عامر بن سعد والرواية

اقرأ في هذا المقال


لازلنا نسيرُ في رحلتنا في التّابعين الأجلّاء الّذين صحبوا صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورووْا عنهم الحديث النّبويّ الشّريف وكان لهم الفضلُ في ما نُقل إلينا من الرّواية في كتب الحديث للجماعة وغيرِهم، وقد كان منهم جيلٌ من نسل صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، تبِعوا نهج آبائِهم في الحفاظ على الحديث بالحفْظِ والنَّقلِ، ومنهم عامر بن سعد بن أبي وقّاص الّذي أخذ من أبيه وغيره الكثير من الرّواية، فتعالوا معنا في سيرته المعطّرة.

نبذة عن عامر

هو التّابعي الجليل، أبو داوود، عامرُ بن سعدِ بن أبي وقّاص، وأبوه من العشرة المبشّرين ومن رواة الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقائد جيش المسلمين في الفتوحات الإسلامية، يرجع نسَبُهم إلى بني زُهرة من قريش، عاش في كنفِ أبيهِ وأخذَ من علمه بالإضافة إلى ما تعلّمهُ من الصّحابة الأجلّاء وكانت وفاته رحمه الله تعالى في العام الرّابع بعد المائة من الهجرة كما أورد الإمام الذّهبيّ أو في العام السّادس والتّسعين كما أورد الإمام ابن حجر في المدينة المنوّرة.

روايته للحديث

كان عامر بن سعد من التّابعين الّذين أخذوا كمّاً من الأحاديث النّبويّة عن الصّحابة من أمثال: أبيه سعد بن أبي وقّاص وأمّ المؤمنين عائشة وأسامة بن زيد بن حارثة وأبي هريرة الدّوسيّ وأبي سعيدٍ الخُدْريّ و عبداللهِ بن الفاروقِ عمر وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى من طريقهِ الحديث كثير من الرّواة من أمثال: عمرو بن دينار و ابن شهاب الزّهري وسعيد بن المسيّب وأبو واقِدِ اللّيثيّ وعطاء بن يسار ومحمّد بن المنكدر وغيرهم رحمهم الله تعالى، كما كان من الثّقات عند أهل الحديث وروى له جماعة الحديث.

من رواية عامر للحديث

ممّا ورد من الحديث الشّريف من رواية عامرِ بن سعدٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( أخْبَرَني عمرو بن دينار، أنّ عامر بن سعد أخبَرَهُ أنّ رجلاً سألّ سعدُ بن أبي وقَّاص عن الطّاعون؟ فقال أُسامة بن زيد: أنا أُخْبِرُكَ عنهُ. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( هو عَذابٌ أوْ رِجْزٌ أرْسَلَهُ الله على طائِفَةٍ من بني إسرائيلَ أوْ ناسٍ كانوا قبْلَكُم فإذا سَمِعْتُمْ بهِ بأرْضٍ فلا تَدْخُلُوها عليْهِ وإذا دَخَلَها عَلَيْكُم فلا تخْرُجُوا منها فِراراً)، من كتاب السّلام، رقم الحديث2218)).


شارك المقالة: