النموذج السيميائي للتفاعل بين الإنسان والحاسوب

اقرأ في هذا المقال


يشير علماء الاجتماع أن التفاعل بين الإنسان والحاسوب لهما طبيعة سيميائية، حيث يعتبر الحاسوب كأساس للغة، ويسمح تحليل السيميائية الحاسوبية بتقييم الاستعارات المعروفة والبحث عن أنظمة بصرية متخصصة جديدة.

التحليل السيميائي للتخيل الحاسوبي

الغرض من التحليل السيميائي للتخيل الحاسوبي هو مناقشة النهج السيميائي لتشكيل نظرية التصور الحاسوبي، ويجب أن تكون هذه النظرية أساس تصميم وتطوير وتقييم أنظمة التصور، ويتم تحديد التحليل السيميائي المباشر للتصور وأخذ مخطط التحليل في الاعتبار.

ويكشف هذا التحليل عن ما هو التصور في عملية السيميوزيس ويساعد في تصميم وتطوير أنظمة التصور الحقيقية، ويسمح التحليل لوصف المشاكل الناشئة عن تطورات الأنظمة المتخصصة من حيث السيميائية وإظهار كيف يمكن أن يكون هذا التحليل بمثابة أداة لتصميم أنظمة التصور.

ومن المهم تحليل طبيعة الإشارة للواجهة بين الإنسان والحاسوب والتصور، يتم تعريف مفاهيم مثل استعارة الكمبيوتر وعمل الاستعارة وصيغة الاستعارة، ويتم تحليل خصائص الاستعارات بهدف الاستخدام المحتمل للاستعارات لتطبيقات محددة.

ويتم النظر في الخصائص من خلال مثال التسلسل الهرمي للاستعارات الطبيعية للغرفة والبناء والمدينة في المناظر الطبيعية، كما يتم أخذ خصائص استعارة الجزيء في الاعتبار في سياق أنظمة تصور البرمجيات، لذا تم توضيح بعض مناهج نظرية التصور الحاسوبي.

ففي عام 1987 تم تخصيص القضية لتعريف ووصف تصور الكمبيوتر ووصف تصور الكمبيوتر باعتباره نظامًا مستقلاً لخص الممارسة العظيمة لرسومات الكمبيوتر منذ بداية الستينيات، وتم تحديد المفاهيم الرئيسية للنظام الجديد.

ويعتبر التصور وسيلة من وسائل الحوسبة، حيث يحول الرمز إلى هندسي، مما يمكّن الباحثين من مراقبة عمليات المحاكاة والحسابات، ويقدم التصور طريقة لرؤية الغيب، والهدف من التصور هو دعم مراحل التحليل والتفسير في إطار دورة النمذجة الحاسوبية.

ويمكن للمرء أن يأخذ في الاعتبار ثلاثة اتجاهات رئيسية في الدراسات البحثية والتطورات في مجال التصور الحاسوبي، أي رسومات الكمبيوتر والأجهزة والبرامج بما في ذلك المكونات الرياضية والخوارزمية وهندسة البرمجيات والعوامل البشرية.

ويكمن الاهتمام في المجال الفرعي للعامل البشري، وتتكون عملية تعامل الإنسان مع التصور من ثلاث مراحل: تصور معرفة تفسير، وفي أطر السيميائية يتم النظر في عمليات التفسير، حيث يحتوي التصور الحاسوبي على ثلاثة مجالات فرعية رئيسية: التصور العلمي، وتصور المعلومات، وتصور البرامج.

نموذج سيميائي للتفاعل بين الإنسان والحاسوب

يتضح أن التفاعل بين الإنسان والحاسوب والتصور لهما طبيعة سيميائية، ويتم النظر في مفاهيم لغة التصور والنص المجازي المرئي الموصوف في هذه اللغة، ويعتبر استعارة الكمبيوتر كأساس للغة التصور، ويسمح تحليل السيميائية للاستعارات الحاسوبية بتقييم الاستعارات المعروفة والبحث عن أنظمة بصرية متخصصة جديدة، وبالتالي يمكن أن يكون تحليل السيميائية أداة مهمة لتصميم وتطوير أنظمة التصور.

ويمكن اعتبار السيميائية التي تتعامل مع أنظمة الإشارات ومع ممارسة أدائها، كأدوات لوصف نظريات التصور الحاسوبي تمامًا كما أن الرياضيات هي أداة لوصف نظريات الفيزياء.

وتسمح الطبيعة السيميائية الواضحة لواجهة الإنسان والحاسوب والتصور بالكشف عن أنظمة الإشارة التي تحدد التفاعلات والتصور والاتصالات، ويمكن وصف التفاعل بين الإنسان والحاسوب في هذا الصدد على وجه التحديد بأنه عملية تسجيل.

ويمكن أيضًا وصف التصور بأنه عملية تسجيل مشابهة للتفاعل بين الإنسان والحاسوب، وتحتوي عمليات تفاعل وتصور الكمبيوتر البشري على تفسير المستخدم للأشياء المرئية والحوارية كجزء أساسي منها، وفي المقابل يتم البحث في عملية تفسير الإشارات في أطر السيميائية.

لهذا السبب يمكن اعتبار السيميائية أساس نظريات التصور الحاسوبي، وإذا كانت واجهة المستخدم والحاسوب والتصور لهما طبيعة الإشارة واللغة، فإن كل واجهة ونظام تصور يحتوي على اللغة باعتبارها جوهرها.

وتُفهم اللغة في هذه الحالة على أنها الوصف المنهجي للكيانات قيد الدراسة، وطرق تمثيلها وأنماط التغييرات في العرض المرئي، وكذلك تقنيات التلاعب والتفاعل معها، فاللغة أو بالأحرى نظام الإشارة الأساسي مبنية على فكرة أساسية عن أوجه التشابه بين كيانات مجال التطبيق مع الكائنات المرئية والحوارية، أي على استعارة الكمبيوتر أي استعارة الواجهة واستعارة التصور.

والتحليل السيميائي هو أداة مهمة لتصميم وتطوير نظام التصور، ويأخذ في الاعتبار التحليل السيميائية المباشر للتصور الذي يكشف عملية سيميوزيس التصور، ويسمح لوصف المشكلات الناشئة عن تطورات الأنظمة المتخصصة من حيث السيميائية وإظهار كيف يمكن أن يكون هذا التحليل بمثابة أداة لتصميم أنظمة التصور، علاوة على ذلك تعتبر خصائص الاستعارة لتحليل إمكانية استخدام الاستعارة لتطبيقات محددة.

وبدأ تطوير منهج السيميائية لنظرية التصور الحاسوبي والتفاعل بين الإنسان والحاسوب في الثمانينيات من القرن العشرين، وتم استخدام عبارات السيميائية الكلاسيكية لوصف عمليات الإشارات المرئية المرتبطة برسومات الكمبيوتر والتصور.

وتم وصف استخدام الهندسة السيميائية للتفاعل بين الإنسان والحاسوب في مبادئ التصميم لتصور المعلومات بناءً على مزيج من نظرية نوع البيانات المجردة الجبرية والسيميائية والنظرية الاجتماعية وفي العديد من الدراسات.

ويتم النظر إلى سيميائية الرسومات والتصور من منظور يعود تاريخه إلى الثمانينيات، ويتضمن هذا النهج دراسة المجموعات الفردية من العلامات والرسوم التوضيحية التي ترتبط غالبًا برسم الخرائط، ومع ذلك تصور أنظمة التصور الحديثة كميات هائلة من البيانات ربما بدون صور طبيعية أو مألوفة.

ويمكن اعتبار مجموعة العروض هذه كنص مرئي يتوافق مع لغات التصور، والدراسات البحثية للسيميائية للغات التصور هي أساس النهج الموصوف في الحكام، ويعد وصف لغة التصور مهمًا لتقييم الأنظمة الموجودة بالفعل لتحليل القرارات في مرحلة التصميم والتطوير.

ويتم النظر في مفاهيم لغة التصور ونص التصور المصور على هذه اللغة، وتم استخدام مفهوم النص المصور الرسومي لوصف النقوش الصخرية والصور التوضيحية القديمة التي تصور بعض الروايات، ولا يمكن تفسير مثل هذه النصوص إلا إذا كان لدى قراء النص معلومات خارجية.

وإذا تم النظر في النصوص الرسومية فيمكن للمرء أن يفكر في اللغات الرسومية المقابلة، وإنها لغات غنية ومعقدة، وتستند إلى الصور الطبيعية، كما إنها لغات ثابتة للفنون الجميلة والاتصالات والرسوم التوضيحية والإعلان، ولغات ديناميكية للسينما والرسوم المتحركة، وبالمثل يمكن تحديد نصوص رسومية مرتبطة بالتخيل الحاسوبي.

وفي المقابل يمكن النظر في مفهوم لغات تصور الكمبيوتر، وفي هذه الحالة تُفهم اللغة على أنها وصف منهجي للكيانات قيد الدراسة، وطرق تمثيلها وأنماط تغييرات العرض المرئي، فضلاً عن تقنيات التلاعب والتفاعل معها، فاللغة أو بالأحرى نظام الإشارة الأساسي مبنية على فكرة أساسية عن أوجه التشابه بين كيانات مجال التطبيق مع الكائنات المرئية والحوارية، أي على استعارة التصور.

ويُعتبر مفهوم لغة التصور من منظور السيميائية كوحدة من المعجم والنحو والدلالات والبراغماتية، ويُستخدم لوصف مفهوم معجم التصور للأفكار حيث يتم اقتراح بعض النماذج الرسمية من التصور لحالة بيانات الأداء الموازية، مثل عرض الأداء وعرض الأداء مأخوذة في عين الاعتبار، ويُستخدم توليف هذه المفاهيم لوصف لغات التصور.


شارك المقالة: