بطليموس المقدوني:
قام بطليموس المقدوني وهو أحد قادة الإسكندر الأكبر في السيطرة على مصر عام 322 ق.م التي أصبحت تتبع المملكة واستقل بالحكم ملكاً عليها عام 305 ق.م ، حيث اتصفت هذه الفترة بالحروب الطاحنة بين أتباع الإسكندر الأكبر لهدفين وهما الأول: للحصول على الميزات التي يتمتعون بها من تقسيم البلاد والثاني: السيطرة على الإمبراطورية بأكملها.
مع قيام معركة (إسوس) عام 301ق.م، تم تقسيم الإمبراطورية المقدونية بين اللاجوسيين الذين سيطروا على مصر والسلوقيين الذين سيطروا على سوريا بما فيها الشام والأناضول وبلاد مابين النهرين والأنتيجونين الذين سيطروا على اليونان ومقدونيا وأخيراً الإثيوبيين الذين سيطروا على برجاما.
مع وجود هذا التقسيم للإمبراطورية نشأت حقبة أخرى اتصفت بالسلام الذي أعطى الفرصة للحكام أن يركزوا على المشاكل الداخلية لكل دولة على انفراد التي أنهكتها الحروب على مرّ الزمن، بذلك أعطى بطلميوس أمر البدء لعصر إحدى الأسرات التي استمرت في حكم أرض النيل فيما يزيد على ثلاثة قرون, متبعاً نهج التغريب بمعنى الاتجاه نحو الغرب والتي انتهت على يد حكم الرومان.
اتصف حكام البطالمة بدماء مقدونية أو يونانية حيث كان نهج حياتهم المعيشية مأخوذ من النظم المصرية القديمة وكانت اللغة اليونانية اللغة الرسمية، حيث تخلت الطبقة الوسطى في المجتمعات العمرانية الكبيرة عن العادات والتقاليد واتبعت الأسلوب الجديد في حكمها، أما أهالي المجتمعات الريفية فقد احتفظوا بالعادات القديمة.
بذلك أخذت الإمبراطورية المصرية في الانهيار والرضوخ تحت الاستعمار بعد أن كانت أعظم وأقوى الإمبراطوريات، كانت الغلبة في عصر دولة الرومان والبطالمة لشعوب دول البحر المتوسط ومقدونيا والرومان وبلاد فارس وتمتعت بمكانة على الساحة الدولية.
كليوباترا السابعة:
تعد كليوباترا السابعة مرحلة الانتقال بين حقبة البطلمية والحقبة الرومانية حيث أصبحت مع (توت عنخ آمون) من أشهر الملوك المصريين، مع أنها كانت لا تتناسب مع القيمة السياسية المؤثرة لتلك الشخصيتين، واتسعت روما في عام 202 ق.م تحت سياستها الاستعمارية بعد أن ألحقت الهزيمة ب (هانيبال) وأرسلت السفراء إلى البلاط البطلمي وفرضت سيطرتها وحمايتها عليه.
كما بعثت المستشارين والمراقبين الرومان على السلطة في أسرة البطالمة، خلال الفترة الصعبة لحكم كليوباترا تمكن قيصر من احتلال إيطاليا وقام بومبي بسياسة التحالفات الذي كان لا يملك سوى ثلاثة فيالق للجيش لمواجهة أعدائه، فقام بإرسال ابنه إلى قصر الملكة كليوباترا حيث أوكلته بالمعدات الحربية من جنود وسفن. حيث قام باستغلال القصر الملكي واتهمها بمحاولة اغتيال أخيها بطليموس الثاني عشر الذين كان شريكها وشقيقها في العرش.
قامت كليوباترا بالهروب واتخذت من الصحراء الغربية مأوى لها واحتمت بقبائل البدو وتمكّنت من إعداد جيش للعودة إلى الإسكندرية، وفي نفس الوقت تمكن بطليموس الثاني عشر أن يكون جيشاً جراراً وقبل قيام الحرب بين الشقيقين أبحر بومبي إلى الإسكندرية، لكن تم قتله من قبل بوتينو الوصي على عرش بطلميوس الثاني عشر، حتى يكون إلى جانبه يوليوس قيصر المنتصر واستدعى قيصر روما المتصارعين على العرش في الإسكندرية واقتسم معهما حكم البلاد.
لكن سرعان ما حاصر بوتينو القصر الملكي لمحاربة يوليوس قيصر الذي تمكن بفضل المساعدات التي قدمت من فلسطين أن يهزم بطلميوس الثاني عشر وبوتين، وقام يوليوس قيصر بإعادة عرش مصر إلى الملكة كليوباترا مرة أخرى التي أشركت معها أخيها الأصغر بطليموس الثالث عشر في حكم البلاد.
أنجب يوليوس قيصر وكليوباترا ابنهما بطلميوس الرابع عشر المسمى ب (قيصرون) الذي حكم البلاد لفترة قليلة بعد وفاة أمه، حيث تحطم حلمة وحلم كليوباترا في بناء إمبراطورية كبيرة تحوي مصر وإيطاليا باغتيال يوليوس قيصر في مارس عام 44 ق.م، حيث غادرت كليوباترا روما لكنها لم تستطيع استيعاب تطورات الموقف في الإسكندرية بعد وفاة زوجها.
قامت كليوباترا بدعم موقفها السياسي من خلال الاتحاد مع أنطونيو وتقديم المساعدات المستعجلة له على أثر الحملة التي قامت ضد والديه، قام مارك أنطونيو بالتوجه إلى الإسكندرية وأصبح في أيدي كليوباترا ومن ثم تم وضعها هي وابنها على عرش مصر وأفريقيا والشام وقبرص.
حيث نصَّب ابنة الإسكندر إيليو ملكاً على ميديا وأرمينيا وأصبحت كليوباترا سيلينا ملكة على سيريني وليبيا وأصبح بطلميوس فيلادلفوس آخر الأبناء ملكاً على سوريا حيث أصبحت كل هذه الأراضي جزءاً من الإمبراطورية الرومانية في مدينة أكتيوم عام 31 ق.م استطاع أوكتافيوس أغسطس أن يهزم مارك أنطونيو دون قتال بأسطول. لكن كليوباترا كانت على رأس أسطول آخر تمكنت من أن تدعم أسطول أنطونيو والعودة إلى الإسكندرية.