التغير الاجتماعي وأثره على الشباب

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن تكشف مراقبة التفاعلات الاجتماعية عن التغير الكمي والنوعي في نمط التفاعل والأعراف الاجتماعية والقيم الأخلاقية، وأن هذا التغير الاجتماعي يعالج جميع أسس الحياة الاجتماعية والعلاقات والعلاقات الإنسانية ويجب أن يقوم هذا التغير الاجتماعي على تفكير واضح وتعبئة قوية وتخطيط دقيق لبناء دولة حديثة قائمة على العلم والتكنولوجيا يتطلب مواجهة علمية ذكية مع ما يمكن أن ينتج عن التغير الاجتماعي.

التغير الاجتماعي وأثره على الشباب:

البعد السلوكي لظاهرة التغير الاجتماعي هو البعد الذي يحدد بشكل فعال حدوث التغير الاجتماعي الذي يصاحب التغير في قيم الناس ومواقفهم وعاداتهم السلوكية وفقًا للنمط الاجتماعي الجديد ويتناسب مع عملية التغير الاجتماعي، عملية الرقابة الاجتماعية التي تحاول فيها المجموعة أو المجتمع عدم السماح بتغير غير مرغوب فيه والتي يتم فيها التحكم في سلوك الفرد بحيث لا ينحرف عن معايير المجموعة حتى يتحقق التوازن الاجتماعي هناك نمطان أساسيان للرقابة الاجتماعية هما: الأول هو المكافأة أو العقوبة (المادية أو المعنوية) والثاني هو الاقتناع.

من بين هذه المجموعة التي يغطيها التغير الاجتماعي مجموعة الشباب لم يعد ممكنا أو مرغوبا فيه تجاهل الشريحة الاجتماعية التي تعد بالملايين، سواء فيما يتعلق بالمشاكل والقضايا التي يعاني منها أو تتعلق بتطلعاته الواسعة وآماله في حياة أفضل.

إن الإدراك العلمي والمنظم للواقع الاجتماعي وتشخيص ظواهره هو المدخل الأساسي لفهمه وتفسيره ومواجهة الاستجابات الصحيحة والفورية أو طويلة المدى التي يفرضها بدون الرجوع إلى الممثلين المعنيين  أي الشباب أنفسهم، لسماع رأيهم في كل الأمور التي تتعلق بهم ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم حول مخاوفهم وأسئلتهم أثناء أخذ اقتراحاتهم من خلال الاستطلاعات أو المقابلات المباشرة والحوار.

إن تزايد اهتمام العلوم الإنسانية في الفترة المعاصرة بقضية الشباب ولا سيما بعد أعقاب الحركات الشبابية في العالم والتي عبّرت عن منطلقات فكرية وسيكولوجية لم تكن موضع حسبان السلطات السياسية، مثل الحركة الشبابية في فرنسا في ستينات القرن الماضي والآخر في أمريكا والتي كانت تمثل وضعية التمرد على الأوضاع الثقافية التي كان هؤلاء الشباب يعانون منها

يعتقد الشباب أن الحل الوحيد لجميع المشاكل الثقافية أو المدنية التي يعاني منها المجتمع هو تغير الفرضيات الفكرية والنفسية التي يقوم عليها النظام الحالي بشكل جذري بالإضافة إلى ذلك نجد أن مجتمع اليوم هو مجتمع ينصح به الكبار وبغض النظر عن منطق البالغين وهدفهم، فإنهم لا يفكرون بأي حال من الأحوال في نفس المسار العقلي الذي يثوره الشباب ويتحدثون نفس اللغة ثم نلفت انتباه العلوم من خلال تناول مسألة دور الشباب في قضايا التنمية والتغير الاجتماعي في ضوء المتغيرات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية وتمثل مواقف الشباب نتيجة التغيرات في المتغيرات الاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية.

التغير: هو عام طبيعي تخضع له جميع جوانب الكون وأمور الحياة قال الفيلسوف اليوناني هيراكليتس في الماضي إن التغير هو قانون الوجود والاستقرار والموت والغياب، مثَّل فكرة تغيير تدفق المياه بقوله: لا تنزل مرتين في نفس النهر؛ لأن المياه الجديدة لا تتدفق من حولك أبدًا.

تتجلى التغيرات في جميع جوانب الحياة الاجتماعية، مما دفع بعض المفكرين وعلماء الاجتماع إلى القول بأنه لا توجد مجتمعات بلا هناك تفاعلات وعمليات اجتماعية في تغير وتفاعل مستمر لا يمكن قبول أو قبول نفس الركود في كل جانب من جوانب الحياة البشرية لأن المجتمعات البشرية المختلفة قد تغيرت على مدى فترات تاريخها منذ نشأتها وبالمثل، لا يقتصر التغير الاجتماعي على أي جانب من جوانب الحياة البشرية والاجتماعية، وعندما يبدأ يصعب إيقافه بسبب التشبيك والدعم الوظيفي بين الأنظمة الاجتماعية والتنظيم الاجتماعي بشكل عام.

التغير الاجتماعي ودور الشباب في حدوثه:

يعتبر الشباب في البلدان النامية من أكثر الفئات العمرية حرصًا على تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم وأحيانًا تتجاوز قدراتهم وقدراتهم تحقيق مثل هذه التطلعات والأهداف، مما يدفعهم إلى التعايش مع العديد من المشكلات والتوجه نحو الطرق غير المشروعة ثم يرتكبون أخطاء ويرتكبون جرائم مخالفة لقيم المجتمع ومعاييرها ولوائحها.

غالبًا ما تشغل الأمور المالية جزءًا كبيرًا من اهتمام الشباب قد يدور هذا الاهتمام حول مسألة الحصول على المال وإن كان بطريقة غير مشروعة، يعتبر نقص المال مشكلة كبيرة لمعظم الشباب نتيجة البطالة أو العمل غير المنظم أو الدخل المنخفض الذي لا يلبي متطلبات حياة الشاب مع التقلب المستمر بين الأمان والقلق، قد يتبنى الشباب العديد من أنماط الانحراف وينخرطون في مجموعة متنوعة من المشكلات الاجتماعية.

المصدر: مدخل الى علم الاجتماع،محمد عبدالهادي،2002مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2010التغير الاجتماعي والثقافي،دلال ملحس،2012التغير الاجتماعي ودوره في تغير القيم الاجتماعية،لطيفة طبال،2010


شارك المقالة: