تقارير استخبارات هوازن عن الجيش النبوي في غزوة حنين
وكما جرت العادة المتبعة في كل الحروب فإن حصول العدو عن المعلومات الكاملة في مختلف القطاعات والمجالات أمر يضعه كل قائد مسؤول في مقدمة خططه وحساباته واستعداداته لمواجهة الفريق الآخر.
وكما جرت العادة المتبعة في كل الحروب فإن حصول العدو عن المعلومات الكاملة في مختلف القطاعات والمجالات أمر يضعه كل قائد مسؤول في مقدمة خططه وحساباته واستعداداته لمواجهة الفريق الآخر.
في كل حرب وخاصة في الحروب القديمة التي يكون قتل قائد الجيش سبب الرئيسي في هزيمة جيشه، يفكر كل جانب في التخلص من قائد الجيش الذي تقرر الاشتباك معه، وذلك حتى يضعف من عزيمة وقوة جنده بقتله.
وبعد أن حصل النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام على جميع المعلومات التي يريدها عن جيش هوازن وعن قواتها المعسكرة في وادي حنين عمد عليه الصلاة والسلام إلى قواته فعبأها للقتال وذلك استعداداً للمعركة المهمة والفاصلة التي قد نشبت عند فجر اليوم الثالث عشر من شهر شوال في العام الثامن للهجرة النبوية الشريفة.
فقد كان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم الرسول الشريف محمد صلى الله عليه وسلم من القلة المائة الصابرة ممن ثبتوا مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حينما انهزم المسلمون في يوم واقعة غزوة حنين.
وبعد استجابة الصحابة المنغلبين لنداء النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الحبيب عبر صوت عمه العباس رضي الله عنه، احتدم القتال بين جيش المسلمين وجيش هوازن كأعنف ما يكون،
العجيب أن الحماس والثبات والإخلاص عند النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعامل الغضب على المسلمين المنهزمين المغلوبين قد بلغ بإحدى نساء الأنصار
استمر جيش هوازن في التحرك نحو مكة المكرمة إلا أن قائدها العام الذي يدعى مالك بن عوف عندما بلغه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد تحرك بجيش المسلمين من مكة المكرمة لمواجهة هوازن قرر مالك أن يعسكر بجيشه في وادي حنين، وذلك لأن وادي حنين أصلح مكان من حيث السعة والطول لجولان الخيل التي يعتمد مالك وقادة هوازن على آلاف منها.
وقد حاول النبي القائد الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إيقاف المنهزمين الهاربين في المرحله الأولى من المعركه
لقد دل ما قد ذكره المؤرخين على أن قائد هوازن الملك مالك بن عوف قد كان دقيقاً في توقعات وتوقيته للهجوم الذي قرر أن تكون كمائنه هو وجيشه البادئ به، بحيث يكون هذا الهجوم أول هجوم تشنه قواته على جيش المسلمين.
لقد كانت الهزيمة للمسلمين عند المواجهة الأولى امتحاناً عظيماً لهم، ولا يوجد هناك أي شك، وقد صمد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم والقائد الأكبر للجيش الإسلامي لهذا الامتحان، فثبت عليه الصلاة والسلام مكانه مثل قطب يمكّن أصحابه الكرام المنهزمين المنغلبين من العودة حتى يكونوا حوله، إذا ما قد علموا أنه حي باق وثابت في مكانه، وذلك في موقعه في ساحة ميدان المعركة.
وعندما أكمل الرسول القائد الجيش النبوي صلى الله عليه وسلم حشد قواته وقام بتعبئتها داخل مكة تحرك بها باتجاه حنين الذي قررت هوازن أن يكون مكان المعركة التي تفصل بين المسلمين والمشركين . أما عدد القوات النبوية في الجيش المتحرك إلى حنين فكان عدده اثنی عشر ألف مقاتل.
كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد قام بفتح مكة المكرمة عنوة، حيث كان ياستطاعته عليه الصلاة والسلام بعد أن استسلمت له مكة أن يقوم بأخذ كل ما يريده من المهزومين من أهل مكة المكرمة ما شاء من أموال ومن سلاح.