اقرأ في هذا المقال
- طرق التدريب الرياضي للمكفوفين
- العوامل المؤثرة في التعلم الحركي للرياضي الكفيف
- حجم العوامل المؤثرة في التعلم الحركي للمكفوفين
- أهمية الحواس في التعلم الحركي للمكفوفين
التعلم هو لب العملية التعليمية والتربوية جميعها، وأي صورة من صور النشاط التعليمي إنما هي عبارة عن موقف تعليمي هادف، ويهدف التعليم عندما يحتك المتعلم بموقف معين في ظروف خاصة إلى تغيير الأداء والتعديل في السلوك.
طرق التدريب الرياضي للمكفوفين
التعلم الحركي للكفيف هو اكتسابه معرفة عن طريق أداء مهارة ما أو اكتساب قدرة على أجاء مهارة جديدة، فتعلم الكفيف لمهارة في كرة الهدف أو تعلمه حركة معينة تخدم الأداء المهاري لهذه اللعبة، حيث لا ينتهي بالمعرفة التي اكتسبها الكفيف الرياضي بل بالقدرة التي جاءت نتيجة للممارسة والني يبذل فيها الكفيف في البدنية جهداً كبيراً نتيجة إما لعدم وجود تجارب أولية حول هذه اللعبة، أو للتجارب الأولية الموجودة لديه والتي لا تفي بالغرض المطلوب.
وعليه فإن تثبيت الحركة للكفيف يحتاج إلى بذل الجهد الكبير والتمرين المتواصل، وعليه يستطيع أن يبذل فعلاً على حدوث التعلم الحركي عن طريق الملاحظة، لتغيير الحاصل لتعلمه المهارة والذي يأتي عن طريق التدريب والخبرة والممارسة، والتعلم الحركي هو الأداء العملي أي التجربة العملية المحسوسة، والذي يحدث نتيجة لتطبيق المعارف والمعلومات المكتسبة، والذي يحدد مدى ما اكتسبه الكفيف لهذه المعارف والمعلومات، وهو القدرة على الأداء العملي الذي يسهم في ربط التصورات البصرية والسمعية، والتي اكتسبها الرياضي الكفيف بالتصورات الحركية.
العوامل المؤثرة في التعلم الحركي للرياضي الكفيف
1. أهداف الحركة
من المهم جداً أن الكفيف يستطيع استيعاب الواجب الحركي بصورة واضحة ومضبوطة، وذلك من أجل أن تكون قاعدة التعلم أفضل، فالتعلم الحركي يرتبط باستيعاب وتفهم واجب الحركة الجديدة مع معرفة هدف تلك الحركة، كما أنه في رياضة المكفوفين بالذات أنه كلما وضح هدف وواجب الحركة، فإن ذلك يبعث في تقوسهم الحماس والإقدام على أداء تلك الحركة ويصبح التعلم الحركة ذي فاعلية.
2. التصميم على الهدف
إن تعلم حركة جديدة عمل إيجابي من جانب الكفيف، حيث يرتبط ذلك بإدراك الكفيف للحركة أو المهارة الجيدة مع إيمان اللاعب بهدف الحركة أو المهارة، وواقع الحركة يظهر عند الطفل في حركة مبكرة، وعندما يسعى الكفيف لتحقيق هدف ما، يشعر بالسعادة عندما يتحقق هذا للهدف لينتقل منه إلى هدف ثاني وثالث وهكذا.
3. المخزون الحركي
إن الخبرات الحركية التي يمر بها الكفيف الرياضي يحتفظ بها فيما يسعى بالمخزون الحركي، حيث تصبح لديه خبرات يحتفظ بها في المخزن الحركي بالمخ، حيث أن الجهاز العصبي ينمو وينضج من خلال العمل الدائم، كما أن الكفيف لا بد أن يتعلم المهارات الحركية والسلوك الرياضي من درجة الصفر، وفي المحال الرياضي يكون الفرد يمر بتجارب كثيرة حركية وسلوكية، تؤثر في خبراته التي يحاول تعلمها واكتشافها، وقد يكون تأثير هذه الخبرات إيجابياً أو سلبياً.
وهذا يتوقف على الخبرات السابقة التي يحتفظ بها في المخزون الحركي أو السلوكي، ولذلك عندما يتم التعامل مع المكفوفين بصورة خاصة أو المعاقين بصورة خاصة، كما يجب أن يتم التفريق بين الكفيف أو المعاق في أن إعاقته خلقية أم مكتسبة، ولكل منها طريقة خاصة في التعلم لمختلف المهارات الحركية.
