صلاة السفر

اقرأ في هذا المقال


تجب صلاة المسافر سواءً كانت في الطَّائرة أو القطار أو السيارة أو على الراحلة .

أولاً: تصح صلاة الفرض في السفينة والباخرة والقطار:
قائماً عند القدرة؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنه،
قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة في السَّفينة، فقال: كيف أصلِّي في السَّفينة؟ قال:
(صلّ فيها قائماً إلّا تخاف الغرق).

عن عبد الله بن أبي عتبة قال: (صحبت جابر بن عبد الله، وأبا سعيد الخدري، وأبا هريرة في سفينة فصلُّوا قياماً في
جماعة، أمّهم بعضهم، وهم يقدرون على السجُود )، وقال الإمام الشوكاني رحمه الله: ( والمراد أنهم يقدرون على اللصلاة في البر، وقد صحّت صلاتهم في السَّفينة مع اضطرابها، وفيه جواز الصَّلاة في السَّفينة وإنْ كان الخروج إلى البرِّ ممكناً).
ولا تصح صلاة الفرض في السَّفينة قاعداً لقادرٍ على القيام، فإنْ عجز عن القيام صلّى جالساً؛ لقوله تعالى:
(  فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ  ) . فيصلي على حسب حاله ويأتي بما يقدر عليه من القيام وغيره على حسب ماتقدم في صلاة المريض.
ويصلون فيها جماعة على حسب استطاعتهم، ويستقبلون القبلة في الفرض، وكلَّما انحرفت السَّفينة عن القبلة اتجهوا إليها.

ثانياً الصلاة المفروضة يالطائرة صحيحة:
إنَّ الطائرة في الجوِّ على متن الهواء كالباخرة في البحر على متن الماء، ولكن يجب على المسلم أنّ يفعل ما يجب عليه في الصَّلاة، من القيام بالأركان، والواجبات، والشُّروط مثل:
الطّهارة واستقبال القبلة، والقيام، والقعود، والرُّكوع، والسجود، وغير ذلك ممَّا يجب، وإذا كان لا يستطيع القيام بذلك
فلا يصلِّي في الطائرة بل ينتظر حتى تهبط إلَّا إذا علم أنّ الهبوط بعد خروج الوقت، وكانت الصَّلاة التي أدركته في الجوِّ لا يمكن جمعها مع ما بعدها، مثل:
العصر والفجر ويعلم بأنَّ هبوط الطَّائرة بعد خروج وقتها لزمه أن يصليها في الطَّائرة ولا يؤخِّرها عن وقتها، فيصلّيها كالصَّلاة في السَّفينة كما تقدَّم، فإنْ استطاع أنْ يصلي قائماً صلَّى قائماً، فإنْ لم يستطع صلَّى قاعداً ويكون مستقبل القبلة، ويدور مع القبلة حيثُ دارت، ويومئ بالرُّكوع والسجود ويكون أخفض من الرُّكوع، ويقوم بما يستطيع؛ لقوله تعالى(( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )).
أمَّا إذا كانت الصَّلاة ممّا يجمع جمع تقديم أو تأخير، فإنّ الأفضل للمسلم أن يصلِّيها إذا أدركه وقتها كالظُّهر مثلاً ثمّ يصلي العصر، وهكذا المغرب والعشاء إذا كان مسافراً قد خرج من بلده، أما إذا لم يدخل وقت الأولى وأقلعت الطائرة أو القطار أو السفينة قبل دخول الوقت فإنَّه يؤخِّرها إلى وقت الثانية فيصلِّي جمع تأخير مع قصر الرباعية إذا كان مسافراً .

ثالثاً: الصلاة في السيارة أو على الراحلة على النحو التالي:

  • إذا كانت السيارة كبيرة وفيها مكان واسع للصلاة يستطيع الإنسان أنّ يصلِّي الفرض قائماً راكعاً ساجداً
    مستقبلاً للقبلة، وقد تطهر، فلا حرج عليه أنّ يصلِّي فيها كما يصلِّي في السفينة والطَّائرة والقطار كما تقدَّم.
  • إذا كان لا يستطيع أن يقوم بما يجب عليه في صلاة الفريضة فإنَّه لا يصلّي في السيارة إلا إذا لم يستطع
    النزول منها وخشي خروج وقت الصَّلاة، فإنَّه حينئذٍ يصلِّي على حسب حاله كما تقدَّم.
  • أمّا الصَّلاة على الرواحل: كالإبل، والخيل، والبغال، وغيرها فلا تصحُّ إلا عند خشية التأذِّي بمطر، أو وحل
    إذا نزل على الأرض ولا يستقر في صلاته فإنَّه حينئذ يصلي ولكن يستقبل القبلة، ويعمل ما يستطيع في صلاته، وكذا يصح الفرض على الراحلة إذا خاف انقطاعاً عن رفقته بنزوله، أو خاف على نفسه من عدوٍ
    أو عجز عن ركوب إنْ نزل، وعليه أنّ يستقبل القبلة إن قدر على ذلك، وعليه أنْ يركع ويسجد ويجعل سجوده
    أخفض من ركوعه؛ لقوله تعالى(( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ  )) ” البقرة 286″.

رابعاً: صلاة النافلة في السفر:
وتصحُّ على جميع وسائل النَّقل، سواءً كانت: من السُّفن، أو البواخر، أو الطَّائرات أو السيارات، أو الرَّاحلة؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم كان يصلي النَّافلة وهو على راحلته حيث توجَّهت به، وقد رآه ابن عمر- رضي الله عنه _يصلِّي الوتر كذلك على الرَّاحلة؛ لكنَّ الأفضل أنْ يستقبل القبلة عند تكبيرة الإحرام ثمَّ يصلِّي كيفما توِّجت به، السَّفينة، أو الطائرة، أو غير ذلك، ولو لم يستقبل القبلة في النَّافلة عند تكبيرة الإحرام فلا حرج في ذلك وهذا من باب الاستحباب .


شارك المقالة: