انترنت الاشياء- IOT

اقرأ في هذا المقال


لو رجعنا إلى زمن ليس ببعيد، وقلت لشخص ما ستقود السيارات نفسها بنفسها وتوصلك الى العمل أو الى البيت أو حتى إلى المطعم التي ترتاده دوماً فبالأحرى سيقول لك: أنت مجنون؟
أو حتى لو تناقشت مع أحد الأصدقاء هل بالإمكان التحكّم بالإضاءة التي في الشوارع، عن طريق مرور السيارات ومن عدمها وتوفير الطاقة؟
ولو زدت في خيالك قليلا وقلت: هل بإمكاني التحكّم بدرجة حرارة بيتي المتواجد في عمّان الداخلية وأنا في رحلة عمل في الرياض؟
ماذا لو قلنا أن ذلك لا شيء مع التطوّر الذي سيحدث مع مفهوم إنترنت الأشياء؟
ماذا لو سألنا هذا السؤال هل ستتخذ الآلات قرارات هامة بدلا من البشر؟
إذن لم تَعُدّ الأجهزة كما نعرفها عبارة عن ألواح معدنية ومسامير؛ فهي ستتخذ القرارات، لنتعرَّف معاً على إنترنت الأشياء.

ما هو إنترنت الأشياء IOT- Internet Of Things ؟

للتعرّف على مفهوم إنترنت الأشياء يجب أن نعرف ما هو الشيء؛ فهو كل ما له مفتاح تشغيل وإيقاف، ففي هذا العالم تتواصل الآلة فيما بينها عن طريق الإنترنت دون تدخل العامل البشري، ففي العادة الإنسان هو الذي يتحكَّم بالآلة بشكل مباشر.
وبوجود إنترنت الأشياء تتواصل الآلات مع بعضها البعض وتحلل البيانات وتخطط وتتخذ القرارات، حسب قواعد برمجية وضعها الإنسان في هذه الآلات.
ففي هذا العالم لكل شيء عنوانه الخاص تتفاعل مع بعضها البعض وتحلل، ثم تعطي البيانات لمكان تخزين يُسمَّى الحوسبة السحابية “Cloud Service” أو الخوادم، التي بدورها تقوم بتوصيل الأجهزة ببعضها ومعالجة البيانات وتخزينها.
إنترنت الأشياء سيجعل الحياة أكثر سهولة، فهي ستقود سيارتك، تراقب نظامك الصحي، تتابع تعليمك وهل يتوافق مع مستقبلك وقدراتك، بل وستقوم بشراء حاجياتك بدلاً عنك ويمكنك القياس عليها في كل مناحي حياتك.

العناصر الأساسية لإنترنت الأشياء:

تتكوَّن العناصر الأساسية لإنترنت الأشياء من عِدة أمور وبشرط وجود الإنترنت، هي:

  • بوردات الكترونية “Electronic Chips”: هي ذات تصميمات هندسية خاصة، تقوم بتعديل اللغة البرمجية لها حسب وظيفتها. والجدير بالذكر أن هناك الكثير من الشركات المُصنّعة لهذه البوردات مفتوحة المصدر؛ أي أنك تستطيع التحكّم والاطلاع على تصميماتها الهندسية، كذلك تعديل اللغة البرمجية عليها لتتوافق مع الشيء الذي تحتاج التعديل عليه.
  • الحساسات “Sensors”: وتكون هذه الحساسات في إنترنت الأشياء حسب الوظيفة العامة التي تريد للجهاز أو “الشيء” القيام به؛ فمثلاً لو أردنا قياس درجة الحرارة سنستخدم حساس لقياس درجات الحرارة.
  • الحوسبة السحابية أو السيرفر: يجب أن يكون في إنترنت الأشياء مكان مخصص لتخزين ومعالجة البيانات وتحليلها، وبالتالي ربط الأجهزة أو الأشياء مع بعضها البعض. وهذه قد تكون على شكل تطبيقات إلكترونية أو مواقع أو حوسبة سحابية.

تطبيقات إنترنت الأشياء:

لعلَّك تتسائل إلى أي مدى يُمكن أن تتحكَّم الأشياء في حياتنا! أستطيع القول لك في كل شيء تعرفه يوجد فيه مفتاح إغلاق وفتح كهربائي، حتى يمكن صنع شرائح تعقّب تزرع في جسم الإنسان، فقد تبدو هذه الفكرة صعبة التصديق لكن تطوّر العلم استطاع صنع شرائح وبوردات كهربائية يصل حجمها رأس الدبوس.
لكن هل يوجد تطبيقات على إنترنت الأشياء في حياتنا الآن؟ نعم وهذه بعض التطبيقات:

  • الساعات الذكية: فهذه الساعات الآن تستطيع قياس درجة الحرارة، دقات القلب، عدد الخطوات، مراقبة التنفس، ارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمور الهامة، كما يُمكن أن تقيس على كل شيء يتعلق بنظامنا الحيوي.
  • السيارات الذكية: الآن قد تتعرَّف السيارة على المشاكل الميكانيكية التي توجد بها، كذلك قد تعطي الحلول السريعة لمواجهة هذه المشاكل، وفي المستقبل غير البعيد تتسابق الشركات لصنع سيارات القيادة الذاتية.
  • أجهزة مراقبة النوم: هي أجهزة تراقب نفسك وعلاماتك الحيوية خلال نومك.
  • أنظمة الأمن في البيوت: إنترنت الأشياء يعطيك الكثير من الخيارات للتحكّم في أجهزة البيت، من الثلاجة والميكرويف ومكيف الهواء والمكنسة الكهربائية وباب الكراج وباب البيت، بالإضافة إلى التعريف الصوتي لهذه الأجهزة وأي جهاز في بيتك.
  • أجهزة مراقبة تلوّث الهواء: هذه الأجهزة تراقب الهواء المحيط بك وما يحتويه من غازات قد تضرّ بصحتك.
    ولك أن تتخيَّل الكثير من التطبيقات التي يمكن عملها خلال أنظمة إنترنت الأشياء.

هل سيؤثر إنترنت الأشياء على خصوصياتنا وعاداتنا الصحية؟

في هذا السياق يجب العلم أن الأشياء أو الأجهزة مبرمجة بأكواد برمجية منطقية تحاكي الذكاء الإنساني، كما تعمل بشكل منطقي لإيجاد حلول من خلال تحليل البيانات، لكن هل ستؤثر على خصوصيتك؟ والإجابة أن حرية الإنسان ستكون مقيَّدة بشكل كبير عن السابق، فهو مراقب في كل حركاته بغض النظر عن الحياة السهلة التي سيقدمها إنترنت الأشياء.
غير أنها ستؤثر عليك بشكل نفسي؛ لأنها ستراقب كل شيء في حياتك وقد يؤدي إلى الكسل في القيام بالواجبات الأساسية. والجدير بالذكر أن إنترنت الأشياء هو الخطوة الأولى من تقنيات الذكاء الاصطناعي.


شارك المقالة: