الإجماع والصراع من تحديات علم الاجتماع
تميل بعض الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع، بما فيها المدرسة الوفية التي عرضنا لها في أكثر من موقع، إلى أن المجتمعات البشرية تتميز بخصيصة أساسية أصيلة فيها، وهي النزوع إلى النظام والانسجام فيما بين أجزائها.
تميل بعض الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع، بما فيها المدرسة الوفية التي عرضنا لها في أكثر من موقع، إلى أن المجتمعات البشرية تتميز بخصيصة أساسية أصيلة فيها، وهي النزوع إلى النظام والانسجام فيما بين أجزائها.
من جملة الأسئلة المهمة في هذا الصدد، إلى أي حد نكون فاعلين إنسانيين ناشطين نسيطر في الشروط والظروف التي تكتنف حياتنا الإنسانية؟
بعد أن انفرد علم الاجتماع، وبات علماً منفرداً، وتفرعت موضوعاته، واستقر رأي العلماء تبعاً لذلك على أن تقوم ضمن علم الاجتماع مجموعة من العلوم الفرعية، تهتم كل منها بدراسة جانب واحد من جوانب الحياة الاجتماعية، وقد استقلت هذه العلوم بدورها عن علم الاجتماع، وإن ظلت باقية في دائرة الدراسات الاجتماعية، فأصبح هناك علم الاجتماع العام.
لم يلفت علماء الاجتماع هؤلاء الكشف عن التناقضات بين الخطابات التي يتمسك بها المجتمع الحديث عن نفسه وبين حقيقة عمله، وهكذا فإن سيداً للشك، مثل ماركس.
علم الاجتماع إذن هو العلم الذي يدرس الظواهر الاجتماعية دراسة موضوعية علمية وصفية تحليلية، ولكي يحقق العلم هذه الغاية فلا بدّ أن يستعين بمنهج علمي يساعده على الوصول إلى قوانين الظواهر الاجتماعي.
الظواهر الاجتماعية إنسانية: حيث يتميز بها المجتمع الإنساني عن الحيواني، فهذه الظواهر تختلف من مجتمع ﻵخر وفي نفس المجتمع الواحد من حقبة ﻷخرى.
احتل العالم إميل دور كايم مكانة بارزة في تاريخ علم الاجتماع، ذلك أن بحوثه العلمية تمثل نشأة علم الاجتماع في العصر الحديث وهو رائد المدرسية الفرنسية في علم الاجتماع
ابتعد بارسونز عن النزعة الأمبيريقية الوصقية الاجتماعية، وكان يقول إن العلم لا يمكن أن يختصر إلى مجرد تراكم للمعطيات، بل عليه أن ينطلق من أسئلة، عليه أن يستند إلى إطار يضفي معنى على المعطيات الواقعية.
تكون العلاقات الاجتماعية في مرحلة التضامن الميكانيكي أولية في طابعها، فهي تأخذ طابعاً شخصياً وعاطفياً واضحاً.
أخذ ميدان علم الاجتماع في الإتساع والتشعب بعد أن غلب الإتجاه العلمي على دراسة ظواهر الاجتماع، ولهذا فإن كل مجموعة من الظواهر تتصل بناحية من نواحي المجتمع أخذت في الإستقلال النسبي، واتخاذ صفة العلم الجزئي.
يعتبر علم الاجتماع هو أحد العلوم الاجتماعية، فقد حدد العلماء الشروط الضرورية للعلم المستقل في ثلاثة شروط أساسية هي: أولا: وجود طائفة متميزة من الظواهر، يتخذها العلم موضوعاً للدراسة والبحث.
تعتبر ماري دوغلاس وجهاً من الوجوه الأكثر شهرة في الانثروبولوجيا الاجتماعية، ويوصف مسارها الفكري بأنه لا تشوبه شائبة، فخلال الخمسينيات استحقت على عملها الإثنوغرافي عن جماعة "لِل les Lele" في الكونغو تقديراً مهنياً.
تطورت هذه الاستراتيجية المنهجية على يد دور كايم ﻹبعاد علم الاجتماع عن كل من علمي النفس والأحياء، وبالتالي لتدعيم الاستقلالية والواضحة لعلم الاجتماع كعلم له ميدان محدد.
بالنسبة لدور كايم ليست الإثنوغرافيا أو الاقتصاد أو الجغرافيا أو التاريخ أو الديموغرافية سوى جوانب خاصة للعلم الاجتماعي يجب توحيدها، إنها سوسيولوجيا شاملة رسم مخططها في ثلاث مراحل وهي.