تُعتبر المؤسَّسة الاجتماعية نسق اجتماعي يقوم بتوفير مجموعة من الخدمات الاجتماعية وهي وحدة تنظيمية تتكوَّن من مجموعة أجزاء مترابطة تعمل على تحقيق الأهداف في المجتمع.
مفاهيم المؤسسة الاجتماعية
- نعتمد في فهمنا للمؤسَّسة الاجتماعية على المفاهيم التي قدمتها المدرسة الوظيفية للمؤسَّسة الاجتماعية كمنظَّمة اجتماعية وبهذا التصوّر ننظر إلى المؤسَّسة الاجتماعية باعتبارها نَسَقاً مركباً ووحدة تنظيمية تتكوّن من مجموعة أجزاء تتَّصف بالاستقلالية فيما بينها، إلّا أنَّها في نفس الوقت تتشابك وتترابط بمجموعة روابط داخلية تجعل كلّ منها وحدة بنائية فيها مرتبطة بباقي الوحدات الأخرى، وتُمَكنها من إنجاز جزء من الهدف أو الغاية التي تسعى المؤسَّسة لتحقيقها، وتحتوي المؤسّسة الاجتماعية على أجزاء ووحدات فرعية وهي وحدات بنائية سواء كانت أدوات تكنولوجية أو أفراد متخصّصين يعتمدون على المعرفة العلمية في نشاطهم وعلى موارد وتسهيلات مادية وغير مادية.
- تعتبر المؤسَّسة الاجتماعية نسق تستمد وجودها من خلال النشاط الذي يتم داخلها بين كافّة أجزائها ووحداتها ومن البديهي أنَّ المؤسَّسة تستمر في الوجود طالما ظلَّت تُنتِج للبيئة الخارجية مخرجات تحتاج إليها البيئة على نحوٍ ما، وعليه يصبح استمرار المؤسَّسة مستحيلاً، ما لم يستمر ذلك التدفق الذي يشمل المدخلات ثمَّ عمليات وأنشطة التحويل التي تؤدِّي في النهاية إلى إنتاج المخرجات، فالنشاط الإنتاجي في المؤسّسة عملية إدارية مستمرة، ويُشتَرَط أن تحصل المؤسّسة على قَدرٍ وافٍ من الموارد والمُدخلات اللازمة للقيام بالواجبات والعمليات والأنشطة الداخلية وكذلك لتصدير المُخرَجات التي تمَّ تحويلها لمنافع وخدمات وافية وكافية وفعالة في البيئة الخارجية.
المؤسسة الاجتماعية كنسق اجتماعي مفتوح
أي أنَّ المؤسَّسة الاجتماعية كنسق اجتماعي مفتوح ما هي إلّا نسق اجتماعي فني متكامل تنقسم إلى عدد من الأنساق الفرعية تستمد مدخلاتها من الطاقة والمعلومات ومختلف الموارد من البيئة، وتقوم بتحويل كل هذا مرةً أخرى للبيئة على صورة مخرجات لها فائدة ما، وباستخدام المصطلحات الاجتماعية نقول أنَّها نشاط مُوَجه نحو حاجات تتطلب الإشباع.
خصائص المؤسسة الاجتماعية
- المؤسّسة الاجتماعية منظور إليها كمنظمة ليست مجرد نسق فني أو اجتماعي بل يجب أن يُنظَر إليها على أنَّها كيفية يتم عن طريقها توظيف النشاط الإنساني بطريقة متكاملة واستثمار تكنولوجيا متقدمة في التعامل مع الحاجات الإنسانية وكيفية توظيف النشاط الإنساني لتحويل المدخلات إلى المخرجات الناتجة عن التفاعل داخل ذلك النّسق.
- عند تحليل المؤسّسة بنائياً نلاحظ أنّها تتكوّن داخلياً من عدّة أنساق فرعية تُمَثل الأهداف والقِيَم والسياسات واحدة من أهمِّ تلك الأنساق، وتستمد المؤسَّسة قِيَمها وأهدافها من البيئة الاجتماعية الثقافية المحيطة بها، ولذلك فنحن ننظر إلى المؤسَّسة على أنَّها نَسَق فرعي من المجتمع الأكبر الذي توجد فيه، لإنجاز أهداف مُحدَّدة يقررها النسق فهي تحقق وظيفة اجتماعية وإذا كان عليها أن تنجح في الحصول على الموارد وتحسين توظيفها فإنّ عليها أن تتوافق مع المتطلبات الاجتماعية التي تفرضها البيئة.
- يقوم النَّسق الفني في المؤسَّسة بتحمّل المهام والمسؤوليات التي توكَل إليه باستخدام أساليب ووسائل مختلفة، يتم من خلالها تحويل المدخلات إلى مخرجات ويعتمد الجهاز الفني في ذلك على قاعدة من المعارف العلمية والعامّة التي يحملها متخصّصون، وهنا نلاحظ أنَّ المهارات والمعارف والمسؤوليات في النَّسق الفني تختلف من منظمة لأخرى بحسب طبيعة الأهداف التي قامت من أجلها.
- لكل مؤسَّسة نسق فرعي يتكون من الأفراد والجماعات يدخلون في تفاعل اجتماعي نفسي وبذلك يصبح هذا النسق في الحقيقة نسقاً اجتماعياً نفسياً لأنَّه يتضمن كافَّة أشكال الدوافع والسلوك الفردي والعلاقات الناشئة عن لعب الأدوار المختلفة التي يُمارِسها أعضاء النسق كأفراد أو كجماعات وهنا نلاحظ أنَّ نشاط المنظَّمة يتأثر بالدوافع والعواطف والقِيَم والاتجاهات والتوقعات والطموحات التي يحملها أعضاء التنظيم.
- لكل مؤسَّسة بناء يتضمن تحديداً لطرق ومناهج تحقيق المهام في المؤسسة، وكيفية تقسيم هذه المهام وتوزيعها، والتنسيق فيما بينها ونشير إلى ذلك البناء على صورة هيكل تنظيمي تتحدَّد فيه وحدات المنظمة وأنواع العلاقات فيها وشكل الاتصال الرَّسمي للمؤسَّسة وأنماط السلوك المُتَوَقع من أعضاء التنظيم.
- النسق الإداري في المؤسّسة: يتولى النسق الإداري في المؤسسة توجيه نشاط المؤسسة ويربطها مع البيئة وتحديد الأهداف التي تسعى لتحقيقها وتنمية وتطوير الاستراتيجيات والخطط والبرامج التي تُنَفذها، وتصميم البناء التنظيمي وتحديد عمليات الضبط والرقابة داخل المؤسسة، النسق الإداري هو الذي يتحمل مهام إدارة المؤسَّسة ويتوقف مدى نجاحها في تحويل المخرجات إلى منافع مطلوبة في البيئة الخارجية فنسق الإدارة إذن هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يدور في المؤسسة تخطيطاً وتنفيذاً.