حجم العوامل المؤثرة في التعلم الحركي للمكفوفين
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن أياً من هذه العوامل لا يمكن أن تكون بمعزل عن بقية العوامل الأخرى، وأن هذه العوامل يمكن أن تحصر في عنصريين أساسيين عنصر يتعلق بالتركيب الداخلي للكفيف وعنصر يتعلق بالبيئة الخارجية، فالدافع أو الحافز هو مثير داخلي يدفع الكفيف إلى التحرك في اتجاه إرضاء حاجاته، ومن أهم الدوافع والتي لها علاقة وثيقة بالتعلم هي حب الاستطلاع وحب الاكتشاف، والرغبة في التحصيل والرغبة في الكفاية والدوافع، وإن اختلفت درجاتها قوة أو ضعفاً.
إلا أنها تعمل جميعها على توجيه الكفيف للوصول إلى هدف مهين ومحدد، ويعتمد ذلك بصورة عامة على نوع النشاط والهدف والذي يجب ممارسته لتحقيقه، كما يقبل الكفيف على تعلم المهارة الحركية عملياً ونظرياً لأسباب كثيرة تختلف من لاعب لآخر، وتؤثر في عملية التعلم ما يلي:
- الرغبة في النجاح.
- إرضاء الميول الشخصية وحب الاستطلاع.
- التباهي والتظاهر وإرضاء الغرور.
- الرغبة في طاعة ولي الأمر وتنفيذ أوامره أو طاعة المسؤول.
- الحصول على إرضاء الغير وحبه.
أهمية الحواس في التعلم الحركي للمكفوفين
من أهم المبادئ التي تجعل من المواقف التعليمية ذات آثار إيجابية هو الإعلاء من شأن الحواس، ومن الإدراك الحسي للكفيف وذلك من أجل اكتساب المعرفة حيث أن المعرفة للكفيف تأتي بالدرجة الأولى عن طريق الحواس الأخرى كالسمع مثلاً، وفي مجال رياضة المكفوفين فإن عملية التعلم الحركي تبنى على الإدراك الحسي أو الخبرة الحسية بدلاً من بنائها على نشاط الذاكرة، فالتعلم الحركي للكفيف مرتبط بالبيئة الخارجية، وأن دوافع هذه البيئة تصبح مؤثرة عن طريق قدرة وقابلية الحواس الأخرى.
كما أنه عن طريق قابلية هذه الحواس ودقتها يتعلق برد الفعل الحركي بدرجة كبيرة وخاصة حاسة السمع، والتي لها دور قياسي كبير في تطور حركات الكفيف، فالسمع يأخذ التجارب السابقة للحواس الأخرى بالنسبة للكفيف، كما أن للأجهزة الحيوية الداخلية للكفيف دوراً هاماً في التعلم الحركي، وهي تتطور مع الكفيف جنباً إلى جنب مع نموه العادي، فمثلاً لاعبو كرة الهدف لديهم قابلية كبيرة للإحساس الحركي بمسار كرة الجرس.
وبصورة عامة فإن الإحساس الحركي يلعب دوراً هاماً ورئيسياً في سرعة وتعلم الحركات الجديدة، وخاصة إذا تميز الإحساس بالدقة، حيث أن الإحساس الحركي للكفيف يعد الحجز الرئيسي للبناء الحركي العام، إضافة إلى الحواس الأخرى والتي أطلق عليها جامعات الحركة الملتقطة، كما أن حاسة السمع هي من الحواس المهمة جداً للكفيف والتي تلعب دوراً كبيراً في تعلم المهارات الحركية، حيث أن الإذن تتلقى الموجات الصوتية والتي بدورها تنقلها إلى جهاز الحركة بالمخ.
والذي يقوم بدوره بترجمة تلك الذبذبات الصوتية لربطها مع بعضها البعض لتظهر عملية التصور الحركي، وحيث أن الشرح يساعد الكفيف على إعطاء وخلق الإحساس الحركي، وعليه يجب على مدربي المكفوفين إعطاء الإثارة السمعية فيس اللحظة المناسبة، وذلك لأن رد الفعل لهذه الإثارة يستغرق ومناً معيناً حتى يخرج لحيز التنفيذ، وهذا الزمن يختلف من فرد لآخر ومن وقت لآخر.
كما يكون المدرب بألعاب القوى للمكفوفين مثلاً في بداية تعلم حركات جديدة في الجري أو القفز العالي أو الوثب الطويل، يعتمد على الإثارة السمعية، حيث أن السمع من الحواس الهامة جداً للمكفوفين، حيث تعد القناة شبه الدائرية هي المسؤولة عن توصيل الإثارة السمعية إلى المخ.