تاريخ مدينة راجكوت ومدينة فريد آباد ومدينة هاريانا الهندية

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة راجكوت في غرب وسط من ولاية غوجارات الواقعة غرب وسط الهند، كما أنّها تقع بالقرب من وسط شبه جزيرة كانيوار، كانت في السابق عاصمة ولاية راجكوت الأميرية السابقة ووكالة دول الهند الغربية، وهي الآن مركز تجاري وصناعي مهم، كما يعد تصنيع المنسوجات القطنية والصوفية نشاطاً مهماً فيها، كما يتم أيضاً إنتاج السيراميك ومحركات الديزل ومجموعات مضخات المياه في المدينة.

مدينة راجكوت الهندية

تعد مدينة راجكوت من المدن الهندية المشهورة بصناعتها اليدوية التقليدية ومن بينها العمل الفضي والتطريز ونسج الباتولا، في عام 1870 ميلادي تم تأسيس المؤسسات التعليمية ومن أهمها كلية راجكومار وغيرها من الكليات التابعة لجامعة سوراشترا، يقع متحف ومكتبة ويستون والتي تحتوي على الفضة والمنسوجات ومجموعة من القطع الأثرية، كما يوجد فيها حدائق اليوبيل، كما تعد المدينة تقاطعاً مهماً على السكك الحديدية الغربية، بالإضافة إلى وصلات إلى معظم المدن الرئيسية في الولاية، كما يوجد فيها طرق سريعة رئيسية ومطار دولي.

ومن أهم ما يميز مدينة راجكوت هو وجود التضاريس المحيطة فيها بشكل متموج، كما يتم سقاية تربتها الصخرية بعدد من التيارات، ومن أهم المحاصيل الزراعية في مدينة راجكوت هي القطن والحبوب وقصب السكر، حيث أنّها تنتج مجموعة من المحاصيل الزراعية وقد ساعدها ذلك في تقوية اقتصادها المحلي واعتمادها على القطاع الزراعي في المرتبة.

تعد مدينة راجكوت من المدن الهندية والتي لها تاريخ مهم وخلال فترة تأسيسها وقعت تحت حكم المغول والذين أخذوا بالسيطرة على القطاع الزراعي فيها، وكما وقعت بعد ذلك تحت الاستعمار البريطاني وقامت بريطانيا أيضاً بالسيطرة على التجارة فيها.

مدينة فريد آباد الهندية

تقع مدينة فريد آباد في جنوب شرق ولاية هاريانا في شمال غرب الهند، كما يحدها من الغرب نهر يامونا بشكل مباشر وتقع بالقرب من إقليم عاصمة دلهي من الجهة الشمالية، تم تأسيس مدينة فريد آباد في عام 1607 ميلادي على يد الشيخ فريد والذي كان أمين صندوق الإمبراطور المغولي جهانجير وكان مسؤول على حماية الطريق السريع بين دلهي وأغرا، في عام 1867 ميلادي تم تأسيس تم بلدية فريد آباد، في عام 1950 ميلادي بدأ مشروع لإعادة توطين اللاجئين الباكستانيين والتنمية الصناعية الخفيفة في مدينة فريد آباد.

تعتبر مدينة فريد آباد بأنّها عبارة عن سوق محلي للقمح وقصب السكر والقطن، كما أنّها تشمل الشركات المصنعة للأدوات الآلية والجرارات والدراجات النارية والأنابيب الفولاذية والمنسوجات والمواد الكيميائية والمستحضرات الصيدلانية، وهي مرتبطة عن طريق البر والسكك الحديدية مع مدينة دلهي ومدينة ماثوران مع بداية عام 1991 ميلادي بدأت مدينة فريد آباد بالنمو وزاد عدد سكانها بشكل كبير، كما يوجد في مدينة فريد أباد العديد من الكليات ومن أهمها كلية أجروال والمعهد الوظيفي للتكنولوجيا والإدارة وكلية جواهر لال نهرو للدراسات العليا الحكومية، كما يوجد فيها معهد موهتا للإدارة والمعهد الوطني للإدارة المالية.

كما تتميز مدينة فريد آباد بوجود العديد من المحاصيل الزراعية ومن أهم منتجاتها الزراعية حبوب الذرة وغيرها من الحبوب، وقد ساعدها ذلك في رفع مستواها الاقتصادي وجعلها تحتل مرتبة اقتصادية مهمة في الهند.

مدينة هاريانا الهندية

تقع مدينة هاريانا  في شمال وسط الهند، يحدها من الشمال الغربي ولاية البنجاب وإقليم اتحاد شانديغار وأما من الشمال الشرقي يحدها ولاية هيماشال براديش وولاية اوتاراخاند ومن الشرق يحدها ولاية أوتار براديش وإقليم اتحاد دلهي، كما أنّها تعد عاصمة لولاية هاريانا وولاية البنجاب، تم تأسيس ولاية هاريانا في عام 1966 ميلادي، نتيجة لتقسيم دولة البنجاب السابقة إلى ولايتين منفصلتين، ومنها ولاية البنجاب الناطقة باللغة البنجابية والثانية ولاية هاريانا الناطقة بالهندية، على الرغم من أنّ إعادة التنظيم تبعت المطالب التي قدمها مجتمع السيخ من أجل السيطرة على مقاطعة البنجاب التي تتحدث اللغة البنجابية.

يعد الهندوس هم الغالبية العظمى من سكان هاريانا، يشكل كل من السيخ والمسلمين أقلية صغيرة ولكن كان لهم دور مهم في المدينة، كما يوجد مجموعة صغيرة من المسيحيين، يقيم معظم السكان السيخ في الولاية في الشمال الشرقي والشمال الغربي، يقيم المسلمون في المناطق الجنوبية الشرقية من دلهي، تشكل طبقة الفلاحين العمود الفقري للاقتصاد الزراعي في مدينة هاريانا، كما لهم دور مهم في القوات المسلحة الهندية.

تاريخ مدينة هاريانا

في بداية القرن الحادي والعشرين ميلادي شكل طبقة الفلاحين طبقة كبيرة من سكان هاريانا، على الرغم من ذلك استمرت المدن في النمو بسرعة وأصبحت مركز تسوق تجاري وزراعي وصناعي مهم في الهند، تعد ديانة الفيدا من أهم الديانات في المدينة وتم العثور على أقدم مخطوطات الديانة الفيدية، والتي يعود أصولها إلى مدينة هاريانا، وقد تم كتابة هذه الوثائق السنسكريتية من قبل الآريين والذين أقاموا في المنطقة في الشمال من أراضيها في عام 2000 قبل الميلاد، تعتبر مدينة هاريانا هي مسقط رأس الهندوسية، والتي بدأت مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد بالظهور بشكل كبير ومع بداية القرن الرابع ميلادي تطورت إلى فرعين متميزين.

تقع مدينة هاريانا عبر الطريق البري في الهند وقد تعرضت المدينة للعديد من موجات الهجرة على مدى آلاف السنين، حيث قام الإسكندر الأكبر في عام 326 قبل الميلاد بقيادة غزو كبير عليها، حيث كانت المنطقة عبارة عن مركز للعديد من المعارك الكبيرة في التاريخ الهندي، ومن بين أهم هذه الصراعات كانت معركة بانيبات والتي قامت في عام 1526 ميلادي، وذلك عندما هزم الزعيم المغولي بابور إبراهيم لودي وأسس حكم المغول في الهند، في عام 1556 ميلادي، قام جيش الإمبراطور المغولي أكبر بهزيمة القوات الأفغانية، وفي عام 1761 ميلادي قام أحمد شاه العبدالي بهزيمة المراثا، وقد ساعد ذلك بريطانيا في السيطرة على الهند.

في عام 1739 ميلادي قامت معركة كارنال وتم خلال تلك الحرب بقيام نادر شاه من بلاد فارس بغزو الإمبراطورية المغول والتي كانت ضعيفة في تلك الفترة، في عام 1803 ميلادي تم التنازل عن ولاية هاريانا لشركة الهند الشرقية البريطانية، في عام 1832 ميلادي تم نقلها إلى المقاطعات الشمالية الغربية للهند البريطانية، في عام 1858 ميلادي أصبحت مدينة هاريانا جزء من البنجاب، كان الاتحاد بين هاريانا والبنجاب مضطرب؛ وذلك بسبب الاختلافات الدينية واللغوية بين المنطقتين، حيث كان سيخ البنجاب الناطقين باللغة البنجابية مقابل هندوس هاريانا الناطقين بالهندية.

بقيت مدينة هاريانا جزء من البنجاب وحتى بعد تقسيم الهند واستقلال الهند في عام 1947 ميلادي، إلا أنّ المطالبات استمرت بفصل السيخ عن الهندوس، في عام 1966 ميلادي تمت عملية فصل ولاية هاريانا عن ولاية البنجاب، وأصبحت بذلك ولاية مستقلة.

يوجد في الهند سبعة عشر ولاية هندية وتعد المدن فيها من اكثر المدن كثافة سكانية ومن بينها مدينة راجكوت ومدينة فريد آباد ومدينة هاريانا وتعد تلك المدن من المدن الزراعية المهمة في الهند والتي تعتمد في اقتصادها على القطاع الزراعي.

المصدر: تاريخ المغول-المؤلف: عباس إقبال -2000الخبر عن دولة التتر: تاريخ المغول من كتاب المعبر-المؤلف: ولي الدين ابن خلدون-2013سلطنة دلهي تاريخ سياسي وعسكري-المؤلف:بيتر جاكسون-2003الهند في العصر الإسلامي-المؤلف::إبراهيم محمد علي مرجونة-2020


شارك المقالة: