مجمل الأحداث بين فتح مكة وغزوة حنين
بعد أن اكتملت سيطرة المسلمين التامة على مكة المكرمة والتي كانت من أهم وأعظم معاقل ومراكز الوثنية، بدا بشكل كبير وواضح أن نجم الوثنية في منطقة الحجاز وفي الجزيرة العربية بأكملها يتجه نحو الانهيار والدمار.
بعد أن اكتملت سيطرة المسلمين التامة على مكة المكرمة والتي كانت من أهم وأعظم معاقل ومراكز الوثنية، بدا بشكل كبير وواضح أن نجم الوثنية في منطقة الحجاز وفي الجزيرة العربية بأكملها يتجه نحو الانهيار والدمار.
وأثناء تقسيم غنائم واقعة غزوة حنين وإعطاء المؤلفة قلوبهم كميات خاصة من الإبل تأليفاً لهم ، تحركت أفاعي النفاق الكامنة في بعض نفوس العناصر الموجودة في جيش الإسلام والمسلمين.
عتاب الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم بشأن الغنائم بعد غزوة حنين
وبعد أن أكمل الجيشان المتحاربان (جيش المسلمون و جيش المشركون) في حنين تعبئتهما وتجهيزهما دنت واقتربت ساعة الصفر، أي ساعة القتال، ومن ثم استعد الجيشان للمعركة الحاسمة الفاصلة والمهمة.
أما قائد هوازن وملكها فقد كان شاباً في عنفوان شبابه، والقائد الملك مالك بن عوف النصري الذي كان يقود عشرين الفاً) من هوازن يقابلهم ( فقط ) في الجانب الإسلامي إثنا عشر ألف مقاتل.
وكما جرت العادة المتبعة في كل الحروب فإن حصول العدو عن المعلومات الكاملة في مختلف القطاعات والمجالات أمر يضعه كل قائد مسؤول في مقدمة خططه وحساباته واستعداداته لمواجهة الفريق الآخر.
في كل حرب وخاصة في الحروب القديمة التي يكون قتل قائد الجيش سبب الرئيسي في هزيمة جيشه، يفكر كل جانب في التخلص من قائد الجيش الذي تقرر الاشتباك معه، وذلك حتى يضعف من عزيمة وقوة جنده بقتله.
وبعد أن حصل النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام على جميع المعلومات التي يريدها عن جيش هوازن وعن قواتها المعسكرة في وادي حنين عمد عليه الصلاة والسلام إلى قواته فعبأها للقتال وذلك استعداداً للمعركة المهمة والفاصلة التي قد نشبت عند فجر اليوم الثالث عشر من شهر شوال في العام الثامن للهجرة النبوية الشريفة.
لقد دار الحديث عن قبيلة ثقیف ورجالها حول ارتباط وثيق بالحديث عن واقعة غزوة حنين الكبرى الحاسمة، فقد كانت قبيلة ثقيف تشكل جناحاً مهماً، حيث تعتبر من أهم الأجنحة في الجيش الذي خاض في واقعة غزوة حنين الكبرى الماحقة ضد جيش الإسلام والمسلمين.
وذكر أصحاب التراجم والسير: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تفرغ من تقسيم الغنائم التي حصلوا عليها في منطقة الجعرانة وأعاد السبايا إلى قبيلة هوازن قد سأل وفدهم عن ملكهم وقائدهم مالك بن عوف النصري
فقد كان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم الرسول الشريف محمد صلى الله عليه وسلم من القلة المائة الصابرة ممن ثبتوا مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حينما انهزم المسلمون في يوم واقعة غزوة حنين.
وبعد استجابة الصحابة المنغلبين لنداء النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الحبيب عبر صوت عمه العباس رضي الله عنه، احتدم القتال بين جيش المسلمين وجيش هوازن كأعنف ما يكون،
ولعله من المستحسن معرفة ما قاله إمام المغازی محمد بن عمر الواقدي، وهو يقوم بوصف تلك الساعات الدقيقة الحاسمة الحرجة المحرجة المجلة التي انهزم فيها جيش الإسلام و المسلمين، واللحظات الرائعة المشرفة الباسلة التي عادوا فيها وغسلوا عار الهزيمة المفاجئة في بداية المعركة، والتي كادت أن تكون مكة بإيدي جيش هوزان بدمائهم الشريفة الطاهرة، فسجلوا أعظم نصر سجله الإسلام على الوثنية في العهد النبوي.
وكان مكان التجمع النهائي لعشائر هوازن المشتركة في الحشد هو وادی أوطاس، ووادي أوطاس هو أحد أودية حنين الرئيسية والذي يقع شرق مكة المكرمة والذي يصب في وادي حنين بين الشرائع والزيمة وجبال كرا وبني مالك التي تقع في جنوب شرق مكة المكرمة والتي من ناحيتها قد جاءت قبائل ثقيف أحد بطون هوازن الشهيرة والتقت في أوطاس بملك هوازن وقائدها العام الذي يدعى مالك بن عوف النصري، وبذلك اکتمل حشد جيش هوازن الذي كان عدده عشرين ألف مقاتل.
وهذا جدول الآتي يوضح أسماء القادة الكبار من حملة الألوية، ثم جدول بأسماء حملة الرايات من قادة الفصائل من المهاجرين والأنصار وبقية القبائل العربية من أهل البادية :
وعندما استكمل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تسليح جيشه وحشده قرر التحرك به من مكة المكرمة، ومن ثم أصدر مرسوماً عين بموجبه أحد شباب قريش الصادقين المخلصين في إسلامهم أميرًا حتى ينوب عنه على مكة المكرمة وليدير شؤونها في حالة غيابه.
لقد تكلمت بعض عناصر من الجيش النبوي الشريف ما يشبه الزهو والمفاخرة والغرور بكثرة ذلك الجيش، ويوحي ذلك بغفلة بعض من القلوب عن الله سبحانه تعالى وذلك نتيجة الإعجاب بالكثرة، فعاقبهم الله بالهزيمة في البداية التي ردتهم إليه سبحانه.
بعد فتح مكة المكرمة أصبحت شوكة المسلمين قوية من جميع النواحي، وكان ومنها الناحية المعنوية أو العسكرية.
عندما وصل رجل الاستخبارات ابن أبي حدرد إلى مكة قدّم للرسول والقائد الأعلى للجيش تقريراً شفوية مفصلا ًعن جيش هوازن، وما يقوم به من استعداد لحرب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ورغم الحشد الكبير الذي حشده مالك بن عوف النصري والذي حشد عدد عشرين ألف مقاتل لغزو جيش المسلمين في مكة المكرمة فإن شقاقاً خطيرًا قد حصل بين صفوف التجمع الوثني الهوازني.
لم تكن العلاقات بين قريش وبين هوازن علاقات حسنة وجيدة، بل كانت علاقات أشبه ما تكون حالتها بحرب قبلية .
وفي واقعة غزوة حنين المشهورة والطبيرة، كان هناك للمرأة المسلمة دور مشرق وبارز، حينها لقد كان يشمل الجيش الإسلامي الكبير نسوة أربع،
وعندما اقترب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بجيش المسلمين الكبير من وادي حنين حيث دارت هناك المعركة الفاصلة،
العجيب أن الحماس والثبات والإخلاص عند النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعامل الغضب على المسلمين المنهزمين المغلوبين قد بلغ بإحدى نساء الأنصار
استمر جيش هوازن في التحرك نحو مكة المكرمة إلا أن قائدها العام الذي يدعى مالك بن عوف عندما بلغه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد تحرك بجيش المسلمين من مكة المكرمة لمواجهة هوازن قرر مالك أن يعسكر بجيشه في وادي حنين، وذلك لأن وادي حنين أصلح مكان من حيث السعة والطول لجولان الخيل التي يعتمد مالك وقادة هوازن على آلاف منها.
ولما قرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخروج من مكة المكرمة حتى يواجه هوازن خارج مكة ، قام بتقييم العتاد الحربي العسكري الذي كان يحتاجه جيشه، فوجد أن هناك نقصاً في الجاهزية وفي العتاد لابد أن يكتمل ليكتمل تسليح جيش المسلمين الذي يقدم على معركة فاصلة وقوية يتقرر فيها مصير دين الله الإسلام والمسلمين، فقد كان عدوه أكثر عدداً وأكثر تسليحاً، لهذا فقد فكر في مصدر يحصل منه على العتاد والسلاح الحربي الذي يكمل تسليح الجيش النبوي.
وقد حاول النبي القائد الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إيقاف المنهزمين الهاربين في المرحله الأولى من المعركه
كذلك كان من خطط القائد الملك مالك بن عوف الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره وأسلوبه في الاستعداد للصدام بأسلوب التخويف باتباع الحرب النفسية بإدخال الرهبة في نفوس جيش الإسلام من قواته وذلك بجعل جيش هوزان الذي يقوده يظهر أكبر من حجمه الطبيعي بكثير.
وعندما اقترب الرسول الشريف محمد صلى الله عليه وسلم من وادي حنين الذي قد اتخذه القائد مالك بن عوف معسكراً لجيوش هوازن أرسل بأحد أصحابه إلى معسكر هوازن ليقوم بمهمة جمع المعلومات اللازمة عن هذا الجيش، ويجمع كل ما يمكنه معرفته من أخباره.
لقد دل ما قد ذكره المؤرخين على أن قائد هوازن الملك مالك بن عوف قد كان دقيقاً في توقعات وتوقيته للهجوم الذي قرر أن تكون كمائنه هو وجيشه البادئ به، بحيث يكون هذا الهجوم أول هجوم تشنه قواته على جيش المسلمين.