مفهوم التفاعل الثقافي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التفاعل الثقافي:

يعتبر التفاعل الثقافي أساس التداخل الحاصل أثناء العقود الأخيرة بين العديد من الدول والشعوب، واعتماداً على التحديثات الجذريّة في جوانب الاتصالات والعلوم الثقافية فلا تعتبر الشعوب مترابطة ومتكافئة على نفسها، فهي اليوم تخرج من حدود ثقافتها الأصلية لتتشاركها مع الشعوب الأُخرى، وتؤثر وتتأثر، ومن خلاله استطاعت الشعوب أن ترى نفسها في عيون الشعوب الأُخرى.

مما عملنا على مساعدة الثقافة في مراجعة مخزونها الثقافي عبر فترات زمنيّة، مع العمل على الحافظ على أهم الأشكال الثقافية التي تتمتع بالطابع الإيجابي لديها، والمداومة على القضاء على المظاهر التي تشكل عائقاً أمام نمو حضارتها الإنسانية وتقدمها الاقتصادي.

وكما أن هناك دوراً مُهماً للتفاعل الثقافي في زيادة عملية الاتصال والحوار الثقافي بين الشعوب، الأمر الذي يُعزز قوة مبدأ السلم الثقافي العالمي، ذلك الذي تتوق لتحقيقه البشرية عبر العصور، فالشعوب التي تتحاور ثقافياً لن تلجأ إلى الحروب وافتعال الصراعات المسلحة.

تعتبر لغة الحوار الثقافي أشد تأثيراً وتعارفاً من الفعل الثقافي، ويبدأ عندما تقوم الشعوب وتُبدي احترامها لثقافة الشعوب الأخرى ونمط حياتها ومعتقداتها، فالثقافة مفهوم شامل وجامع لكل شيء، بل تكاد تكون النافذة الأوحد والأوسع التي تتمكن الشعوب من خلالها من تحديد هويتها، وهي الوسيلة التي تسمح للتعرف على الثقافات الأُخرى.

مضمون التفاعل الثقافي:

يُعرَّف التفاعل الثقافي الذي يطلق عليه مصطلح المثاقفة بأنه عبارة عن التأثير الثقافيّ المتبادل بين الأفراد والجماعات، نتيجة احتكاكها وتواصلها مع بعضها، فكل طرف لديه الكثير من المعارف حول علوم الحياة وشؤونها، وكل منهما يُطلع الآخر عليها بوسائل وطرق متعددة منها كالمهرجانات التي تُخصص فقرات لفرق تُقدم عروضاً تراثية من خارج البلد.

أو مجموعات البعثات الطلابية التي تبعثها الجامعات الدولية إلى بلاد أخرى؛ ذلك ليقيموا فترة من الزمن مع شعب تلك البلد ويتعرفوا على وجهه الثقافي، ويقوم هذا التفاعل على أساس الأخذ والعطاء؛ أي أن الشعوب تُعطي ما لديها من نتاج فكري وحضاري وتقدمه للآخر على الملأ، فيتفاعل الطرف المُقابل بما عرفه عن الآخر ويتبناه ويجعله جُزءاً أصيلاً من ثقافته الأُم.

كذلك برز التفاعل الثقافي بين الدول نتيجة الطلب على عملية النمو والازدهار الثقافي بين هذه الدول، ذلك عبر التعايش مع مجموعات من أعمال الآخرين، فكما أن الفرد بطبيعته مخلوق بالفطرة على التواصل والتفاعل مع محيطه؛ فالتفاعل مظهر طبيعي من مظاهر الحياة، وشكلاً رئيسياً من أشكال التواصل بين مكوناتها.


شارك المقالة: