اقرأ في هذا المقال
- لماذا تعتبر سانتياغو أهم مركز مالي في أمريكا اللاتينية
- اقتصاد عاصمة سانتياغو
- تاريخ عاصمة تشيلي – سانتياغو
- تاريخ استعمار سانتياغو – تشيلي
تأسست مدينة سانتياغو على يد الضابط الإسباني بيدرو دي فالديفيا في 12 عام فبراير 1541 باسم سانتياغو دي نويفا إكستريمادورا، حيث أقيم حفل التأسيس في (Huelén Hill) حيث تم إعادة تسميته في وقت لاحق (Cerro Santa Lucía)، اختارت فالديفيا موقع مدينة سانتياغو وذلك بسبب مناخها المعتدل والسهولة التي يمكن بها والدفاع عنها، حيث ينقسم نهر مابوتشو إلى فرعين وينضم مرة أخرى إلى أسفل مجرى النهر مكونًا جزيرة.
لماذا تعتبر سانتياغو أهم مركز مالي في أمريكا اللاتينية
نما عدد سكان التجمعات الحضرية في مدينة سانتياغو من 0.982 مليون في عام 1940 إلى 2.82 مليون في عام 1970 و 4.75 مليون في عام 1992، وفقًا لتعداد عام 2002 ميلادي حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 5.45 مليون نسمة، أي ما يعادل حوالي 37 ٪ من إجمالي سكان البلاد و 43٪ من إجمالي سكان الحضر، مما يجعلها واحدة من أكبر المدن في أمريكا اللاتينية.
ينحدر الكثير من سكان مدينة سانتياغو من الأوروبيين البيض الإسبان في البداية لكنهم شملوا لاحقًا مهاجرين برعاية الحكومة من أصول ألمانية وسويسرية وإنجليزية وتبعهم فيما بعد مهاجرون إيطاليون أيرلنديون وكروات، يشكل سكان أوروبا المختلطة والهنود الأمريكيين (المستيزو) جزءًا كبيرًا من السكان، تستقبل المدينة بشكل متزايد الهجرة من دول أخرى في أمريكا اللاتينية بسبب النمو الاقتصادي القوي نسبيًا، يعيش العديد من البيروفيين في سانتياغو وكذلك البوليفيين والارجنتينيين والإكوادوري.
اقتصاد عاصمة سانتياغو
في ثمانينيات القرن التاسع عشر جلب استخراج سماد النترات في شمال تشيلي الازدهار للبلاد وعزز تنمية العاصمة حيث تم بناء معالم مهمة في عام 1910 خلال الاحتفالات المئوية للاستقلال عن إسبانيا، على سبيل المثال المكتبة الوطنية ومتحف الفنون الجميلة، حيث بدأت سانتياغو تحولها إلى مدينة حديثة في ثلاثينيات القرن الماضي، ببناء (Barrio Cívico) الذي يحيط بـ (El Palacio de La Moneda)، كما نمت المدينة في عدد السكان، بسبب الهجرة من شمال وجنوب تشيلي، في عام 1985 ميلادي دمر زلزال بعض المباني ذات الأهمية التاريخية في منطقة وسط المدينة.
سانتياغو هي أهم مركز صناعي ومالي في تشيلي، فهي تولد 45 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، تعد المدينة جنبًا إلى جنب مع بوينس آيرس وساوباولو واحدة من أكبر المراكز المالية في أمريكا الجنوبية، بعض المؤسسات الدولية على سبيل المثال ECLAC (اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي)، لها مكاتب في العاصمة سانتياغو، في السنوات الأخيرة نظرًا للنمو القوي واستقرار الاقتصاد التشيلي اختارت العديد من الشركات متعددة الجنسيات سانتياغو كمكان لمقرها الرئيسي في المنطقة.
سانتياغو هي المدينة الرئيسية في منطقة العاصمة، يبلغ عدد سكانها أكثر من ستة ملايين نسمة وتتميز بتطورها المتقدم على مستوى أمريكا اللاتينية، مع الهندسة المعمارية التي تمزج التاريخ بالحداثة تمتلك سانتياغو أفضل المرافق الحضرية وبعض الأماكن المدنية الرئيسية في البلاد على سبيل المثال (Palacio de La Moneda) مقر الحكومة الوطنية، يتميز الريف والمدينة بخصائصها حيث تتباين المساحات الخضراء الجميلة مع التقدم التكنولوجي لا سيما في البنية التحتية العامة.
المناخ في المنطقة متوسطي مرتفع ومعتدل مع تغيرات منتظمة في درجات الحرارة بين الشتاء والصيف، تتركز الأمطار بين شهري مارس وسبتمبر الخريف والشتاء وتكون نادرة جدًا خلال فصل الصيف، يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 14 درجة مئوية وفي الشتاء يبلغ المتوسط 9 درجات مئوية وفي الصيف 22 درجة مئوية، على الرغم من أنها قد تتجاوز أحيانًا 30 درجة مئوية خلال هذا الموسم.
تاريخ عاصمة تشيلي – سانتياغو
تأسست مدينة سانتياغو في عام 1541 من قبل بيدرو دي فالديفيا وهي أقدم مدينة في البلاد، كان سكانها الأوائل من السكان الأصليين (Picunches) وكان عليها أن تواجه الكوارث الناجمة عن الحركات الزلزالية في السنوات 1647،1657،1688 ،1730 و1985، وهي عاصمة تشيلي منذ عام 1810 وكانت مسرحًا للانقلاب الذي استفزته القوات العسكرية للإطاحة بحكومة الرئيس سلفادور أليندي في عام 1973.
تاريخ استعمار سانتياغو – تشيلي
كان تأسيس سانتياغو أول معلم هام في عملية الاستعمار الإسباني لشيلي، حيث كانت المدينة نقطة انطلاق للبعثات التي بدأت الاستطلاع واحتلال مناطق جديدة، في 12 فبراير 1541 اختار بيدرو دي فالديفيا الاستقرار في وادي نهر مابوتشي حيث اعتبر أن عدد السكان الأصليين الكبير الذي عاش هناك كان دليلًا واضحًا على الفائدة الزراعية لأراضيهم، لضمان توفير المياه وحمايتها تم بناء المدينة بين ذراعي النهر وتحت حماية تل هولين، الذي يمكن ملاحظة أي حركة معادية من قمته في محيط واسع.
تم وضع الخطة على شكل رقعة شطرنج وفقًا للنموذج التقليدي للتوسع الحضري الإسباني في أمريكا، والذي يتكون من مائة وستة وعشرين كتلة منتظمة يبلغ طولها مائة وثمانية وثلاثون ياردة مفصولة بشوارع بعرض اثني عشر ياردة، تقع الساحة الرئيسية في وسط البلدة حيث بُنيت حولها كنيسة صغيرة وبعض المستودعات ومنازل الجيران الرئيسيين، واستُخدمت من أجلها المواد المتوفرة في البيئة مثل الخشب والقش والحجارة والطين.
إلى جانب الموقع المادي للمدينة نظم المستوطنون الأوائل أنفسهم سياسيًا في كابيلدو، وهي مؤسسة إسبانية من القرون الوسطى يعهد فيها المجتمع بإدارة المدينة إلى الجيران الأكثر أهمية، في بداية الغزو وبسبب المسافة الكبيرة من مراكز السلطة والقرار الأخرى تولى كابيلدو دي سانتياغو حكومة الإقليم بأكمله من أجل مواجهة الصعوبات السياسية والعسكرية التي فرضتها مقاومة مابوتشي لتقدم الفاتحين.
ومع ذلك تعيين محافظ من قبل ملك إسبانيا أعفى مجلس المدينة من مسؤولياته التنفيذية والتخطيطية العسكرية، ووضعها في يد هذا المسؤول الذي منح المدينة بسبب إقامته في سانتياغو مكانة عاصمة للمملكة، كانت السنوات الأولى من الاستيطان صعبة وقاسية، كانت الثروة المعدنية شحيحة ولم توفر الأماكن المجاورة وفرة من الطعام وقام السكان الأصليون بشدة الاستسلام، هاجم الزعيم ميشالونكو مدينة سانتياغو في 11 سبتمبر 1541 ودمر المدينة الوليدة وعرّض عملية الاحتلال الإسباني بأكملها للخطر.
ومع ذلك بعد عشر سنوات من تأسيسها تمكنت سانتياغو من تعزيز موقفها بفضل حقيقة أن إنشاء ميناء في خليج فالبارايسو سمح لها بتلقي التعزيزات والإمدادات بشكل متكرر من بيرو، بينما نتيجة لذلك توطيد بعد الاحتلال الإسباني في أحواض أكونكاجوا ومايبو وكاتشابوال، انتقلت المواجهة مع السكان الأصليين عدة كيلومترات إلى الجنوب.
سمحت هذه الظروف لشعب سانتياغو بالتمتع بهدوء أكبر ولديهم المزيد من الوقت والموارد للاستثمار في تقدم المدينة، اعترف ملك إسبانيا بهذه التطورات التي جعلت من الممكن العمل المنظم للمؤسسات الاستعمارية ومنح سانتياغو لقب المدينة وشعار النبالة في 5 أبريل 1552.