، تعرضت بعض الدول الأوروبية إلى الحروب النابليونية وتم حينها عقد “معاهدة فيينا” والذي تم من خلال تلك المعاهدة قيام الإمبراطورية النمساوية بالتنازل عن مدينة غاليسيا إلى الإمبراطورية الروسية والتي يطلق عليها الآن اسم كرواتيا، قامت المجر بعد ذلك بتقديم عدة طلبات؛ من أجل العمل على ضم مدينة غاليسيا إلى أراضيها.
تمت بعد ذلك عملية التقسيم أخرى لبولندا والذي تم من خلال تلك العملية ضم الكثير من الأراضي البولندية إلى مدينة غاليسيا والتي كانت حينها واقعة تحت الحكم النمساوي وقد كان سكانها في تلك الفترة معظمهم من الشعوب الأوكرانية والنمساوية، كما قامت الطبقة الارستقراطية البولندية في الإقامة في مدينة غاليسيا، التي قامت حينها الطبقة الأرستقراطية البولندية في السيطرة على ثروات وموارد المدينة، كما سكن الروس في المناطق الشرقية من المدينة، وقد احتوت أيضاً على اليهود والذين كانوا يتمركزون أيضاً في المناطق الشرقية.
خلال فترة وقوع مدينة غاليسيا تحت حكم الإمبراطورية النمساوية، كانت حينها تابعة في قوانينها وإدارتها إلى مدينة فيينا النمساوية والتي كانت يحكمها نظام بيروقراطي، فقد قامت فيها بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فقد كان معظم الذين يعملون فيها من الشعب الألماني والتشيكي، وذلك طبقاً لنظام الطبقة الأرستقراطية الذي كان متبعاً في المدينة، كما تم حينها تغير وضع العبيد في المدينة، فلم يعودوا حينها مجرد عبيد، بل أصبحوا عبارة عن أشخاص لهم قيمتهم ومكانتهم في المجتمع وتحت حماية القانون، حيث أنهم حصلوا على حرياتهم من ناحية الزواج.
كما تم في تاريخ مدينة غاليسيا أثناء فترة حكمها بيد الإمبراطورية النمساوية بتغير اسم الكنيسة ودورها في الدولة، حيث تم إعادة تسميتها حتى أصبح اسمها الكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية، حيث تم افتتاح عدة معاهد للتعليم في الكنيسة، إلا أنّ تلك التغيرات لم تحصل على ترحيب الطبقة الارستقراطية والطبقة العاملة من الشعوب البولندية والأوكرانية، إلا انّ وأنّ الإمبراطورية النمساوية قامت بوعدهم بأنّها سوف تقوم بتغير الأمور بعد أن ينتهي حكم الإمبراطورية النمساوية في المدينة.
خلال فترة وقوع مدينة غاليسيا تحت حكم الإمبراطورية النمساوية، تمكنت النمسا حينها من الحصول على الكثير من خيرات تلك المدينة والتي كانت تتمتع بكثرة الثورات والموارد، كما قامت النمسا أيضاَ بالاستيلاء على الوضع الاقتصادي فيها وذلك لأنّه كانت جميع الإدارات السياسية والاقتصادية لتلك المدينة بيَد الإمبراطورية النمساوي، كما قامت الإمبراطورية النمساوية خلال فترة حكمها مدينة غاليسيا بتجنيد الكثير من الفلاحين البولنديين في قواتها العسكرية.
خلال تلك الفترة لم تكن بولندا راضية عن استملاك الإمبراطورية النمساوية لإحدى مدنها والاستيلاء على خيراتها، فقامت بولندا بالمطالبة حينها بالمطالبة في استرجاع مدينة غاليسيا، فتم بعد ذلك عقد “مؤتمر فيينا” والذي تم من خلال ذلك المؤتمر تنازل الإمبراطورية النمساوية عن مدينة غاليسيا وجميع المدن المحيطة فيها لصالح المملكة البولندية، كما كان هناك بعض المدن البولندية التي كانت تحت سيطرة روسيا والتي قامت روسيا بعد ذلك بالتنازل عنها لصالح بولندا، إلا أنها أصبحت تلك المدن خاضعة لحكم روسيا وبولندا والنمسا رغم سيطرة بولندا لها.
خلال فترة بدايات القرن التاسع عشر ميلادي بقيت مدينة غاليسيا خاضعة لحكم مدينة فيينا، وقد كان معظم الذين يحتلون المناصب العليا فيها من الشعب التشيكي المتحدث باللغة الألمانية، وقد كانت قد تأثرت تلك الشعوب بالثقافة البولندية، في ذلك الوقت حصلت عدة تمردات فاشلة في بولندا الروسية والذين قاموا حينها المتمردون من التحرر من حكم الإمبراطورية الروسية، إلا انّ جميع محاولاتهم باءت بالفشل.
من ثم بدأت الانتفاضة من قِبل طبقة النبلاء والفلاحين البولنديين، والذين قاموا بالانتفاضة؛ بسبب سوء الأوضاع الزراعية التي كانت تعاني منها المدينة ورأوا أنهم لا بد لهم من الحصول على الاستقلال والتخلص من استعمار الدول لهم ونهب خيراتهم، إلا أنّ جميع تلك التمردات فشلت وقامت الإمبراطورية النمساوية حينها بضم ثاني أكبر المدن في بولندا إلى أراضيها.