تجنيد المماليك في الدولة العباسية
شكل المماليك الأوائل في الفترة الزمنية في القرن التاسع حرس الخلفاء العباسيين في عاصمة الدولة العباسية في بغداد، وتم تجنيدهم لأول مرة عندما تم أسرهم في الحملات العسكرية على الدول الغير المسلمة، مثل تركستان الحالية والقوقاز (الشركس والجورجيين، إلخ) وأوروبا الشرقية (السلاف الشرقيين) أو جنوب روسيا (سهول كيبتشاك)، في البداية لم يحصل الأبناء على وظائف ابناءهم أي لم يكن النظام وراثيًا، وصل بعض المماليك إلى مناصب مهمة في القيادة العسكرية، وقد كانوا يقوموا على خدمة السلالة الأيوبية.
ما هو نظام تجنيد المماليك
كان النظام المملوكي مثل النظام الإنكشاري في الإمبرطورية العثمانية، والذي يسمح بالوصول إلى أعلى الوظائف للعبيد من أصل مسيحي، أما بالنسبة للطبقة الحاكمة خاصة بالمسلمين، تم استخدام هذا المصطلح لأول مرة لتأهيل الجنود الذين جندهم الخليفة المعتصم، لكن النظام استمر من القرن التاسع إلى القرن التاسع عشر.
في ذلك الوقت كان يتم تجنيد المماليك من بين الأطفال الذين يتم أسرهم في البلدان غير الإسلامية، ويتم اختيار هؤلاء الأطفال بناءً على معايير معينة مثل القدرة، وغياب الروابط، والمقاومة، وذلك بعد نشأته بعيدًا عن موطنه الأصلي، وكان المماليك في المستقبل بعد أسرهم أو شرائهم يتم تعليمهم تعليمًا دينيًا إسلاميًا وتدريبًا عسكريًا (خاصة الفروسية).
وعندما يبلغوا سن الرشد، يتم تجنيده من قبل السلطان أو الأمير (القائد العسكري) ويتم تزويده بالمعدات العسكرية اللازمة ويتم تسليمه معاشًا، تميز المماليك بروح الجماعة أو العصبية، كل شخص من المماليك، في الواقع مرتبط ببيته، أي لرئيسه والمماليك الذين تشكلوا في نفس الوقت الذي تشكل فيه.
من الصعب تحديد العدد الدقيق للمماليك الذين كانوا يمرون بأسواق العبيد كل عام، يزعم المسافر والتاجر الفينيسي إيمانويل بيلوتي أنه في القرن الخامس عشر، في مدينة القاهرة، كان هناك ألفي شخص يباعون هناك كل عام، على الرغم من أن هذه التقديرات تبدو مفرطة بالنظر إلى العبيد الذين حصلوا عليهم السلطان، إلا أنها تبدو أكثر مصداقية مقارنة بالمبلغ الناتج عن شراء المماليك كل عام من قبل المشترين الباقين، إذ أنه يوجد أسواق أخرى للعبيد موجودة خارج القاهرة، في حلب، وفي سوريا أو في ملاطية في الأناضول.