سليمان بن يسار والرواية

اقرأ في هذا المقال


إن الحديث النّبويّ الشّريف علمٌ حملَ معه جهود أهلة على مرّ السّنين من زمنِ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم إلى عصرنا الحاضر فمر عبر خيرة الخلق بعد محمّدٍ عليه السّلام من الصّحابة الأجلاء من أمثال أبي هريرة وابن عبّاس وحذيفة إلى التّابعين خير القرون بعد الصّحابة كما ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (خيرُ القرون قرني ثمّ الّذين يَلونَهم)، ولازالت نجوم التّابعين تتلألأ في سماء الحديث، ومن هذه النجوم اخترنا أن نكتب في سُليمان بن يَسار فتعالوا معنا في سيرته.

نبذة عن سليمان

هو التّابعيّ الجليل، أبو أيّوب، سُليمان بن يسار، شقيقُ المحدّث عطاء بن يسار، من مواليد المدينة المنوّرة سنة أربعٍ وثلاثين للهجرة، كان من المعروفين في زمانة بأحد فقهاء المدينة السّبعة لفقهه وعلمه بالحديث النّبويّ الشريف، وقيل أنّه كان عبداً عند أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث وكان ثمن حريّته أن يَكتب لها، وقد استخدمه الخليفة عمر بن عبد العزيز حينما وليّ أميراً على المدينة، وتوفي سليمان بن يسار في السنة السّابعة بعد المائة من الهجرة.

روايته للحديث

كان سليمان بن يسار من الّذين رووا الحديث عن الصّحابة رضوان الله عليهم كأبي هريرة وعبدالله بن عمر ومولاته ميمونة بنت الحارث وأمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وزيد بن ثابت وجابر بن عبدالله وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى عن عدد من أقرانه التّابعين كعُروة بن الزّبير وعبدالله بن الحارث وغيرهم رحمهم الله، كما روى عنه كثير من رواة الحديث كعطاء بن يسار وعمرو بن دينار وأبو الزِّناد ويحيى الحضرميّ ووثّقَه كثير من أهل الجرح والتّعديل وروى له الجماعة ( البخاريّ ومسلم والنّسائي وابن ماجة والتّرمذيّ وأبوداوود وأحمد في المسند).

من رواية سليمان للحديث

من ما روي من طريق سليمان ما أورده الإمام مسلم في صحيحه ما حدّث به سليمان (( عن عبدالله بن الحارث بن نوفل قال: كنت واقِفاً مع أُبيّ بن كعب فقال: لا يزال النّاس مُخْتَلِفَةً أعناقٌهم في طلبِ الدّنيا، قلت: أجَلْ، قال: إنّي سمِعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ( يوشِكُ الفُراتُ أنْ يَحْسِرَ عنْ جَبَلٍ منْ ذَهبٍ فإذا سَمِعَ به النّاسُ سارُوا إليْهِ فيَقُولُ منْ عِنْدَهُ: لَئِنْ تركنا النّاس يأخُذُونَ منْهُ لَيُذْهَبَنَّ به كُلِّهِ، قال: فيَقْتَتِلون عَلَيْهِ فيُقْتّلُ منْ كلِّ مائةٍ تِسْعةٌ وتِسعونَ)). من كتاب الفتن، رقم الحديث 2896.


شارك المقالة: