ما هي ركائز الاتصالات وتقنية المعلومات في المدينة الذكية؟
تكون المدن مدناً ذكية حين تحقق الاستثمارات في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل أنظمة المرور الذكية التي تُداربشكل آلي، وكما تعتمد على التنمية الاقتصادية المستدامة، وكذلك الطاقة من كهرباء وغاز والجودة العالية لحياة المواطنين مع الإدارة الحكيمة للموارد الطبيعية، وكما تعتبر البيانات أهم الأساسيات التي تعمل على نجاح تحول أي مدينة إلى مدينة ذكية، وحتى يعتبر هذا التحول تحولاً ناجح، لا بد أن يكون بإمكان المدينة العمل على تجميع البيانات من الأنظمة الحكومية القائمة والأجهزة المتنقلة والتطبيقات من الجهات الخارجية الأخرى وتطبيقات الإنترنت ومن المواطنين الذين هم أول المستفيدين من المدن الذكية.
ركائز المدينة الذكية:
تتألف المدنالذكية من طبقات متعددة، بحيث تحتوي كل منها على تقنيات تعمل على المساعدة في إنتاج البيانات وتصنيفها ودراستها والقدرة على الاستجابة بأفضل صورة، وحيث يساند هذه الطبقات توافر بنية تحتية جيدة للاتصال أو منصة نطاق عريض متكاملة وتشمل الطبقات أو الركائز الخمس الرئيسية، والتي لها أهمية قصوى في بناء مدينة ذكية، وتكم أهميتها فيما يلي:
- طبقة الاتصال:
تشمل هذه الطبقة بشكل عام جميع أنواع الاتصال مثل الاتصال بالاعتماد على البيانات في الهاتف من الجيل الثالث والجيل الرابع والجيل الخامس، وكذلك تشمل تقنية الاتصال اللاسلكي (Wi-Fi) وتقنية البلوتوث (Bluetooth).
- طبقة مراكز البيانات والعمليات:
وبسبب الحجم الهائل للبيانات التي يتم إنتاجها ومعالجتها والعمل عليها، كما تعمل طبقة مراكز البيانات أو العمليات على العمل على التأكد من عمليات الحفظ لهذه البيانات في مستودع بيانات عام والحرص على إمكانية الوصول إليها بسهولة من قبل كافة الإدارات والتطبيقات.
- طبقة التحليلات:
تكمن الفائدة من هذه الطبقة عن طريق التحليلات التي ستتم لجميع هذه البيانات التي تم جمعها لتحولها إلى مشاريع مستقبلية وأنشطة ذات قيمة، حيث ستقوم المدن في هذه المرحلة على الاعتماد على الحلول التي تُمكنها من هيكلة وتحليل البيانات وتتجه المدن على نحو متزايد إلى تحليلات البيانات الكبيرة التي تمكنها من تحليل جميع أنواع البيانات سواء كانت هيكلية أو شبه هيكلية أو غير هيكلية بشكل مباشر تقريباً، ويمكن للمدن الذكية استخدام التحليلات التوقعية لتنفيذ إجراءات توجيهية تساعدها على تخصيص الموارد بشكل أمثل.
- طبقة التطبيقات:
في هذه الطبقة، تقوم المدن الذكية على العمل على تطوير تطبيقات محددة لقطاعات معينة بذاتها، بالإضافة إلى تطبيقات للعديد من قطاعات المستخدمين، وهذه التطبيقات يمكن عن طريقها إدخال البيانات والحصول عليها وجمعها عبر مختلف المنصات مثل خدمات الإنترنت والأجهزة المتنقلة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وكذلك أجهزة الاستشعار والسيارات، وكما توفر هذه الطبقة للمستخدمين تجربة متكاملة من خلال تنفيذ التطبيقات القادرة على دمج الخدمات من مختلف الجهات، بما يسهم في تعزيز الكفاءة بشكل عام.
- طبقة المستخدمين النهائيين:
الركيزة الأهم في أي من هذه المدن الذكية هي الطبقة الخاصة بالمستخدمين النهائيين (End Users)، وهي الطبقة الأخيرة التي تتضمن كل من الفرد وهو المواطن أو المقيم أو الزائر، وكذلك تشمل الهيئات العامة ووصولاً إلى الشركات الخاصة، وهذه هي الطبقة التي يتم من خلالها جمع البيانات، سواء عن طريق تطبيقات الإنترنت أو الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الاستشعار أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وهي كذلك الطبقة التي تستفيد في نهاية الأمر من نتائج مبادرات المدينة الذكية وفعالية هذه الطبقة أمر أساسي للاعتراف بالمدينة كمدينة ذكية على نحو حقيقي.
الابتكار في الاتصالات وتقنية المعلومات في تطوير المدن الذكية:
لا بد من وجود العديد من الصعوبات التي قد تواجهها أي مدينة، وهذه الصعوبات ستكون خاصة بها تختلف عن غيرها، وتزداد هذه الصعوبات مع تأخر الحلول التقليدية، ويمكن للتكنولوجيا الذكية العمل على مساعدة المدن في التعامل مع هذه الصعوبات الناشئة والتحديات المستقبلية، حيث توفر الابتكارات التقنية الدعم لإدارة المدن لإحداث تحول في كوادرها البشرية ومواردها الطبيعية وبنيتها التحتية وأصولها الفكرية.
حيث تعمل المدينة الذكية بشكل مستمر على إيجاد العديد من الحلول وفي مختلف القطاعات من الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك لدمج المعلومات بين أنظمة وحدود المُدن ولدمج المواطنين والشركات والمجتمع على نطاق واسع في طرق جديدة، لكي يجري التحول إلى المدن الذكية على نحو حقيقي، كما يتعين على المدن مراعاة الجوانب التالية المتعلقة بالبيانات:
- مصادر البيانات وتكاملها.
- التحليلات والبيانات الكبيرة.
- حوكمة المعلومات.